٧/٧ اليوم الأسود يزداد سواداً في الذكري الرابعة والعشرين لإحتلال الجنوب
الجنوب اليوم | خاص
تحل الذكرى الرابعة والعشرين لذكرى إحتلال الجنوب من قبل نظام صنعاء بتاريخ 7/7 /1994م، والجنوب يغص بالسجون السرية للمحتل الجديد الإمارات وشركائها، والدماء الجنوبية تسفك في معارك خارج حدود دولة الجنوبية وفي سبيل أهداف المستعمر الجديد وليس القضية الجنوبية التي تتعرض اليوم لأكبر وأخطر عملية إستهداف من قبل سلطات أبو ظبي التي دخلت لمساعدة الجنوبيين في تحقيق الإستقلال وإستعادة الحق المسلوب وتحولت إلى مستعمر جديد تمارس أبشع الانتهاكات والجرائم بحق أبناء الجنوب، وتنهب ثرواته وتدمر قدراته.
ونظراً لأن المحتل الجديد أستهدف القضية الجنوبية العادلة واتخذها ممر عبور لتحقيق أجندته الإستعمارية في الجنوب من الضالع وحتى لحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى، فأن ذكرى احتلال الجنوب من قبل نظام 7/7 والتي محطة سنوية للتأكيد على تحقيق المطالب الجنوبية العادلة في فك الارتباط وإستعادة الدولة الجنوبية من قبل كافة الجنوبيين، تمر اليوم بهدوء في ظل وجود طارق عفاش وقواته في عدن ، وإقامة أحد جنرالات حرب صيف عام 1994م في قصر المعاشيق الرئاسي ، واستعداد جنرال حرب 7/7 لزيارة عدن ، وحتى الأعلام الجنوبية وأغاني عبود خواجة الثورية التي كانت تصدح في أرجاء عدن ، وتستقبل الآلاف من أبناء الجنوب الذين يتوافدون لإحياء ذكرى الاحتلال التسعيني خفتت .
تراجع الحراك الشعبي في هذه الذكرى ، يكشف صحة التحذيرات التي اطلقتها قيادات جنوبية وحذرت من انجرار الحراك السلمي الجنوبي عن مسارة وانجرافه نحو أطماع دول التحالف ، التي استغلت الطاقات الجنوبية الشبابية والعسكرية التي كانت مشاعل الحراك الجنوبي وأدوات تحقيق القضية الجنوبية وتصعيدها ، وحولتها إلى وقود حرب لا تمت للجنوب وقضيته شعبة باي صلة ، بل تهدف أبو ظبي إلى إيجاد قضية شمالية من خلال الدفع بالآلاف من أبناء الجنوب إلى معارك الشمال التي تحولت إلى مهالك حقيقة تستنزف فيها تلك الطاقات الجنوبية من جانب ،ومن جانب اخر تهدف الإمارات إلى موازاة القضية الجنوبية بقضية الشمالية التي تصنعها اليوم بأيادي جنوبية لإسقاط قضية بقضية في أي مفاوضات قادمة مع احتفاظ أبو ظبي بحق تمسكها بمصالحها في الشمال والجنوب ، فالإمارات اليوم تستخدم الآلاف من العناصر المتطرفة التي يطلق عليها بالسلفية الجهادية واخرين في معركتها ، كما استخدم نظام صنعاء في حربه على الشعب الجنوبي العناصر المتطرفة من عناصر حزب الإصلاح والافغان العرب ، ووظف لتلك الحرب الفتاوي الدينية التي أحلت استباحة الجنوب وسفك دماء ابناءه.
تلك المؤامرة الإماراتية التي تتكشف يوماً بعد يوم في معركة الساحل الغربي التي تقودها أبو ظبي، تشارك فيها قيادات جنوبية خانت الجنوب وباعت قضيته العادلة بحقائب من المال الإماراتي، وتحولت إلى أداة من أدوات القمع الأجنبية في عدن ، كالقيادات المنضوية في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي التي باعت القضية الجنوبية مقابل عدد من المناصب كمنصب محافظ محافظة عدن ومحافظ محافظة حضرموت ومحافظ محافظة لحج ومحافظ محافظة شبوة ومحافظ محافظة سقطرى ، وبعد أن فقدت مصالحها أرتمت في حضن الإمارات وتناست كافة المطالب الجنوبية ، وتجاهلت التضحيات الجنوبية التي قدمها الشعب الجنوبي منذ انطلاق الحراك الجنوبي 2007م ـ 2016م .
