عدن … خطيب جامع يفجر نفسة واخر يقتل المصلين ؟
الجنوب اليوم | خاص
أصبح خبر مقتل خطيب وأمام جامع في عدن أو في حضرموت أو في المهرة أو في لحج أو في الضالع أو في أبين أو شبوة خبراً يومي لايلفت الإهتمام الكثيرين ، بل أن السلطات الأمنية المزدوجة والتيارات المسلحة المتعددة في عدن لاتبذل أي جهود للبحث عن الجناة وإلقاء القبض عليهم.
فعلى مدى العامين الماضيين من حكم الإمارات العسكري واستحكام أبو ظبي على الملف الأمني في مدينة عدن ، أصبح قتل خطباء وأئمة المساجد أمراً معتاد وبل ويتجه إلى أن يصبح طبيعي بفعل إستمرار قتل رجال الدين في المدينة التي عرفت التعايش السلمي بين الأمم قبل وجود أبو ظبي بأكثر من 100 عام .
بالأمس قتل خطيب وأمام مسجد ساحة الرويشان في المنصورة بعدن برصاص ذات المسلح الذي قتل الشيخ علي عثمان الجيلاني امام وخطيب مسجد القادرية في الرابع من يناير 2016م اثناء خروجة من منزلة لأداء صلاة الفحر ، وذات المسلح المجهول قتل الشيخ عبدالرحمن الزهيري في 23 يوليو من نفس العام .
بل ربما نفس المسلح ورفاقة من القتلة المؤدلجون سياسياً وإستعمارياً هم من قتلوا الشيخ صالح حليس في الخامس عشر من اغسطس عام 2016م ، ورفاقة مروان ابو شوقي ، وهادي عون ، والشيخ فائز الضبياني ، واخرين .
ولذات السبب تحولت عدن إلى مقبرة لرجال الدين وأئمة وخطباء المساجد ، ففي عهد حكم ابو ظبي وجماعاتها المسلحة أصبح الخطابة جريمة جزائها الإعدام ، خصوصاً أذا انهى خطيب الجمعة خطبته دون الدعاء لأولاد زايد ودون ان يدعو للمستمعر الجديد بالتوفق والسداد .
والمؤسف فعلاً أن تتحول تلك الجرائم إلى حوادث عادية عابرة لاتحرك ساكناً ، ولا تثير سخط المجتمع وإستيائه ، بل اداة ترهيب لكل رجل دين يرفض الوجود الإماراتي في مدينته ، ويرفض السجون السرية ، ومداهمة المنازل والسطو على الاراضي ، وقتل الابرياء بدون ذنب في شوارع عدن .
اذن لو تخيلنا مجرد خيال ان الشيخ علي عثمان الجيلاني امام وخطيب مسجد القادرية رحمة الله لم يقتل بطريقة غادرة جبانه في الرابع من يناير 2016م ، بل نفترض أن الجيلاني قتل عدد من المواطنيين المصليين على سبيل المثال هل كان المجتمع سينسى ماحدث كما تناسي قضية قتله ظلماً وعدواناً من قبل عصابات مسلحة تنفذ أوامر إماراتية وتحضى بحماية قوات الحزام الأمني في عدن ، وكيف كان المجتمع سيتعاطى مع تلك الحادثة هل سيخرج ابناء عدن في مسيرات شعبية غاضبة تجوب شوارع وازقة واحياء المدينة ، أم ستتعرض المساجد للحرق من قبل الغاضبين من الحادثة ، وكيف كانت الجهات الرسمية والامنية ووسائل الإعلام ستتناول الحادثة ، هل ستلاحق كل أمام وخطيب جامع في كافة ارجاء عدن أم سوف تعتقل كل خطباء وأئمة مساجد عدن ,, وربما سيكون الإجراء اكثر من ذلك وستفرض عشرات الجنود في كل جامع على الأقل .
بل كيف كانت الإدانات ستتوالى وعبارات الاستنكار والشجب والتنديد ، من دولاً وحكومات ، وكانت حكومات امريكا وبريطانيا والسعودية وابو ظبي والمانيا وروسيا والدول العربية دولاً وجامعة والأمم المتحدة منظمة دولية ومنظمات تابعه لها ستعتبر تلك العملية ارهاباً دينياً اصولياً اجرامياً ، ولكنها صمتت عندما قتل الجيلاني ، والشيخ الزهري وحليس وابو شوقي وهادي عون والصبياني ورجل الخير والاحسان عبدالعزيز الراوي ، والشيخ ياسين الحوشبي ، والشيخ فهد اليونسي ، والشيخ عادل الشهري والشيخ عبدالرحمن العمراني والشيخ عارف الصبيحي والشيخ شوقي كمادي وغيرهم من تم تصفيتهم أو من لاتزال كتائب الاعدام الإماراتية تتربص بهم وتخطط لتصفيتهم .
تخيلو أو أفترضوا أن كل أولئك الشهداء الابرار ، فجروا أنفسهم باحزمة ناسفة وقتلو أناس ابرياء أو قتلو جنود إماراتيين أو جنود جنوبين موالين لأبوظبي ، كيف كان ابناء عدن سيتعاطون معهم ومع الحدث الافتراضي ، وكيف كان العالم سيتعاطى مع ذلك وسيقوم ولايقعد ، وكيف كانت الجهات الأمنية ستتعامل مع كل خطيب وأمام مسجد ، وكم من جرائم سترتكب من قبل تلك الجهات الأمنية ، وكم من إنتهاكات ستمارس ضد الدعاة ورجال الدين في عدن ، أذن اولئك الدعاة من خطباء وأئمة المساجد الذي ضحو بأنفسهم من أجل مبادئهم ومعتقدهم ودينهم ووطنهم من اجل كلمة الحق ، لم يجدوا أحداً من المجتمعات الجنوبية يقف إلى جانبهم وإلى جانب قضيتهم التي أصبحت اليوم قضية إحتلال من قبل دولة إجنبية تمارس اجندة خارجية ضد الدين ورجالة .
الإ يكفي المجتمع الجنوبي صمتاً ، إلا يكفي السلفيين في الجنوب خنوعاً وذلة ، اليس الصمت على قتلت خطباء وأئمة مساجد وجوامع عدن جريمة ، اليس الصمت عار في مايتعرض له رجال الدين .
أن سكوت المجتمع في عدن على مايتعرض له رجال الدين غير مبرر ، فهل ستثور غيرة ابناء عدن ، وهل ستمردون على الصمت ، فقط لو تقود المساجد التي قتل خطبائها وأئمتها من قبل عصابات الإمارات مسيرات منددة عقب صلاة الجمعة لارعبت المستعمر القاتل .. وأوقفت قتل رجال الدين في عدن من خطباء وأئمة مساجد .
التقرير افتراضي .