الثورة والمقاومة في الجنوب مستمرة
الجنوب اليوم
مقال لدكتور محمد النعماني
ثلاث سنوات دخلت واليمن يعاني من الحصار جراء العدوان والاحتلال. ثلاث سنوات ومعاناة شعبنا ما زالت مستمرة. ثلاث سنوات وحالات الحصار مفروضة على حليب الأطفال، على دواء الأطفال، على دواء النساء والشيوخ وكل شيء، مستمرة.
ثلاث سنوات والشعب شمالاً وجنوباً يبكي دماءً ودموعاً. ثلاث سنوات ونحن نعاني من صمت العالم وصمت دول تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان، وعن حرية الإنسان والحريات الصحافية والحريات الديموقراطية.
ثلاث سنوات والجنوب يقع تحت سلطات الاحتلال الهمجي الإماراتي – السعودي – الأمريكي – الصهيوني – الإمبريالي، الذي يدعم من قبل الرجعية العربية.
ثلاث سنوات والجنوب يعاني من الحرمان والإهمال، من انتشار الأمراض، والفوضى، والسجون السرية والاغتيالات، وجرائم القتل والتصفيات الجسدية لكل المعارضين السياسيين للتواجد العسكري الإماراتي – السعودي.
ثلاث سنوات والجنوب يعاني، والإمارات تكذب علينا في صحفها وفي نشرات الأخبار، وتدعي أنها تقدم المساعدات وتفتح المدارس والمستشفيات، ولكن، هي في حقيقة الأمر تقوم بتغيير طلاء المدارس والمستشفيات، أي أنها ترسل لنا إلى الجنوب مساعدات، عبارة عن صناديق جندلات رنح، بهدف طلاء الأماكن التي لم تطلا من قبل.
شاهدنها تقوم بطلاء جدران المدارس والمستشفيات، وتكتب بعد ذلك: افتتاح مشروع جديد. أصلاً هو قائم من الأول، وتكتب عبارات «شكراً آل زايد وأل سلمان».
شاهدنا الإمارات وهي تقوم بإنزال الصور، وتعلق صوراً أخرى، تكتب فيها كلمات المدح والشكر لأسرة آل زايد وآل سلمان، ونحن، ومعنا الشعب في الجنوب، وكل أحرار العالم، يعرفون أن هؤلاء، قاتلي أطفال اليمن، أطفال الجنوب، ومجرمي حرب.
الجنوب اليوم يعاني من أوضاع سيئة، بسبب حالة الحصار الذي تقوم بها الإمارات على الشعب في الجنوب، بسبب إغلاقها وعرقلة نشاط المنطقة الحرة ومطار عدن وميناءها، وهي تريد أن تحمي مصالحها الإقتصادية من خلال إعاقة أي نشاط إقتصادي في مطار المدينة وميناءها.
الجنوب اليوم يعاني من سياسات الإمارات التعسفية، التي تهدف إلى عرقلة أي مساع لأي نشاط إقتصادي أو تجاري في مدينة عدن وميناءها ومطارها بهدف حماية مصالحها الإقتصادية، للضغط على الدول التي تتصارع من أجل السيطرة على الممرات المائية الدولية، وعلى طريق التجارة الدولية.
الإمارات تريد أن تفرض بنوداً وشروطاً تتعلق بحماية مصالحها الإقتصادية، من خلال فرض نفوذها وسيطرتها على ميناء عدن والمدينة، وطرق التجارة إليها، وبالتالي، هي تطرح شروطها في أي تسويات مقبلة تتعلق بحركة الملاحة الدولية.
الإمارات اليوم تعرقل ازدهار عدن. تعرقل تطوير ميناء عدن. تعرقل تطوير مطار عدن. تعرقل أي نشاط تجاري في المدينة، وبالتالي، هي اليوم تعمل وتدعم انتشار الفوضى، وتدعم الجماعات المسلحة، وتلك السلفية في محافظات الجنوب، وتنشر حالة من الفوضى، وعدم الاستقرار. هي تريد أن ترسل رسالة إلى العالم، بأن هذه المناطق غير مستقرة، وبالتالي هي غير موهلة لأي نشاط تجاري بسبب الإنفلات الأمني في محافظات الجنوب، وبالذات في محافظة عدن، وفي محيط المنطقة الحرة ومطار عدن وميناءها.
أنا على يقين أن إرادة الشعوب أقوى من قصف الطيران، وقصف المدافع، وأن الشعوب الحرة قادرة على صنع المستحيل. أنا على يقين أن شعب الجنوب سوف يصنع المستحيل، وأن اليمن الذي كسره العدوان، قادر أيضاً على كسر الاحتلال، وعلى انتزاع الحرية والكرامة والعزة والشموخ من قوات تحالف العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن.
الثورة والمقاومة في الجنوب مستمرة، ونحن بدورنا، سنواصل… سنواصل.