الساحل الغربي .. محرقة عبثية لأبناء الجنوب .
الجنوب اليوم | خاص
تحول معركة الساحل الغربي إلى محرقة مفتوحة وواسعة لأبناء الجنوب الذين يستنزفون بصورة يومية منذ مطلع العام 2017م، فقتلى الجنوب في معارك الشمال يفوقون اليوم أعداد شهداء الجنوب في حرب صيف عام 1994م.
وعلى الرغم من تحذيرات العديد من القيادات التاريخية من إستنزاف طاقات الجنوب ورجالها في معارك الشمال، إلا أن هناك من يزج بالجنوبيين في معركة لا تعنيهم ولا مصلحة لهم فيها، بينما الجنوب بأمس الحاجة اليها .
فمنذ أواخر العام 2016م وحتى اليوم فقد الجنوب الآلاف من أبناءه في معركة الساحل الغربي وتعرض الجنوبيين للمكر والخداع، بل تعرضوا لخيانات غير مسبوقة أدت إلى سقوط العشرات من القيادات العسكرية الجنوبية في تلك المعركة، كما تعرض الكثير من الجنوبيين للغدر والقتل بنيران يحسبونها صديقة وثبت ذلك في معارك المخا وكهبوب ومعسكر خالد ويختل والوازعيه والبرح ، يضاف إلى إستهداف العشرات ان لم يكونوا قد بلغو المئات من الجنود الجنوبيين من قبل طيران التحالف وتحت مسمى غارات صديقة .
كل ذلك كان ممنهجاً ومدروساً من قبل الإمارات التي سعت إلى تفريغ الطاقات الجنوبية أكان في ساحات معارك غير جنوبية، أو الإغتيالات ، ولوحظ على مدى الفترة الماضية من مشاركة القوات الجنوبية في معركة الساحل تعرض عدد غير قليل من القيادات العسكرية الجنوبية للإغتيالات في عدن، بعد أن نجت منها في الساحل الغربي.
الكثير من الشواهد والإثباتات تؤكد بأن ما يحدث في معركة الساحل الغربي للجنوبيين حرب إستنزاف غير مسبوقة سيدفع ثمنها كل جنوبي حر ، وسوف تثبت الأيام بأن تلك المشاركة العشوائية وغير العقلانية والتي لا تحمل أي أهداف ، باستثناء تحقيق أجندة الإمارات في إحكام السيطرة على باب المندب والموانئ الشمالية كما احكمت السيطرة على الموانئ الجنوبية ، أبتدأ من ميناء عدن وميناء المكلا وميناء نشطون المهرة وميناء سقطرى ، وتمكنت من خلال تلك القوات التي تنتمي للجنوب ولا تعد قوات نظامية تابعة للجنوب من تحويل وجودها في عدن وحضرموت من وجود رمزي قبل عامين بذريعة المساعدة والتحرير ، إلى إحتلال كامل الأركان .
الكثير من القيادات الجنوبية تحدثت عن خطورة إستنزاف أبناء الجنوب في معارك الشمال وخصوصاً معركة الساحل الغربي التي أودت بحياة الآلاف من أبناء الجنوب وعلى رأس تلك القيادات زعيم القضية الجنوبية حسن باعوم واخرون ، ولكن المال الإماراتي والإغراءات دفعت الكثير من الجنوبيين الذين يعانون الفقر والبطالة من الإلحتاق إلى معارك الموت في الساحل الغربي ، القيادي الجنوبي” جمال سالم محمد البوكري الصبيحي” أكد في منشور رصدة “الجنوب اليوم ” أكد أن البعض لا يتقبل استساغ الحقيقة ولا يؤمن بالواقع، وقال ان مشاركة الجنوبيين في معركة الساحل الغربي التي تعد معركة خارج الجنوب خسارة واستنزاف لأبناء الجنوب عامة ولأبناء وشباب ورجال الصبيحة خاصة ، ففيها اهدار وضياع للقضية وفيها محرقة للرجال.
وأضاف ” اليوم والمآتم تدخل الى معظم بيوت واسر الصبيحة اقول ألا يكفي متاجرة وبيع بشبابنا والكف عن اللعب بالنار والمقامرة بالأرواح”.
وتساءل عن النتيجة المرجوة اليوم من معركة الساحل قائلا ” لو افترضنا اننا تقدمنا في كل المناطق وتجاوزنا الحديدة ووصلنا حتى ميدي او حتى وصنعاء، بعد كل ذلك سيعود بعضنا الى أهله مثقل بالمآسي والأهوال والكثير الكثير من رفاقنا لن يعود وسيجتمع الخصوم السياسيين ويتفقوا، لكن جراحاتنا على فقدان رجالنا وشبابنا لن تندمل وستظل نظرات اسر وامهات وابناء وآباء الشهداء تلاحقنا كسهام قاتلة.
وخاطب جمال سالم الصبيحي الصبيحة بالقول ” اليوم يا أهلنا يا رجال الصبيحة تكشفت الأمور أكثر وأكثر وأصبح المعول من ابن الصبيحة للأسف هو الأخذ بثأر عفاش! واعادة شرعية عبدربه! والدفاع عن الوحدة! وفرض حق تقرير المصير، والدفاع عن الدين والصحابة والسنة ودماج والقدس وكابل ودمشق والحرمين الشرفين، وسلمان وعيال زايد وال خليفة وو الخ ، يا أهلنا يا رجال الصبيحة ما يحصل ويجري اليوم من الزج بأبنائنا الى هذه المحارق العبثية يعتبر استغفال بالعقول وارخاص للأرواح وللدماء ، يا رجال وشباب الصبيحة ميدان الساحل الغربي ليس ميدانكم ولا ساحتكم فأمنوا لأنفسكم ولأبنائكم العودة وافرضوا على القيادة ما يفرضه اصحاب الضالع أو شبوة وحضرموت والمهرة فليست أرواحهم ولا أبنائهم أغلى من ارواح أبنائنا وشبابنا .