هل تجيد الشرعية والتحالف قراءة مؤشرات زخم المكلا وكرتير قبل فوات الاوان؟!
الجنوب اليوم | مقال
للكاتب : سعيد الحسيني
مما لا شك فيه بأن عدم الإستقرار الأمني في العاصمة عدن خاصة وباقي محافظات الجنوب عامة ، قد شكل مناخ ملائم بانتشار الجريمة وتفشي ظاهرة الاغتيالات والاعتقال التعسفي القسري ، وكما أسهم في إنتشار رقعة تعاطي المخدرات وزيادة وتيرة عمليات الاختطاف والاغتصاب حتى بلغت ذروتها إلى إغتيال الطفولة في أحياء مدينة عدن ..
فإن حدوث كل تلك الظواهر من الجرم التي خلفتها الاختلالات الأمنية والعجز عن تحقيق الاستقرار والأمن والأمان في المحافظات الجنوبية المحررة ، قد شكل بيئة طاردة للاستثمار والنمو الاقتصادي وفقدان السيطرة على تحصيل الموارد المالية واسهم إسهام فاعل بتفشي ظاهرة الفساد المالي من قبل النافذين في كافة السلطات النظامية والغير نظامية في ضل الغياب التام للأجهزة الرقابية وترهيب السلطة القضائية من القيام بواجباتها نحو تطبيق النظام و القانون ..
فلا نستطيع أن نبراء دول التحالف العربي من خلال تواجدها العسكري على الأراضي الجنوبية المحررة من إن ذاك التواجد أصبح جزء من المشكلة وليس جزء من الحل من خلال السيطرة وتحكم بالموانئ والمطارات والحقول النفطية والغازية بالإضافة إلى بسط النفوذ الأمني وإدارته بقوات غير نظامية بذريعة مكافحة الإرهاب لتغطية التدخل في الشؤون السيادية ، وكما نحمل السلطة الشرعية المعترف بها دوليا الجزء الأكبر من المشكلة لأنها تمكن السلطات لمن هم في صفها وفق حسابات العداء السياسي من غير المؤهلين علمياً وعمليا والعزفين عن النزاهة ، دون أدنى إحساس بالمسؤولية في تلك الاختيارات العدائية التي تنعكس قدراتها المتدنية في انتاجية العمل على زيادة معاناة الشعب بدلاً من التخفيف منها من خلال تمكين الكفاءات والقدرات الجنوبية التي تم إقصائها مع سبق الإصرار والترصد ، ولم تقف اخفاقات الشرعية عند هذا الحد ولكنها أيضاً غير قادرة على المصادقية و مصارحة الشعب إن كانت دول التحالف العربي هي السبب في إخفاق قدراتها على إدارة المحافظات الجنوبية المحررة باستقلالية تامة او سبب يكمن في عجز مسؤوليها وأنها ستعمل على تغير الحكومة . .
وفي صياغ المنازعة والنزاع الظاهر والمبطن بين الشرعية ودول التحالف العربي ، أصبح ابناء شعبنا في الجنوب المحرر ضحية ذلك الصراع السياسي الدائر الذي نجم عنه تهدور إقتصادي في العملة وارتفاع أسعار السلع والخدمات بتباع سياسية التجويع والتركيع و العمل على إخماد الأصوات الوطنية بتهريب والمداهمات الأمنية الخارجة عن سياغ القانون التي تبررها الاصوات الجنوبية الشاذه الموالية التي باعت ذممها بالعملة الخليجية من شقي الشرعية وتيارات المناهضة لها ، التي أوصلت شعب الجنوب إلى هذه المأساة حتى بلغ سيل المعاناة الزباء بما شهدتها مدينة المكلا قبل الأمس من وقفات احتجاجية أمام نيابة الاستئناف وما شهدته مدينة كرتير اليوم من مظاهره سلميه منددة وكل هذا التغيير في المزاج الشعبي يعطي دليل قاطع بأن شعب الجنوب قد أصبح بمثابة (قنبلة موقوتة) قابلة للانفجار في أي وقت دون سابق إنذار فهل تجيد الشرعية والتحالف قراءة مؤشرات زخم المكلا وكرتير قبل فوات الاوان؟!