الجنوب اليوم يكشف خفايا سيطرة الإمارات على المكلا في الذكرى الثانية لسقوط المدينة
الجنوب اليوم | خاص
تحل اليوم الاربعاء الذكرى الثانية لسيطرة دولة إلامارات العربية المتحدة على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت ، في ال24 من شهر أبريل من العام 2016م .
وفيما لايزال الكثير من الغموض يكتنف خروج تنظيم القاعدة من المكلا بعد عام من إستلام التنظيم للمدينة من قبل قيادات عسكرية موالية لهادي والجنرال علي محسن الأحمر ، إلا أن ثمة الحديث عن الإنجازات التي كان لم يتوقعها سكان المدينة التي أصبحت سجن كبيير لأبنائها .
فالإمارات التي دخلت بمساعدة قوات إماراتية المكلا قبل عامين من اليوم ، حولت مطار الريان إلى سجن سري وأنشئت سجناً أخر في ميناء الضبة النفطي ، ترفض أبو ظبي حتى اليوم عودة حركة الملاحة للمطار الدولي الذي كان في الماضي واجهة جوية لحضرموت ولمدينة المكلا والساحل بشكل عام ، وتشترط الشراكة في إدارة المطار وريعة .
وفي ذات الإتجاه أعتقلت الإمارات اكثر من 1700 من أبناء حضرموت ورجت بهم في العام الأول من سيطرتها على المكلا في السجون السرية ، وفيما ترفض التعاطي مع توجيهات واحكام القضاء في المكلا بشأن الإفراج عن السجناء السريين في سجونها ، تتعمد منع صيادي المكلا والشحر من ممارسة مهنة الصيد للعام الثاني على التوالي .
وعلى عكس عدن التي قام الهلال الأحمر الإماراتي بطلاء بعض المؤسسات الخاصة بالدولة ، سيطرة الإمارات على مؤسسات الدولة في المكلا دون طلاء ، ومع ذلك قامت ببيع كميات كبييرة من مخزون النفط الخام في خزانات الضبة النفطي بالإتفاق مع حكومة بن دغر دون أن تورد تلك العائدات المالية لشحنات النفط إلى البنك المركزي .
وباعتبار أبو ظبي صاحبة القرار الأول في عاصمة حضرموت ، فأنها تقوم بسرقة النفط الحضرمي من حقول المسيلة منذ قرابة العام في ظل صمت السلطات المحلية وحكومة هادي التي لاحول لها ولاقوة ، ووفق المصادر فأن أبوظبي عبر شركة بترومسيلة تقوم ببيع أكثر من مليون برميل شهرياً من حقول المسيلة عبر شركات إماراتية تتولى مهمة نقل النفط الخام من ميناء الضبة النفطي في المكلا إلى دبي .
وفي الإتجاه الأخر تحول ميناء الشحر إلى نقطة تهريب اقليمية للنفط الإماراتي الابيض الذي يصل بكميات كبيرة ويباع من قبل ضباط إماراتيين باسعار السوق السوداء ، يضاف إلى قيام الإمارات بنهب الثروة السمكية من شواطئ المكلا والتحكم بالحركة الملاحية في ميناء المكلا .
من إنجازات أبو ظبي بعد عامين من سيطرتها على المكلا ، إنها أعتقلت الصحافين والكتاب الذين يحاولون إنتقاد ممارستها الإستعمارية والإستغلالية لحضرموت ، وترهب المسئولين المحليين بقوة السلاح وتلزمهم بالصمت حيال كافة الممارسات الإستغلالية والإستعمارية في المكلا والساحل .
ولذات السبب تراجعت الحركة التجارية والإستثمارية في المكلا إلى أدنى المستويات وباتت المكلا طاردة للعمل بعد أن كانت حاضنه للألاف من العمال الجنوبيين والشماليين معاً .
ذريعة القاعدة .
استخدمت الإمارات القاعدة كذريعة للسيطرة على المكلا في مثل هذا اليوم قبل عاميين ، ولكنها لاتزال ترى في القاعدة الذريعة الوحيدة الكفيلة بتحقيق أطماعها في حضرموت ، في الرابع والعشرين من أبريل عام 2016 أعلنت الإمارات تحرير مدينة المكلا من القاعدة التي سيطرته عليها عاماً كامل ، ودون أن تخوض الإمارات والقوات الموالية لها أي قتال مباشر او مواجهة عسكرية مع القاعدة أعلنت أبو ظبي إنتهاء العمليات العسكرية في المكلا وتحرير المدينة وزعمت حينذاك مقتل 800 عنصر من عناصر القاعدة .
ولكن اللأفت في ماحدث أن الإمارات والقوات الموالية لها لم تخسر حتى جندي واحد في العملية العسكرية المعلنه لتحرير المكلا من القاعدة والتي شارك فيها نحو 200 مدرعة إماراتية مواجهات عنيفة، ، فماحدث خلف الكواليس كان صفقة بين الإمارات وامريكا الراعي الأول للقاعدة وداعش ، عناصر القاعدة بقيادة زعيم الجماعة في المكلا خالد باطرفي .
