منبر كل الاحرار

«النخبة الشبوانية» على خُطى الإمارات: سجون سرّية وانتهاكات

الجنوب اليوم | العربي

 

كشفت مصادر حقوقية بمحافظة شبوة لـ«العربي»، عن وجود سجون سرية خاصة بـ«قوات النخبة الشبوانية» المموّلة والمدعومة من الإمارات، لاعتقال واحتجاز معارضيها، وإنْ بالرأي.
المصادر التي تحدثت لـ«العربي»، كشفت عن أن «أحد أحدث هذه المعتقلات تقع على المدخل الغربي لمديرية عتق عاصمة محافظة شبوة بجوار واحدة من أكبر النقاط العسكرية التابعة للنخبة التي شهدت كثيراً من الممارسات التعسّفية بحق المواطنين عابري السبيل ومن ضمنهم العمال والبسطاء من محافظات متعددة إضافة إلى ممارسات إذلال وتأخير المسافرين لأيام قد تطول».

النقطة المثيرة
وخلال مرور مراسل «العربي» من هذه النقطة التي تقع على المدخل الغربي لمدينة عتق، لاحظ القوة العسكرية الكبيرة التي تحيط بالنقطة بجانب محطة الكهرباء العامة، وعدداً من المدرّعات الإماراتية، التي ترفع عليها أعلام الإمارات وصور قياداتها، وشعارات مناطقية، وتتقدم هذه النقطة حواجز إسمنتية وعلى جانبي الطريق ستائر ترابية مرتفعة تسبق الإجراءات الأمنية المشددة.

سجون في خزانات المياه
وأكد المراقب الحقوقي سالم عبدالرحمن، أن «قوات النخبة الشبوانية التابعة لأبوظبي، اتخذت من إحدى خزانات المياه الأرضية التابعة لمنطقة الجابية المجاورة للنقطة العسكرية سجناً سرياً تقوم فيه بتعذيب السجناء وممارسة الانتهاكات، وإخفائهم قسرياً عن ذويهم بعد اعتقالهم على يد جنود هذه النقطة»، مضيفاً أنه «تم حجز آخرين داخل هذه الخزانات تعسفاً وظلماً رغم درجة الحرارة العالية جداً داخل هذه الخزانات المعرّضة للشمس الحارقة».
إنتهاكات
بدوره، أكّد الناشط السياسي إسماعيل قاسم أن «الزج بأبرياء وعابري سبيل داخل خزانات للمياه وكنتيرات حديدية ذات درجة حرارة عالية وتعريض المحتجزين لعقوبات نفسية وجسدية قاسية دون مبرر أو أمر قضائي، انتهاكاً فاضح لحقوق الإنسان»، وأوضح أن «المحتجزين يتم إخفاؤهم دون أي محاكمات بحيث لا يعلم المجتمع ولا الجهات المختصة شيئاً عمّا يحدث داخل هذه السجون»، مؤكداً «الغياب التام للدولة التي لا حول لها ولا قوة».
سجون أخرى
كما تحدث إسماعيل عن «وجود سجون أخرى لهذه القوات في المناطق الخاضعة لسيطرتها»، وأكّد «رصد المنظمات الحقوقية لعدد من السجون داخل المدارس والمقار الحكومية والأمنية والمعسكرات الواقعة تحت سيطرتها وتعرض المعتقلين لصنوف شتى من التعذيب»، مشدّدا على «علم الأهالي بهذه الممارسات واستياءهم المتنامي ضد ممارسات هذه القوات».

صمت رسمي
وأرجع قاسم ذلك كله إلى غياب «السلطات الحكومية الرسمية التي لا تجرؤ على منع هذه الممارسات في ظل انشغال السلطة المحلية بإبرام الصفقات الخاصة التي تفوح منها رائحة الفساد المهول، فيما هذه القوات تمارس بطشها بالناس وتتوسع في الأرض دون رادع».
وفي تصريح إعلامي سابق، كشف أحد السجناء الذين تم اعتقالهم داخل ذلك المكان، بأنه «تم اعتقاله وإخفاؤه في غرفة مظلمة وسجنه بداخلها لعدة أيام من قبل قوات النخبة الشبوانية، تبين له لاحقا أنها إحدى خزانات المياه الفارغة المجاور لمحطة الكهرباء الذي تحول بفعل توجيهات المشرف الإماراتي إلى موقع عسكري للنخبة الشبوانية على مدخل مدينة عتق».
وذكر أن «قوات النخبة استخدمت الموقع المذكور سجنا سريا تقوم فيه بالانتقام من معارضيها ومنتقدي الإمارات بتعذيبهم، كما تقوم بفتح سجون سرية جديدة بالمحافظات الجنوبية لتعذيب معارضيها بطريقة غير رسمية عبر تلك السجون السرية التي وثقتها تقارير دولية».

سوابق مريعة
وسبق أن تم الكشف عن السجون السرية للقوات الموالية للإمارات جنوبي اليمن، لتعذيب معارضيها بطريقة بشعة، وقد وثقت وكالة «أسوشيتد برس» وجود هذه السجون، ما تسبب بالحرج الكبير للإمارات. وحددت فيه الوكالة خمسة سجون سرية، حيث تقوم قوات الأمن فيها بالتعذيب والانتهاكات الجنسية لكسر إرادة المعتقلين وابتزازهم.
وكشفت مراسلة «أسوشيتد برس» الأمريكية، ماجي ميشيل، عن جرائم اغتصاب وتعذيب جديدة تقوم بها هذه القوات بحق المعتقلين القسريين في سجونها في عدن، مهددة بنشر «أدلة دامغة كفيلة بكشف الوجه القبيح للإمارات في السجون السرية التابعة لها في الجنوب».
(العربي)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com