حميد الأحمر يكثف جهوده بحضرموت ويسعى لإفشال تسليم قطاعي 32 و 43 لبترومسيلة
الجنوب اليوم – حضرموت
قالت مصادر نفطية موثوق بها بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت إن هناك ضغوطاً تمارس من قبل رجل الاعمال اليمني حميد الأحمر الذي يقيم في الخارج وهو من المستفيدين التجاريين في قطاع النفط والغاز من اجل وقف وافشال اجراءات ضم قطاعي 32 و 43 لشركة بترو مسيلة والمشغلين من قبل الشركة النرويجية DNO والتي قررت الانسحاب من القطاعين ووقف استثماراتها بالقطاع النفطي في اليمن ومغادرة البلاد مطلع عام 2015م ، عقب سيطرة جماعة الحوثيين وصالح الانقلابية على العاصمة اليمنية وإعلان الانقلاب على الحكومة الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي ,وكذا نتيجة للعامل الاقتصادي.
وقالت المصادر لعدن الغد إن ذلك يأتي لضمان عدم فقدان مصالحه في القطاعين و لضمان استمرار سيطرته على العمليات كافة وتقاسم المصالح مع الشركة المشغلة بحجة توفير الحماية لها وفق الآليات المتبعة من نافذي النظام السابق للرئيس المخلوع صالح والتي بها تم نهب ثروة حضرموت والجنوب .. وأشارت المصادر إن ما يتم ألان من تحركات تهدف إلى وقف عمليات استلام شركة بترو مسيلة للقطاعين إنما تأتي تنفيذاً لخطة وضعتها هذه الشخصية وتنفذ عبر أدوات داخل حضرموت وصنعاء .
وكان اجتماع عقد الثلاثاء الماضي في مدينة المكلا برئاسة محافظ محافظة حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك أقر تشكيل لجنة إشرافية عليا بالمحافظة برئاسة محافظ حضرموت وتضم في عضويتها قائدي المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية ومكتبي وزارة النفط والمعادن بالمحافظة والشئون القانونية بساحل حضرموت ونقابات القطاعات النفطية 43 و53 و9 ونقابة بترو مسيلة بميناء الضبة والمسيلة وبقية القطاعات النفطية بالمحافظة لتسيير العمل في تلك القطاعات وتوفير الحماية الأمنية اللازمة لها . .كما أقر الاجتماع تشكيل لجان فرعية في القطاعات النفطية تكون تابعة للجنة الإشرافية العليا من النقابات والعاملين من أبناء المحافظة في المواقع التي انسحبت منها الشركات المشغلة تتولى إدارتها وتسيير العمل في منشأتها وقطاعاتها .
وقد جاءت هذه الخطوات من محافظ حضرموت متعارضة مع توجيهات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي حيث انه في مطلع 2015 وجه رئيس الجمهورية وزارة النفط بضم أي قطاعات تنتهي اتفاقياتها أو قطاعات ينسحب منها المشغل الأجنبي لبترومسيلة في حضرموت..كما أنها تأتي متعارضة مع قرارات المجلس المحلي بالمحافظة حيث انه في 4 مارس 2015 قرر المجلس المحلي في حضرموت بالإجماع تسليم بترو مسيلة جميع القطاعات التي تنسحب منها الشركات الأجنبية .
من جانب أخر أثار هذا القرار ردود أفعال متباينة, ففيما أصدرت النقابات في القطاعات النفطية (10-14-51-53 ) المنضوية تحت مظلة شركة بترو مسيلة بيانات نفت موافقتها على قرار محافظ محافظة حضرموت ’ وأشارت في بيانات صادرة عنها عن رفضها تشكيل لجان خارج إطار بترو مسيلة لتشغيل قطاعات النفط بحضرموت.. وأكدت في بياناتها إن ما تم الإعلان عنه من إن من مخرجات الاجتماع مع المحافظ والمدير العام لمكتب وزارة النفط بساحل حضرموت هو كيفية الحفاظ على القطاعات النفطية وتوفير الحماية الأمنية لها وليس ما تم الإعلان عنه عبر مكتبه الإعلامي.
من جانب أخر استنكر عدداً من المهتمين والناشطين في حضرموت قرار محافظ حضرموت مؤكدين إن الخطوة ارتجالية ولم تستند إلى حيثيات واليات سليمة وهي متسرعة وانفعالية وهي تصب في مصلحة القوى المتنفذة التي لا تريد خيراً لحضرموت ولا إلى الجنوب فهي تسهم في تأليب الرأي العام في محافظات الجنوب أولا وكذا بقية محافظات الوطن ضد حضرموت وخلق حالة من عدم الثقة وإرسال رسالة بان حضرموت تتجه إلى قيام دولتها بعيدا عن الجنوب والشمال وهذا يشكل تحديا أمنيا لحضرموت ربما لن تكون قادرة عليه ومواجهته بمفردها خاصة إذا فقدت تأييد وتعاطف محافظات الجنوب الذي تمثل عمقها ومصيرها واحد في مواجهة الإرهاب والمتنفذين وناهبي ثروة حضرموت والجنوب على حد سواء كما سوف يخلق حالة احتقان في القطاعات النفطية سوف تؤدي إلى اثارً سلبية في الجهود التي تبذل لعودة هذه القطاعات إلى سابق عهدها في الإنتاج وإصلاح ما تم تدميره خلال فترة انسحاب قوات حماية الشركات في مطلع ابريل من عام 2015م..