وكما كان الشعب الجنوبي ضحية لخيانة عفاش وانقلابه على شركاء الوحدة اليمنية التي صنعها أبناء الجنوب من خلال التنازل عن دولة كاملة السيادة، هاهي اليوم القضية الجنوبية تتعرض للخيانة والطعن من الظهر من قبل قيادات صنعها الحراك الجنوبي ، فاللواء عيدروس الزبيدي التي صنعته الحركات التحررية الجنوبية ورفيق شلال شائع واخرين ممن أصبحت اليوم القضية الجنوبية اخر إهتمامات ، أصبحوا اليوم حماة لقيادات عسكرية شمالية كطارق عفاش ابن نجل الرئيس السابق علي صالح متجاوزين كافة تحذيرات أبناء الجنوب ومتجاهلين كافة مطالب أبناء الجنوب الرافضة لدخول طارق عفاش وقواته إلى الجنوب ، وبتوجيهات إماراتية تم اسقاط محافظة الضالع مطلع العام الجاري واخضاعها لسيطرة قوات الحزام الأمني التابعة للإمارات بعد أن منعت السلطات التابعة للمقاومة الجنوبية تسلل المئات من عناصر وضباط الحرس الجمهوري التابع لعفاش من صنعاء إلى عدن من قبل طارق عفاش وبدعم إماراتي، وكان الهدف من اسقاط الضالع بعملية عسكرية تأمين طرق تهريب قوات الحرس الجمهوري إلى عدن ، وفي الوقت الذي تجرأت قوات طارق عفاش على اسقاط العلم الجنوبي في معسكر بئر أحمد في عدن ، وتطالب اليوم بأسقاط العلم الجنوبي في معركة الساحل الغربي في ظل صمت المجلس الإنتقالي الجنوبي ، يقوم مجلس الزبيدي وشلال بمنع دخول المواطنين الشماليين البسطاء إلى الجنوب ويرتكبون بحقهم أبشع الانتهاكات بالهوية ، ووصل الأمر بتلك الأدوات الإماراتية إلى منع نازحي الحديدة من الدخول إلى عدن .
والأمر من ذلك أن عدد كبير من القيادات العسكرية التي حاربت نظام عفاش في حرب صيف عام 94م كاللواء هيثم قاسم طاهر مثلاً والذي تم نفية خارج الجنوب لقرابة عقدين من الزمن، عاد ليس محرراً للجنوب كما كان يتوقع السواد الأعظم من الجنوبيين، بل عاد ليتحول إلى ضابط صغير بيد طارق عفاش الذي كلفته الإمارات بقيادة معركة الساحل الغربي، متنازلاً عن كبريائه وتاريخه باعتباره أول وزير دفاع في دولة الوحدة والوزير الجنوبي الذي دافع عن الجنوب في حرب صيف 94م ، فالرجل الذي عرف انه لا يبتسم ابان الفترة 1990 ـ 1994م هيثم قاسم طاهر يقود اليوم الآلاف من أبناء الجنوب في معركة الساحل الغربي تحت راية الإمارات وبهدف إعادة الشرعية لنظام صنعاء ، فيما رئيس نظام صنعاء الذي يعد أحد جنرالات حرب 7/7 إلى عدن، عبدربه منصور هادي الذي خلف الرئيس السابق عفاش في رئاسة دولة الاحتلال، والذي وقف ضد شعب الجنوب في تلك الحرب الظالمة مقتحماً عدد من محافظات الجنوب كأبين وعدن، يقيم في القصر المعاشيق ويتخذ من عدن عاصمة مؤقته لدولة الوحدة بحماية إماراتية .
اليوم هاهو اليوم الأسود يمر بصمت في زمن تحولت كل أيام الجنوب إلى أيام سوداء في ظل الاستعمار الجديد بقيادة الإمارات ، وهاهي الذكرى الـ24 من احتلال نظام صنعاء الجنوب تمر دون أي فعاليات جنوبية مناهضة لنظام 7/7 وهو ما يؤكد أن القضية الجنوبية تعيش اسواء مراحلها برعاية إماراتية .