سقطرى يمنية والإمارات عمانية
الجنوب اليوم | مقالات
د. محمد النعماني
وأنا طفل صغير أدرس في الصف الأول ابتدائي، أتذكر أن الشيخ زايد بن آل نهيان، زار اليمن، وكنت أسمع الناس والمعلمين يقولون لنا، إن الشيخ زايد هو أصلاً يمني من مأرب، وجذوره التاريخية اليمن، واليمن أصلا موطن كل العرب.
اليوم أنا أستغرب عندما أسمع من يدعي بأن جزيرة سقطرى إماراتية. ونحن نعلم أن الإمارات نشأت في العام 1971، وكانت تسمى قبل ذلك بالساحل العماني. الإمارات أصلاً هي عمانية، وهذه الحقيقة، لأن يوم خروج بريطانيا العسكري من عدن في العام 1973، وإنهاء التواجد العسكري البريطاني في عدن، وطرد الخبراء البريطانيين من القاعدة العسكرية في عدن، صدرت توجيهات للقوات البريطانية في الساحل العماني، باستحداث قاعدة عسكرية بريطانية هناك، وإقامة دويلات صغيرة أشبه بالمحميات الجنوبية في جنوب اليمن، إبان الاستعمار البريطاني، عرفت بالإمارات العربية المتحدة، وهي تضم عدداً من القرى والتجمعات السكانية المعروفة في مناطق الساحل العماني.
نحن نعرف، عند استقلال الجنوب عن بريطانيا، سلمت جزيرة كوريا موريا إلى سلطنة عمان، وسلمت جزيرة سقطرى إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وجزيرة سقطرى هي جنوبية يمنية، وأنا أستغرب هذا الإدعاء الإماراتي اليوم، وخاصة أن البعض يقول إن هناك إتفاق بريطاني – أمريكي على تواجد عسكري إماراتي في جزيرة سقطرى. هل من المعقول أن يكون هناك تواجد عسكري إماراتي؟ ربما يكون العكس، تواجد عسكري بريطاني – أمريكي في جزيرة سقطرى، في الظاهر إماراتي، وفي الخفى بريطاني – أمريكي. هذه هي الحقيقة.
موقع جزيرة سقطرى في البحر العربي والمحيط الهندي، يعطيها أهمية إستراتيجية في حركة الملاحة الدولية. وموقعها الإستراتيجي هذا، جعلها دائماً محل وموقع أطماع لكل القوى العالمية.