مشيرة إلى إن العمل على إفشال شركة بترو مسيلة هدف أساسي لمتنفذي الشمال وناهبي الثروات وان إيقاف إي انضمام لأي قطاع نفطي أخر في حضرموت لها يمكنهم من الاستمرار في الاستحواذ عليه والبقاء في نهبه لذا فهم يسخرون كافة الأدوات لضمان بقاء مصالحهم ومن ناحية أخرى تبقى شركة بترو مسيلة شركة متواضعة يمكن مستقبلا إذا ما نجحوا في مشروعهم بدولة اتحادية إن تكون شركة صافر هي الشركة الوطنية للبترول وبترومسيلة سوف تكون تابعة لها لمحدودية نشاطها, وهذا ما يفسر عدم تنازل شركة كالفالي القطاع 9 في حريضة وما حولها عن القطاع ولازالت اتفاقية المشاركة في الإنتاج سارية المفعول إلى اليوم.. وان الشركة أعلنت القوه القاهرة وأوقفت الإنتاج نتيجة للظروف الأمنية ..و لم تنسحب من اليمن علماً إن مساحه قطاع 9 تعتبر أكبر من مساحة قطاعات بترو مسيلة الأربعة وهذا ما يفسر عدم تسليمه مثل بقية القطاعات ونظرا لان المتنفذين من الشماليين هم من يقف حجر عثرة لضمان إن تكون شركة بترو مسيلة لقمة سائغة لهم في المستقبل وهذا ما لم يستوعبه البعض من أبناء حضرموت الذين يعتبرون أدوات لتنفيذ هذه المخططات .
من جانب أخر طالبت النقابات في القطاعات النفطية بحضرموت وعدد من المهتمين بمجال النفط والغاز في حضرموت السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ اللواء احمد بن بريك ومعه اللواء الركن فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية إلى استكمال تأمين حماية الشركات النفطية بالمحافظة كافة وذلك بنشر قوات النخبة الحضرمية وتسليمها كافة القطاعات وتأمين الحقول وإنهاء حالة عدم الاستقرار في بعض الحقول والقطاعات وتوفير البيئة الآمنة للموظفين وكذا لضمان سير العمليات في امن وأمان وعودة الحياة إلى طبيعتها والإنتاج لسابق عهده خدمة لحضرموت والتنمية فيها.
ودعت عدد من الفعاليات الشعبية المحافظ إن يكرس جهوده لمنع تصدير الشحنة الثالثة ويكون يده بيد قيادة شركة بترومسيله لانتزاع حقوق المحافظة الذي تنكرت وماطلت الحكومة في دفعها إلى اليوم ومحذرة في الوقت نفسه من خطورة بيان المحافظ وتوجيهاته في إشراك قيادة المنطقة العسكرية الأولى في اللجنة والإشراف على تامين حقول وقطاعات النفط في حضرموت وهذا ما يسعى إليه الجنرال الأحمر ومتنفذي الشمال لأنه بذلك يرجع جنود الشمال وجيشهم إلى حماية بعض الحقول والقطاعات النفطية في حضرموت وهم الذين خرجوا وهربوا منها مطلع ابريل عام 2015م وهذا إذا ما تم يضمن متنفذي الشمال عودة نشاطهم بحماية جيشهم وإعادة أبنائهم للعمل على حساب أبناء المحافظة وهي ضربة موجعة لجيش النخبة الحضرمي الذي يتطلع أبناء حضرموت لبسط نفوذه على كل حضرموت وعلى رأسها حماية الثروة .
وبينما أشارت مصادر لها صلة واطلاع بأسباب الخلاف على السيطرة على هذه القطاعات وعدم إلحاقها بشركة بترو مسيلة من المتنفذين وهي إلى جانب إبقاء نفوذهم عليها إلا إن سبب تركيزهم على قطاع 32 نتيجة لوجود مصفاة ديزل صغيرة و بعد إن تم مؤخرا ضم قطاع 53 وهو كذلك به مصفاة صغيرة حيث كانت تسخر عائداتها لقوى نافذة ولم يتم في عهد بتروسار قبل انضمامها لبترومسيلة مساعدة حضرموت بلتر ديزل بل كانت بترو مسيلة الوحيدة التي تدعم الكهرباء في الساحل والوادي و دوعن ومناطق الامتياز بمادة الديزل بالسعر المدعوم ولم تتوقف حتى في أصعب الظروف.