المهرة .. السعودية تستحدث علامات جديدة يحدد مسار الأنبوب النفطي
الجنوب اليوم | المهرة
تواصل القوات السعودية في محافظة المهرة تحركاتها بكل ما أوتيت من قوة في سبيل إنشاء ميناء نفطي لها بالمحافظة التي تسيطر عليها من أواخر ديسمبر العام الماضي 2017 في الوقت الذي تقوم بمنع الصيادين أبناء المهرة من ممارسة أعمالهم في مجال الملاحة والصيد.
وقالت مصادر محلية، إن شركات تتبع السعودية قامت باستحداث أعمال توسعية جديدة، منها علامات تحدد مسار الأنبوب النفطي المزمع إنشاؤه في منطقة “ضحية” الحدودية بين اليمن والسعودية، موضحة أن مجموعة من أبناء المنطقة منعوا الشركة من استكمال الأعمال التي تم استحداثها، وهي عبارة عن علامات ونقاط إسمنتية ممتدة على نحو 30 كم داخل الحدود اليمنية، وأظهرت صور علامات استحداث نقاط حديثة للمشروع في مناطق صحراء ضحية وشحر، وشرق منطقة الخرخير التابعة للمهرة.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن التحركات الأخيرة دفعت سكان مناطق ضحية وشحر بمحافظة المهرة إلى التداعي، والتعبير عن استنكارهم الشديد لقيام السعودية بوضع علامات خاصة بمشروع أنبوب النفط، مضيفة أن هناك اجتماعات يعقدها المشائخ والشخصيات الاجتماعية والسياسية لصد هذا التوسع السعودي.
ودفعت السعودية بقوات عسكرية جديدة إلى المهرة خلال اليومين الماضيين وأحكمت قبضتها على المحافظة مستغلة الحالة الحرجة التي يمر بها اليمن، لتنفيذ مشاريع خاصة بها بعيدة عن الأهداف الرئيسية التي جاءت من أجلها، وهي إعادة شرعية هادي، وقبل السعودية كانت الأطماع الإماراتية في المحافظة قد بدأت بإنشاء تشكيلات عسكرية، وشراء ذمم ولاءات سياسيين وشخصيات قبلية، لكن النفوذ الإماراتي قوبل برفض زعماء القبائل.
وتحاول السعودية إحكام قبضتها على المهرة، رغم انعدام الوجود الحوثي بالمحافظة منذ اندلاع الحرب، حيث أجبرت الرياض أبوظبي على سحب قواتها مؤخراً من مبنى المجمع الحكومي بمديرية الغيظة عاصمة محافظة المهرة، والذي تتخذ منه مقراً لها منذ 3 أعوام وتم تسليمه للقوات السعودية.
وتتهم القوات الإماراتية، السعودية بمحاربة التواجد الإماراتي بصورة متعمدة، على الرغم من أن الإمارات تقوم بدفع مرتبات عدد 2000 جندي منذ قرابة 3 أعوام، في مديريات المحافظة، حيث يرى مراقبون أن انسحاب القوات الإماراتية من المهرة هو إزاحة بالقوة من السعودية على أثر خلاف توسع النفوذ، كما وصف المراقبون التدخل السعودي والإماراتي في اليمن بـ “صراع ثيران الخليج” في إشارة منهم إلى الأطماع الاستعمارية لأبوظبي والرياض واختلاف أجندتهما.