الساحل الغربي .. الإمارات تنقلب على المقاومة التهامية
الجنوب اليوم | العربي
حرب غير معلنة تواجهها «المقاومة التهامية» التي انخرطت في إطار القوات الموالية للإمارات، كألوية مستقلة لها قرارها وصلاحياتها، كألوية «العمالقة» وقوات طارق صالح في الساحل الغربي، إلا أن القيادات التهامية التي عملت على استقطاب الآلاف من أبناء تهامة تحت شعار «أرض تهامة للتهاميين» بتمويل إماراتي العام الماضي، أصبحت اليوم غريبة في الوطن التهامي الموعود.
ابتلعت الإمارات «المقاومة التهامية»، بعد أن ساهمت بشكل فاعل في عملية السيطرة على مدينة الخوخة أواخر العام الماضي، وكذلك في سقوط مدينة حيس في فبراير المنصرم.
فأبوظبي التي وعدت عدداً من القيادات التهامية في يونيو من العام 2017م بتمكين أبناء تهامة من فرض سيطرتهم على كامل السهل التهامي، تنصّلت من وعودها، واتجهت نحو إقصاء وتهميش أبناء تهامة منذ عدة أشهر، بسبب رفض عدد من القيادات التي انخرطت في إطار القوات الموالية لها أوامر القيادة الإماراتية في الاندماج في إطار قوات طارق صالح «حراس الجمهورية» كما يطلق عليها.
فأبوطبي سعت إلى دمج عدد من الألوية المسماة بـ«المقاومة التهامية» بألوية «حراس الجمهورية» التابعة لقوات طارق صالح، تحت إطار جديد يسمى «المقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح، وهو ما قوبل برفض القيادات التهامية، ونكران أوامر وتوجيهات القيادة الإماراتية في عدن. هذه القيادات اعتبرت الاندماج في إطار ذلك المكوّن الجديد «خطاً أحمر»، خصوصاً بعد مقتل القيادي التهامي الموالي لـ«التحالف» والمحسوب على حكومة هادي، حسن دوبلة، في حادث مدبّر في القرب من مدينة الخوخة الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية للإمارات في الثاني من مايو الماضي..
نزع سلاح «المقاومة»
وكرد فعل على موقف القيادات التهامية، وجّهت الإمارات بتجريد «المقاومة» التهامية من أسلحتها الثقيلة، وسحب المدرّعات والآليات العسكرية من لواءين من أصل ثلاثة ألوية تابعة لها الشهر قبل الماضي، وأبقت على الأطقم العسكرية والسلاح الحفيف والمتوسط فقط، وقطعت الدعم اللوجيستي والمادي عن تلك الألوية، واعتبرت الرفض «دليلاً على اختراق حزب الإصلاح للمقاومة التهامية».
كما أوقفت صرف رواتب المئات من منتسبي اللواءين الأول والثاني في «المقاومة التهامية» بسبب موقفهما الرافض للاندماج في إطار «المقاومة الوطنية» بقيادة طارق صالح، ونتيجة لذلك نظّم منتسبو «المقاومة التهامية» في الثامن من يوليو الجاري وقفه احتجاجية في مدينة الخوخة، ونظراً لتجاهل مطالبهم قطعوا الطريق العام الرابط بين الخوخة والتحيتا احتجاجاً على إيقاف رواتبهم من قبل القيادات الإماراتية.
دمج «المقاومة»
وعقب تلك الإجراءات العقابية، بدأت الإمارات بتفكيك «المقاومة التهامية» من خلال التفريخ من الداخل، وكذلك الاتجاه نحو استقطاب المزيد من أبناء تهامة لاستبدال المنتسبين الجدد بـ«المقاومة التهامية» السابقة، والتي رفضت الاندماج مع قوات طارق صالح تحت مسمى «المقاومة الوطنية». ولكي لا تظل «المقاومة التهامية» على الأرض ككيان عسكري موالٍ لـ«التحالف» في الساحل الغربي، دشّنت قيادة «العمالقة» الموالية للإمارات في الساحل الغربي دمج «المقاومة التهامي»ة في إطار ألوية جديدة تتبع قوات «العمالقة» بقيادة أبو زرعة المحرمي، في 13 من يوليو الجاري. وبالفعل، تم دمج 7000 عنصر من «المقاومة التهامية» في إطار قوات «العمالقة»، وفي الاتجاه الموازي أعلن في مطلع الشهر الجاري انضمام مئات العناصر من «المقاومة التهامية» إلى صفوف ألوية «حراس الجمهورية» بقيادة العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق.
تفكيك «المقاومة التهامية»
مصدر في «المقاومة التهامية» أكد لـ«العربي» أن الإمارات تهدف إلى «تفكيك المقاومة التهامية وإنها صفتها ككيان عسكري تهامي في الساحل الغربي، من خلال خطة إعادة الهيكلة، بحيث تضم كافة منتسبي المقاومة التهامية إلى الوية تابعة للعمالقة حتى تضمن ولائها وعدم اختراقها من قبل حزب الإصلاح في الحديدة».
ولفت المصدر إلى أن الإمارات «تسعى إلى تشكيل أربعة ألوية جديد تابعة تدار من قبل قيادات جنوبية ويشارك في تلك الألوية الكثير من منتسبي العمالقة الجنوبيين»، وأشار إلى أن المسميات الجديدة التي سيتم إعادة تشكيل «المقاومة التهامية» في إطارها هي «اللواء السابع عمالقة واللواء الثامن عمالقة واللواء التاسع عمالقة واللواء العاشر عمالقة» وفق مخطط تفكيك المقاومة التهامية.
تهامة بدون «مقاومة»
خلافاً لاتجاه الإمارات في المحافظات الجنوبية بتشكيل قوات نخبوية كقوات موالية لها كـ«النخبة الشبوانية» و«النخبة الحضرمية»، لا يبدو أن أبوظبي تثق بـ«المقاومة التهامية»، فتلك المقاومة التي أنشئت بتوجيهات ودعم إماراتي قبل عام تقريباً تم القضاء عليها وتفكيكها وإعادة تشكيلها في ألوية مختلفة، حيث وجهت القيادة الإماراتية في عدن بضم لواء الحديدة الأول، وقوامة البشري يتجاوز 1000 عنصر بقيادة يحيى الوحش، إلى ألوية «العمالقة»، وأطلق عليه «اللواء التاسع عمالقة»، وذلك فور استكمال تدريب منتسبي اللواء الجديد في المخا، والذين تم استقطابهم في الأصل للانخراط في إطار «المقاومة التهامية».
كما تم ضم المئات من منتسبي «المقاومة التهامية» بقيادة على الكنيني، والذي ينحدر من الخوخة، ضمن قوات «العمالقة»، وتم إنشاء لواء جديد أطلق عليه «اللواء السابع عمالقة». وتسعى الإمارات إلى الإجهاز على النواة الأولى لـ«المقاومة التهامية» الممثلة بكتيبة حسن دوبلة، والتي يقودها شقيقة مصطفى دوبلة، بعد مقتله مطلع مايو ، من خلال ضمّها إلى «اللواء التاسع عمالقة». وتؤكد المصادر أنه إضافة إلى كل هذه الجهود الإكاراتية المبذولة في سبيل «ابتلاع المقاومة التهامية، سيُصار إلى ضم كافة مكوّناتها الأخرى في إطار قوات العمالقة، لكي تظل تحت قيادة الإمارات، ويسهل التحكّم بمسارها».
«العربي»