ونتيجة لذلك الإتفاق الذي جرى قبل يومين من العملية برعاية سعودية ، أن انسحبت عناصر التنظيم من المكلا إلى شبوة شمالاً، وهو ما اعده مراقبون حينها بسيناريو مكشوف معتبرين ماحدث تسليم وليس تحرير ، فمصادر محلية في مدينة المكلا أكدت أن ما حدث مجرد تسليم وتسلّم بين «القاعدة» والقوات الإماراتية مثل سابقتها، لكنها جرت حينذاك تحت غطاء النيران الكثيفة لطيران «التحالف» ، حيث أنسحب عناصر «القاعدة» من المكلا بعتادهم الثقيل عبر خط المكلا ــ شبوة من دون أي اعتراض من طيران «التحالف» ، لتتم بعد ذلك عملية التسليم ، حيث دخلت القوات والمدرعات الإمارتية المكلا دون قتال
الملاحظ أن نفط حضرموت كان الهدف الأول فقبل استلام المكلا من القاعدة سيطرة الإمارات على مطار الريان وميناء الضبة النفطي ، وانتقلت نحو منابع نفط حضرموت لتستلم بنفس الآلية من قبل «المجلس الأهلي الحضرمي» الذي شكّله «القاعدة» مطلع العام نفسة ، مواقع الشركات والحقول النفطية للإمارات ، وهو ما دفع تلك القوات إلى إلإعلان تأمين «القطاع 10» ومواقع شركة «توتال» و«دي أن أو» في وادي حضرموت، قبيل انطلاق عملية «تحرير المكلا» من «القاعدة» ، ولم يسجل أي مواجهات في تلك المناطق النفطية التي زعمت بعض وسائل الإعلام أن «القاعدة» زرعت فيها ألغاماً استعداداً لتفجيرها في حال تعرضها لأي هجوم من قبل القوات الموالية للإمارات .
على الرغم من سيطرة الإمارات على ساحل حضرموت وعاصمة المحافظة منذ عامين ، إلا أنها لاتزال تسعى للسيطرة على كامل محافظة حضرموت التي تعد أكبر محافظة جنوبية من حيث المساحة الجغرافية .
خلال الاشهر السته الماضية بدأت الإمارات تبحث عن ذريعة للتوطيد سيطرتها على حضرموت ، فاقدمت على الافراج عن عشر قيادين في تنظيم القاعدة من سجونها السرية بالمكلا ، إلا أن الأفراج عن تلك القيادات القاعدية جاء وفق إتفاق مع ضباط إماراتين للقيام بتنفيذ خطة مرسومة تتخذها الإمارات كذريعة للتوسع في نطاق وادي حضرموت .
وبتوجيهات إماراتية تحرك لواء بارشيد الذي يعد أحد التشكيلات العسكرية التابعة لـ”النخبة الحضرمية” التي تديرها الإمارات ، وفي أواخر أكتوبر الماضي وجهت القيادات الإماراتية لواء بارشيد بالقيام بحملة استطلاعية في وادي العريض ووادي العقيد ووادي المحمدين وضواحيها ، إلا أن قوات لواء بارشيد تعرضت لقذيفة هاون في احدى المواقع العسكرية في منطقة ميفع حجر غرب المكلا وهي المنطقة التي لا تبعد كثيراً عن “وادي المسيني” الذي أدعت الإمارات بتمركز أكبر معاقل تنظيم القاعدة بالقرب منه .
لتنفذ الإمارات مطلع العام الجاري عملية وادي المسني التي أتضح إنها مجرد معركة وهمية فقط ، الهدف منها المزيد من التوغل الإماراتي في عمق حضرموت .
وتحت ذريعة مكافحة الارهاب القاعدة وداعش تحاول الإمارات إيجاد مبرر للتوغل في وادي حضرموت بشكل أقوى ، والإنقضاض على المنطقة العسكرية الأولى في سيئون التي لاتزال تابعه للرئيس عبدربه منصور هادي ، وعلى الرغم من انكشاف سيناريو الإمارات وافتضاح وقوفها وراء موجة الإغتيالات التي ضربت حضرموت واستهدفت قيادات دينية وعسكرية واجتماعية ، إلا أن مطامع أبو ظبي أكبر من الإكتفاء بالسيطرة على حضرموت الساحل ومنابع نفط حضرموت إلى السيطرة والتحكم بكل حضرموت وإخضاعها للإستعمار الجديد بذريعة مكافحة الإرهاب .
ورغم ذلك تحاول الإمارات أن تظهر نفسها بصورة المنقذ لحضرموت ، من خلال الإحتفاء بذكرى إستلام مدينة المكلا من القاعدة في مثل هذا اليوم منذ عامين .