حسن باعوم .. الجنوب عصي على الاحتلال وأبنائه سيندفعون لقتال السعودية والإمارات
الجنوب اليوم | خاص
أكد الزعيم حسن باعوم في حوار أجرته معه صحيفة الأخبار اللبنانية أن واقع الجنوب اليوم يؤكد أن الجنوبيين لم يغادروا عهد الإستعمار، وقال باعوم إننا لم نغادر ذلك الحدث المهم إلى اليوم، الذي يشبه الأمس إلى حدّ التطابق معه. فلا نزال نواجه التحديات نفسها التي قامت من أجلها ثورة أكتوبر المجيدة، حيث لا نزال نناضل من أجل الحرية والاستقلال، وكذلك لا نزال نناضل من أجل توحيد الصف الجنوبي. وهذان الموضوعان هما جوهر الثورة، ومن أجلهما قامت، ولذلك فإن ثورة أكتوبر ليست مجرد ذكرى نستحضرها ونحتفل بها فحسب، بل ثورة لا نزال ملتزمين بالنضال من أجل ما قامت من أجله وتحقيقه ”
وأشار إلى أن احتلال اليوم هو إمتداد لاحتلال الأمس، فكلا الاحتلالين هما تعبير أو إمتداد للمشروع الغربي ــــ الصهيوني، بل إن الأطراف نفسها التي تحاربنا اليوم هي مَن قامت على أو ساندت حربنا منذ أكتوبر 1963 وما قبله وحتى اليوم. والفارق الوحيد هو تبدل الأدوار، حيث إن من كان يساند احتلالنا بالأمس، أصبح هو من يحتلّنا اليوم، ومن كان يحتلّنا بالأمس أصبح يساند الاحتلال اليوم، بنفس الأسلوب والوسائل والأهداف، رغم كل محاولاتنا خلال العقود الستة الماضية لخلق علاقات طيبة وسوية معهم دون جدوى.
ونفى ان يكون قد اعتكف بعيداً عن ما يحدث في الجنوب، وقال ” لم يحصل منا أي اعتكاف خلال الفترة السابقة، إلا إذا كان عدم حمل البندقية والاشتراك في القتل يعني اعتكافاً، بل كان هناك نشاط سياسي مكثف، إلا أن وسائل الإعلام التي يمتلكها الاحتلال والأطراف الموالية له كانت هي صاحبة الصوت الأعلى بحكم فارق الإمكانيات. كما أن تركيز الناس كان مشدوداً نحو تفاصيل الحرب والمعارك، وليس نحو العمل السياسي السلمي، حتى اكتشفوا أن العمل العسكري وحده لن يؤدي إلى نتيجة، فعادوا إلينا وإلى مواقفنا. أما بالنسبة إلى الشق الثاني من سؤالكم، فنحن… اخترنا الطريق السلمي، وراهنّا على الشعب والإرادة الصلبة والعزيمة والإصرار، ولم نراهن على الطائرات والدعم الأجنبي والقتل، والذي أثبتت السنوات الأربع الماضية أنه لم يحقق شيئاً، بل أضاف احتلالاً أجنبياً إلى الاحتلال الداخلي، ومزيداً من المآسي والدمار، وتعقيدات أكثر وأكبر لا يمكن تجاوزها بالحرب والعنف. ومع ذلك، فإن طبيعة شعبنا وأنفته ترفض الاحتلال وممارساته، لذلك، احتمال أن يندفع الشباب إلى العنف وقتال الإحتلال الإماراتي ــــ السعودي الجديد وفيما يتعلق بالاعتقالات التي تقوم بها القوات التابعة للإمارات أكد باعوم أن موضوع الإعتقالات ليس وليد الأسابيع الماضية، بل هو سائر على قدم وساق منذ أول يوم لاحتلال بلادنا من قِبَل «التحالف»، وممنهج لاستئصال الحراك والثورة الجنوبية تمهيداً لإعادة النظام السابق وتثبيت الاحتلال القائم اليوم. أما اعتقالات الأسابيع الماضية فهي خاصة لقيادة مجلس الحراك الثوري فقط. ورغم قلقنا البالغ على أبنائنا المعتقلين بسبب جرائم التعذيب التي تحدث في معتقلات تحالف الاحتلال، والتي يندى لها جبين الإنسانية، إلا أننا واثقون من أن ذلك لن يثني شبابنا عن الإستمرار في مقارعة الإحتلال، فأبناؤنا قد تجلّدوا وتمرّسوا على السجون والمعتقلات، بل إنهم كلما اعتُقلوا زاد إصرارهم وحماستهم واندفاعهم نحو الحرية والاستقلال التام.
وحول تجنيد الإمارات والسعودية الجنوبين للقتال معها قال باعوم أنه ضد الحرب من أساسها، واضاف ” يحزّ في أنفسنا أن نرى أبناءنا يتمّ رميهم للمحارق للتخلّص منهم من دون أن يكون لهم ناقة أو جمل. وقد طالبنا أبناءنا بالانسحاب وعدم الذهاب، وقد استجاب الكثيرون أخيراً لنداءاتنا بهذا الخصوص، وأخصّ بالذكر أبناء الصبيحة (لحج)، أصحاب المواقف الرجولية والسباقين إليها في كل زمان ومكان. ونتمنى أن تستمرّ تلك الانسحابات، وعدم التجنّد من أساسه في الجيوش التابعة للاحتلال ” .