الميسري في مدار العاصفة الإعلامية الجنوبية الإماراتية
الجنوب اليوم | العربي
سيل من «الهاشتاجات» والمنشورات والمواد الاخبارية ومقاطع الفيديو الساخرة من أحمد الميسري، وزير الداخلية في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، بدأت الماكينات الإعلامية الجنوبية الممولة من قبل الإمارات، ضخها على شبكة الإنترنت، رداً على هجومه المتواصل على سياسات أبو ظبي في الجنوب، ووصفها بأنها دولة تخضع عدن «لاحتلال غير معلن».
فلم تمض أكثر من 24 ساعة على ظهور الميسري، في حوار تلفزيون مع شبكة «PBS NEWES» الأمريكية، اعترف فيه بأنه وأعضاء الحكومة «لا يستطيعون الدخول أو الخروج من وإلى عدن إلا بإذن من دولة الإمارات»، مهدداً «بفضح» ممارساتها في مؤتمر صحافي، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة لـ«المجلس الانتقالي» والمواقع الاخبارية الممولة من الإمارات، بحملة استعادت مواقف سابقة لوزير الداخلية توعد فيها «الانتقالي» بـ«قصصة أجنحتة»، قبل أن تمنى قوات الحرس الرئاسي التابع لهادي، في يناير الماضي، بهزيمة أمام قوات المجلس الذي يتزعمه عيدروس الزبيدي، الذي عاد وسخر منه الميسري في حوار مع موقع «اليوم السابع»، قبل شهر، ووصفه بأنه «تابع للإمارات، لا يمتلك قراره».
من الحوار مع الموقع المصري، والذي أنهائه وزير الداخلية، بالطلب من محاورته أن «تطفي الكاميرا»، ليأخذ حريته في انتقاد دور الإمارات في الجنوب، واستهزائه بـ«الانتقالي» والزبيدي، رسمت أولى ملامح الحملة الإعلامية ضده، بـ«هشتاج» «طفي الكاميرا»، ومن ثم الترويج لردود على مواقفه كان أبرزها، تقليل مسؤول في مكتب العلاقات الخارجية لـ«الانتقالي» في واشنطن، من «أهمية» القناة التلفزيونية الامريكية التي أجرى الميسري معها الحوار، ووصفها بأنها «قناة محلية لا تأثير لها في الرأي العام الامريكي»، مدعياً بأنه تم «الترتيب لها بين اللوبي القطري – الإيراني والسفارة اليمنية بواشنطن لتشويه الدور الإماراتي في مجابهة الحوثيين والتمدد الايراني والأخونجي والقاعدة وداعش في جنوب اليمن».
واعتبر المجلس أن المقابلة هدفها موجه إلى «تحريض» الرأي العام الجنوبي ضد الإمارات، التي «اختلطت دمائهم وعرقهم مع الجنوبيين دفاعاً عن الجنوب ضد الغزاة وضد الإرهاب».
كما لم يكن مستوعباً هجوم صلاح الصيادي، الوزير المستقيل من حكومة بن دغر، على الميسري، وإتهامه بأنه ينفذ «توجيهات لوبي الشرعية الصدامي مع التحالف». فبعد كلام مدح وإطراء في شخصية الميسري، رأى الصيادي أن وزير الداخلية «يقع أحياناً في مطب التعبئة الخاطئة والوشايات المغلوطة… وينفذ أجندة حزبية سيئة لا علاقة لها بالوطن».
وذهب الصيادي أبعد من ذلك بقوله، إن «الميسري يشعرني كثيراً أنه (مغرر به) لصالح من لا يهتم بصالح الوطن والشعب والمعركة الاستراتيجية».
وتبدو الغرابة التي انطوى عليها موقف الصيادي من الميسري، من أنه كان من السباقين في حكومة بن دغر لانتقاد دور الإمارات في الجنوب، وتلميحه بضرورة وضع حد لمغامرة «الانتقالي» في عدن، قبل أن يستقيل من منصبه، ويتوارى عن الأنظار.
وكما كان متوقعاً، لم يفوت وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، فرصة المشاركة في الهجمات المضادة على الميسري، بـ«تغريدة» في «تويتر»، ناصحاً الأخير بـ «صوّب رصاصك نحو الحوثي معالي الوزير».
معارضوا الحملة استغربوا بأنها تغافلت عن كلام مهم قاله الميسري، حيث ذكر بإن حكومته «عاجزة» عن دفع رواتب الموظفين، لأن أموالهم ما زالت «محتجزة» في ميناء عدن، الخاضع لسيطرة القوات الموالية للإمارات، كما أنه طالب بـ«توحيد» الأجهزة الأمنية تحت مظلة وزارة الداخلية لوضع حد لظاهرة الانفلات الأمني المستشري في عدن، كما برزت أصوات أكثر اعتدالاً دعت الميسري للاستقالة من منصبه، ما دام غير قادر على التحكم بمفاصل وزارته، واعترافه بعظمة لسانه بأن «خطوط تواصله مع ضباط الداخلية شبه مقطوعة».
(العربي)