العطاس تنتقد مشاركة الجنوبيين في محرقة قتل مجاني غير مشروط في الشمال
الجنوب اليوم | خاص
قالت الناشطة والقيادية في الحراك الجنوبي هدى العطاس، إن وقوف الجنوبيين إلى جوار التحالف العربي وفتح أراضيهم أمامه وصولاً حد الطاعة له والائتمار بأمره، قد مثّل غطاءً شرعياً لقوات التحالف التي بدأت الدعوات في العالم تتصاعد ضد وجودها واحترابها في اليمن.
وأوضحت العطاس في مقال صحفي نشره “العربي” أن السعودية والإمارات تدركان أن الجنوبيين يشكلون الضمانة المستقبلية لخدمة ورعاية مصالحهم في مناطق الملاحة والموانئ والحدود وهذا هوالأهم بالنسبة لهم، متسائلة لماذا يدفع التحالف أبناء الجنوب إلى جبهات القتال بالشمال في إشارة إلى جبهة الساحل الغربي،ومقابل ماذا يُزج بهم في محرقة قتل مجاني غير مشروط؟، ومن دون أي إتفاق يخدم قضية أرضهم ووطنهم؟.
وأضافت القيادية في الحراك الجنوبي هذه التساؤلات تعني أننا نبحث عن مصلحة الجنوب أرضنا ووطننا ونبحث عن حقه العادل وعن العدالة لدماء شهدائه التي ليس لها مقابل سوى حرية أرضهم واستقلال دولتهم التي ضحوا من أجلها، مشيرة إلى أن كلا الطرفين المؤيد والمعترض، لا يمكن التشكيك في أن كلاهما ينطلقان من مصلحة الجنوب، من وجهة نظر كل طرف، لافتة إلى أنه في عالم السياسة، يتحتم على اللاعب السياسي إدراك حقيقة أن ميدانه يقوم على ثلاثة ركائز، وهي: الغاية، الوسيلة، المقايضة.
وتابعت العطاس:التحالف يدرك والمجتمع الدولي وقبلهم حكومة الشرعية، والقوى الشمالية والجنوبية المؤتلفة داخلها، أن غالبية الشعب الجنوبي انخرط باستبسال في الحرب، داعماً وجود دول التحالف، انطلاقاً من إيمانهم بهدفهم في تحرير أرضهم وبناء دولتهم واستقلالها، ومن يقول أن دول التحالف قدمت للجنوب الكثير سنرد عليهم بأن الجنوب قدم لنصرة التحالف والشرعية أغلى ما يملك، الدماء الجنوبية، وشكل أبناء الجنوب متراس النصر في الجبهات إلى لحظتنا هذه.
ولفتت القيادية في الحراك إلى أن منطق السؤال وركائز السياسة تحتم أن نسأل ونطالب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتصدر الواجهة السياسية الجنوبية، وذات السؤال والمطالبة تتوجهان إلى دول التحالف: مقابل ماذا يشترك الجنوبيون في القتال في أراضي الشمال وجبهاته؟ً، مشددة أن مصلحة الجنوب تحتم المطالبة باتفاق واضح يخدم مستقبله ويحقق هدف شعبه ويوازي تضحيات شهدائه وتفرض في السياق الاعتراف المعلن والصريح بالقوى السياسية الجنوبية، وضرورة استقلاليتها، وعدم فرض التبعية والهيمنة عليها، وإلحاقها قسراً أو التفافاً بمشاريع تنتقص من إرادة شعب الجنوب، والمطالبة بمعاملة الفاعلين السياسيين الجنوبيين، بذات الندية التي تتعامل بها دول التحالف والمجتمع الدولي مع نظرائهم من بقية القوى السياسية اليمنية الأخرى المندرجة في الشرعية أو في خارج الشرعية.