منبر كل الاحرار

في الحديدة… اليد لا تزال على الزناد!

الجنوب اليوم | العربي 

 

تقرير : رشيد الحداد

 

لم تتوقف المواجهات العسكرية على مشارف مدينة الحديدة، وإنما تراجعت وتيرتها خلال الأيام الماضية، فطائرات «التحالف» الاستطلاعية لا تفارق سماء المدينة، وأصوات المدافع تسمع من حين لآخر في كيلو 7، ومحيط شارع الخمسين وفي محيط الجامعة والمطار.
لا تزال أجواء الحرب تسيطر على مدينة الحديدة في ظل التحشيد المتبادل والاستعدادات لمعركة فاصلة، قد تنتقل من محيط المدينة المكشوف إلى الشوارع والأحياء السكانية المزدحمة بالسكان خلال الأيام المقبلة؛ فقرار وقف العمليات العسكرية المعلن من «التحالف» لم ينفذ على أرض الواقع، والقوات الموالية للإمارات بكافة تشكيلاتها وعتادها تستقبل المزيد من التعزيزات، وتتوعد باقتحام المدينة والسيطرة على مينائها بصورة يومية، وتستقدم المزيد من المدرعات من الدريهمي ومناطق أخرى لتعزيز مواقع الهجوم في شرق وجنوب شرق المدينة.
وفي ذات الإتجاه، أعلنت قوات العميد طارق صالح «حراس الجمهورية» عدم التزامها «بأي قرارات دولية قد توقف معركة الحديدة»، مؤكدةً «عزمها على استكمال المعركة حتى السيطرة الكاملة عن المدينة».
اليد على الزناد
ووفقاً للمركز الإعلامي لقوات «العمالقة»، فإن كافة القوات التي ترابط على مشارف الحديدة، ليست ملزمة بأي ضغوط دولية، ومهمتها الأساسية استكمال السيطرة على المدينة التي سقط من أجلها المئات من القتلى. ينقل «المركز» بصورة يومية وقائعاً جديدة لمسار الأحداث، تؤكد أن الحرب لم تتوقف بل تراجعت لعدة عوامل منها، منح فرق الهندسة الوقت الكافي لإزالة الكثير الألغام التي إعاقة تقدم تلك القوات.
قوات حكومة «الإنقاذ» التي لا تزال في موقع الدفاع، أكدت عبر متحدثها الرسمي العميد يحيى سريع قبل عدة أيام، أنها «في أتم الجاهزية لمواصلة مهامهم القتالية»، وأشارت إلى أن «القوات المعادية تسعى من وراء الترويج لوقف إطلاق النار، إلى كسب الوقت وإعادة ترتيب صفوفه».
حركة «أنصار الله» لا تزال مستمرة في التحشيد للجبهات ولم تتوقف، وتتوقع المزيد من التصعيد، في جبهة الحديد، والجبهات الأخرى، خصوصاً في ظل التقارب الإماراتي مع حزب «الإصلاح» والذي كانت من أولى نتائجه دعم الإمارات التصعيد العسكري في مثلث عاهم وحرض وفي مديرية حيران الواقعة في محافظة حجة والتي تمتد إلى محافظة الحديدة، واللافت للنظر أن إعلان «التحالف» وقف العمليات العسكرية في شرق وجنوب شرق مدينة الحديدة أواخر الأسبوع الماضي، قابله تصعيد عسكري في غرب الحديدة، حيث دفع «التحالف» بعدد من الألوية العسكرية إلى ميدي وعاهم وحاول السيطرة على مديرية حيران يوم أمس.
تحرك بريطاني
التحرك الدولي الذي تقوده بريطانيا منذ أسابيع، والذي تسعى من خلاله إلى إصدار قرار من مجلس الامن، تطالب فيه بوقف لكافة العمليات العسكرية في اليمن، أثار موجة جدل في أوساط الموالين لأبوظبي والرياض، حيث وصفه ناشطون في الرياض، بـ«التحرك المشبوه الذي يفرض الاستسلام على هادي وحكومته». وأشاروا إلى أن «مشروع قرار بريطانيا ومسارات مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، بشأن وقف العمليات العسكرية في الحديدة، تحرك يحمل بصمات سلطنه عمان لإيقاف الحرب ويمنح أنصار الله فاتورة النصر».
واعتبر ناشطون موالون لـ«التحالف» ذلك التحرك، ابتداءً من زيارة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الطارئة إلى الرياض وأبوظبي الأسبوع الماضي في سبيل إيقاف التصعيد العسكري، أنه يدل على «فشل الشرعية في الحفاظ على التأييد الدولي الذي حصلت عليه قبل اربع سنوات، ويعد اعتراف دولي غير معلن وضمني بجماعة أنصار الله كسلطة أمر واقع في المحافظات التي تسيطر عليها، بينما الشرعية فشلت في الحفاظ على المحافظات الجنوبية والشرقية».
مسارات لوكوك
وكان من المتوقع أن يوافق مجلس الأمن في جلسة اليوم، على المسارات الخمسة التي طالب بها وكيل الأمم المتحدة لوكوك، والتي حضت بتأييد كافة أعضاء المجلس في جلسة الجمعة الماضية، والتي تحث الأطراف على وقف فوري لإطلاق النار وتحديداً في الحديدة، وتسهيل حماية الإمدادات الغذائية، وتحييد ودعم الاقتصاد اليمني عن طريق ضخ العملات الأجنبية ودفع رواتب الموظفين، وزيادة التمويل لدعم المساعدات المقدمة للشعب اليمني، وحث أطراف الصراع بالانخراط في العملية السياسية أواخر الشهر الجاري في السويد برعاية الأمم المتحدة، كما دعم المجلس الجهود التي يبذلها المبعوث الدولي لدى اليمن مارتن جريفيث في سبيل إنهاء النزاع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com