معهد واشنطن : وصول الأحمر لسدة الحكم سيعمق الشعور الانفصالي في الجنوب
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
أكد معهد “واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” الأمريكي أنه في حالة وصول الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني لسدة الحكم، فإن ذلك سيعمق الشعور الانفصالي لدى الجنوبيين.
وذكر المعهد – في تقرير نُشر على موقعه الإلكتروني تحت عنوان “من الممكن أن يحصل الرجل الثاني في اليمن على مجيء ثانٍ” أنه ينبغي للولايات المتحدة الأمريكية أن تستعد لإمكانية أن يصبح الأحمر رئيسًا مؤقتًا لليمن في ظل عدم صلاحيته لأحزاب مختلفة؛ لتجنب إفساد محادثات السلام.
وأوضح المعهد أن الدَفعة الأخيرة من واشنطن لمحادثات السلام في اليمن نتجت عن ضغط على عدة جبهات، منها: الشعور المتزايد بضرورة إنهاء الحرب المدمرة، واحتمال وقوع مجاعة كارثية بحلول نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى تدهور صحة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يبلغ من العمر 73 عامًا ويعاني من مشاكل قلبية مزمنة.
وأشار المعهد الأمريكي إلى أن علي محسن الأحمر يلقى استياءً في أنحاء كثيرة من اليمن، وقد يؤدي صعوده إلى السلطة – ولو مؤقتًا – إلى تعميق الانقسامات القائمة في اليمن، وإشعال أزمة ربما تعطل محادثات السلام المستقبلية.
وألقى التقرير الضوء على موقف الجنوبيين حال أصبح علي محسن الأحمر رئيسًا لليمن، مشيرًا إلى أن الجنوبيين يرونه كواجهة للحرب الأهلية بين الشمال والجنوب عام 1994، لافتًا إلى المظالم التي تعرض الجنوبيون لها بعد الحرب الأهلية، وأبرزها: الاستيلاء على أراضيهم، والتهميش الاقتصادي من الحكومة المركزية، والتقاعد القسري للعديد من القادة العسكريين الجنوبيين وموظفي الخدمة المدنية، ما أسفر عن إنشاء جماعات انفصالية في الجنوب.
وشدد المعهد الأمريكي على أن وصول علي محسن الأحمر للحكم قد يوحد الجنوبيين ضد عدو مشترك.
وأوضح المعهد أن سجل علي محسن الأحمر يجعله غير مستساغ بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة، لذلك فإن صعوده لمنصب الرئاسة يمكن أن يخلق أزمات.
ونبّه المعهد إلى أن الولايات المتحدة ترى في علي محسن أنه يمثل جزءًا من المؤسسة اليمنية التي طالما كانت قريبة جدًا من عناصر تنظيم “القاعدة”، كما ترفضه الإمارات لعلاقته بجماعة “الإخوان المسلمين” التي تعارضها أبو ظبي بشدة وكذلك المملكة العربية السعودية.
ونوه المعهد بأن علاقة علي محسن مع جماعة الإخوان تنبع من فترة تعليمه في القاهرة في الثمانينيات من القرن الماضي، وقد حافظ على صلاته بالجماعة في وطنه، حيث أقام علاقة وثيقة مع رئيس جماعة الإخوان المسلمين اليمنية عبد المجيد الزنداني، الذي صنفته الولايات المتحدة على أنه إرهابي في عام 2004، ونظرًا لارتباط علي محسن الطويل – دون خوف – بمثل هؤلاء المتطرفين، أسفر تعيينه نائبًا للرئيس عن غضب كبير في واشنطن وأبو ظبي، بحسب المعهد.
وألمح المعهد إلى أن أي وفد سلام يقوده الأحمر سيمثل نقطة خلاف مع الحوثيين، حيث يرونه الجاني الرئيسي وراء حرب صعدة بين عامي 2004 و2010.
وأشار إلى أن الأحمر يكره الحوثيين بقدر ما يكرهونه، لافتًا إلى وجود دوافع شخصية عندما اعتقلت قوات تابعة للحوثيين ابنه “محسن علي محسن” ووضعته قيد الإقامة الجبرية في صنعاء.
وأكد المعهد ضرورة أن تتوقع واشنطن أن علي محسن الأحمر قد يصبح قائد الأمر الواقع في اليمن خلال مفاوضات السلام، حتى لو كان ذلك على أساس مؤقت فقط وذلك إذا ساءت صحة هادي.
ودعا التقرير – الصادر عن معهد “واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” – الولايات المتحدة إلى تشجع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث على إحياء المقترحات التي نوقشت في محادثات السلام السابقة التي تتضمن وجود مجلس رئاسي يقود اليمن خلال فترة انتقالية بدلًا من الحكم الفردي.
وأضاف التقرير أن مسألة ما إذا كان هادي وعلي محسن مُدرجين في هذا المجلس ستكون حتمًا جزءًا صعبًا من المفاوضات، كما كان الأمر في الجولات السابقة عندما تمت مناقشة هذه الخطة.
ونقل المعهد عن مراقبين قولهم إن علي محسن يتفهم أنه من غير المحتمل أن يكون جزءًا من اتفاقية مستقبلية في اليمن مع تقدمه في السن، لذا فإنه لن يعمل كمفسد لمحادثات السلام، بينما يجادل آخرون بأنه لا يستطيع أن يقلب العملية حتى لو أراد ذلك، لأن قوته قد تضاءلت بشكل كبير.
واختتم المعهد تقريره بالتأكيد على ضرورة ضمان عدم خروج محادثات السلام مرة أخرى عن مسارها بسبب قضايا القيادة الانتقالية.