«الإصلاح» في أبو ظبي: تنسيق لما بعد هادي!
الجنوب اليوم | العربي
معاذ منصر
زيارة جديدة ولقاء جديد لقيادات حزب «التجمع اليمني للإصلاح» في أبو ظبي، مع المسؤولين الاماراتيين. هذه المرة تزامنت الزيارة مع إعلان «التحالف» إيقاف المعركة في الحديدة وعدم قدرة «التحالف» و«الشرعية» على إحداث أي اختراق على صعيد المعركة، في سياق تثبت كل المؤشرات على الأرض أنه فشل آخر لطالما تكرر وتكرر.
زيارة كل من محمد اليدومي وعبدالوهاب الأنسي إلى أبو ظبي، فتحت الباب واسعاً لكثير من الاستفسارات والتكهنات من ناحية، ومن ناحية ثانية وضعت الحزب أمام سيل من الهجوم والانتقادات على المستوى العام، وعلى مستوى الأجنحة داخل الحزب، المحسوبة على قطر وتركيا وعلى أطراف أخرى. لكن السؤال الأهم هو المتعلق بهدف الزيارة والترتيب لها وعما يمكن أن تحمله؟ وهل ستحقق نتائج ملموسة على صعيد الحرب وعلى حسم الخلافات بين الاصلاح وبين أبو ظبي؟
بحسب مصادر سياسية في الرياض، مقربة من حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، فإن «الزيارة رتب لها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان»، والذي سبق وأن رتب للقاء مماثل بين قيادات الحزب وبين ولي العهد الاماراتي في ديسمبر من العام 2017 في العاصمة السعودية الرياض، ولم يحقق اللقاء آنذاك أي نتيجة لاحقاً، وظل العداء قائماً والاستهداف لقيادات الحزب مستمراً وعلى كل الأصعدة.
لقاء ديسمبر الماضي، وبحسب المعلومات المؤكدة، كان وراءه «فخ للحزب، حيث طلبت الإمارات والرياض من قيادات الحزب خوض معركة عسكرية في مناطق نهم، ولكن الحزب رد عليهم حينها بأنه سيدرس الأمر، وبعد نقاش واسع اعتذر الحزب وقال هناك جيش يفترض هو من يقود المعركة».
امتصاص الضغوط على المملكة
هذه المرة، وبحسب مصادر بداخل حزب «الإصلاح»، فإن «ترتيب محمد بن سلمان لهذه الزيارة، الهدف منه هو تخفيف الضغوطات التي تتكالب على الرياض، بعد مقتل الصحافي خاشقجي، وبعد الفشل المتكرر عسكرياً للتحالف في كل من الحديدة وجبهات أخرى كثيرة، بما في ذلك الفشل الذي يسجل في المناطق المحررة».
وطبقا لـ المصادر، فإن ابن سلمان قال للإماراتيين إنه «أصبح يواجه ملفات معقدة كثيرة، وأن ملف الحرب في اليمن بات معقداً ومسدود النهايات، وأنه لا بد من التوجه نحو التهدئة وإيقاف الحرب، وإيقاف العمليات العسكرية التي تحولت إلى جبهات استنزاف للرياض، وأوراق ضغط بيد الغرب والمجتمع الدولي وأوراق ابتزاز أيضاً».
ومن هذا المنطلق، رتب ابن سلمان مع قيادات «الإصلاح»، للتوجه نحو أبو ظبي للقاء بالإماراتيين والإتفاق على «التهدئة وإيقاف الحرب الإعلامية والإتفاق على بعض الملفات المتعلقة بالحل السياسي والمتعلقة بمرحلة ما بعد هادي، والاتفاق على شخصية جديدة تحل محل هادي مستقبلاً، خصوصاً وأن المعلومات الواردة من واشنطن تفيد بدخول هادي مرحلة صحية معقدة ومرحلة موت سريري».
وتقول مصادر سياسية مطلعة، وفي حديثها إلى «العربي»، إن الزيارة «هدفها ترتيب الوضع بعد هادي.. الإماراتيين لديهم بحاح والسعوديين لا يبدون متحمسين له. الإصلاح يرى نفسه الطرف الأقوى بالشرعية. فلو اتفق الإصلاح والإماراتيين على وضع الإصلاح بعد مرحلة هادي سيكون الإماراتيون استثمروا حزب الإصلاح وبندقيتهم، هذه هي التقديرات الراهنة».
زيارة من دون نتائج بارزة
لكن وطبقاً لمصادر «العربي»، فإن «الإصلاح لن يذهب كثيراً عن هوى قطر وتركيا، وهو يعرف أن من أوقف ربيعه بمصر وليبيا واليمن هم الإماراتيين».
وتفيد المصادر، بأن الزيارة «لن يكون لها آثار جانبية غير وقف حملات التحريض ضد الإمارات والسعودية، يتلوه الاتفاق على شخصية توافقية لما بعد هادي تكون بجوار محسن»…
وتلفت المصادر إلى أن «الزيارة أيضاً وجهة نظر بريطانية. فالإماراتيين لم يحققوا شيئاً بالساحل الغربي بعد مهلة الشهر التي تركها الأمريكيون لهم»، موضحة أن «الإمارات تحتاج الإصلاح بشروطها، والإصلاح لن يضحي بالشرعية ولا قطر ولا تركيا هذا جانب. ومن جانب آخر الزيارة عادية ولن تغير كثيراً بالمشهد، هم من اول يوم مع بعض ومع قطر وتركيا، ولم يحدث المرجو من العاصفة. لذا الأفكار مختلفة كثير بين الإمارات والسعودية من جانب، والإصلاح وتركيا وقطر من جانب آخر».