خطة أبوظبي لاستكمال احتلال الجنوب وعلاقتها بقتل بن سميط
الحنو ب اليوم | جمال عامر
لقد تجاوزت قوات أبوظبي ومعها الأجهزة المدعومة منها مثل مكافحة «الإرهاب» والألوية التابعة لها، الترهيب بالاعتقالات والاختطافات إلى حد تنفيذ اغتيالات طالت عدد من خطباء الجوامع وقيادات سلفية وأخرى إصلاحية في ظل صمت حكومي وحزبي مهين ساعد على تغوّل هذه القوات وأدواتها من الداخل الممثلة بألوية الحزام الأمني وقوات النخب التي تم تشكيلها على أساس سلفي ومناطقي.
وتستخدم أبوظبي سياسة إضعاف وانتقاص ما يمثله هادي وحكومته من تمثيل للسلطة في المحافظات التي تحتلها من خلال تعطيل المؤسسات الأمنية والقضائية وإحكام قبضتها على المنشاءات السيادية كالمطارات والموانئ، وكذا الطرقات التي تصل بين المحافظات، ومضايقة وإهانة المسؤولين المحسوبين على هادي، وليس بعيد من ذلك خإراج رئيس الحكومة وعدد من وزرائه عقب اقتتال انتهى بسيطرة القوات المدعومة من الإمارات، واحتجاز ومنع وزير النقل وعدد من المسؤولين الحكوميين، من المرور في أحد الحواجز الأمنية في مديرية حبان، لمنعه من وضع حجر الأساس لميناء قناء شرق شبوة.
وهو ما حصل مع محافظ شبوة اللواء علي بن راشد الحارثي، حين تم إيقافه في أحد الحواجز الأمنية التابعة للنخبة، ولم يسمح له بالمرور إلا بعد اتصال من الضباط الإماراتيين المتواجدين في بلحاف.
ويتواصل الإستخفاف بالشرعية الذي يتواجد هؤلاء باسمها إلى القيام باعتقالات من يدعي الإنتماء اليها من أمنيين وعسكريين، لعل آخرهم اعتقال يوم أمس الضابط في قوات الحماية الرئاسية فهمي حيدرة، مدير أمن الوضيع السابق، وهي مسقط رأس هادي وعدد من أسرته وحراسته.
تستخدم القوات الإماراتية أذرعها الأمنية الجنوبية في عملية المداهمات وقمع الاحتجاجات بغرض خلق حالة من العداء مع مجتمعاتهم حتى تصبح هذه القوات هي آخر حصون هؤلاء وملاذهم.
طفح كيل حكومة هادي، وإطلاق لسانها بالاحتجاج عبر وزير النقل الجبواني، والمطالبة بتصحيح العلاقة في إطار «التحالف»، وإعلان عدم قبول الدولة بالاستمرار في وضع كهذا، لم يغيّر من واقع الحال، مثلما لم يجعل نظام أبوظبي يتوقف عن السير في استكمال سيطرته على الجنوب مستغلاً ورقة اجتثاث «القاعدة» كمبرر لازال يساعده على ضم ما تبقى من مديريات، بعد أن أحكم سيطرته على مناطق النفط في شبوة وميناء بلحاف الذي صدر عبره الشحنة الأولى من الغاز بعيداً عن هادي وحكومته، متجهاً إلى بيحان التي سقطت منذ أكثر من شهرين مع عسيلان، كآخر مديريتين في المحافظة، بينما لاتزال محاولات أبوظبي حثيثة لم تتوقف لاستكمال السيطرة على كامل محافظة حضرموت على الرغم من الصعوبة التي يمثلها تواجد المنطقة العسكرية الأولى التي كان حاول هادي تفكيكها باعتبارها آخر تواجد لقوات شمالية قبل أن يصطدم مع الإمارات ويتعثر التوسع.
وفي هذا الإتجاه كشف رئيس ما تسمى بـ«الجمعية الوطنية» في «المجلس الإنتقالي الجنوبي»، ومحافظ حضـرموت السابق أحمد سعيد بن بريك، عن اتخاذ قرار باستكمال السيطرة على وادي حضرموت بما فيه عاصمته سيئون.
واتهم من خلال بيان تعزية منه لأسره الشهيد العلامة عيدروس بن سميط، الذي قتله مجهول الأسبوع الماضي في حادثة يمكن عدها توطئة لما يخطط له الأجهزة العسكرية في وادي حضرموت والصحراء والذي وصفها بالفاشلة بالوقوف وراء الجريمة.
وأضاف محرضاً أنه سبق واثبتت بعض الوقائع تورط عدد من عناصرها في عمليات التخريب والتدمير والتصفية، ومن أنها لا تؤتمن على حفظ أمن واستقرار وادي حضرموت وحماية أهله
وعلى غرار ما حصل في المحافظات الأخرى من تمهيد لاحتلالها من قبل الإمارات، قال إن الحاجة اليوم أصبحت ملحّة أكثر من أي وقت مضى كي يستلم زمام الأمور العسكرية والأمنية أبناء حضرموت الوادي والصحراء الذين هم أقدر على حماية أرضهم وعرضهم وتحقيق الأمن والإستقرار.
وأوضح أننا في «الجمعية الوطنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ندعم تلك الخطوة وبقوة من خلال اتصالاتنا وتحركاتنا التي نجريها مع الأخوة في التحالف العربي وكافة الشركاء».
هكذا تنفذ الإمارات سياستها العرجاء لاحتلال الجنوب. قمع وترهيب وضرب أي تنمية وإشاعة المزيد من الفوضى كما في عدن، وتدمير مصادر الدخل كما يحصل مع ميناء عدن، وإغلاق مطار المكلا.