الجنوب .. الشرعية تعيد الإستعمار بعد أكثر من خمسين عاماً من الإستقلال .
الجنوب اليوم | خاص
بعد ٥١ عاماً ، أعادت الشرعية برئيسها وحكومتها وذرائعها ومبرراتها الإستعمار إلى الجنوب ، فبذريعة أعادتها للسلطة دخل المحتلين الجدد بدون مقاومة ودون حرب ، بل استقبلوا بالورود وليس بالرصاص ، لأنهم وعدو وكالوا الوعود وتعهدو بتحرير الجنوب من الحوثيين اليمنيين وتسليم الجنوب للجنوبيين ولكنهم خلفو العهود ، وبشروا بتحسين الخدمات ورفع مستوى الشعب اقتصاديا فعملوا على تدمير الخدمات واستحذوا على المنافذ البرية والجوية والبحرية ، فاحتلوا ميناء عدن وحولوه من ميناء دولي عالمي ، إلى ميناء محلي لاتتجاوز حركة الملاحة فيه الحركة الملاحية الاي يشهدها ميناء الحديدة المحلي والذي يستقبل شحنات محلية ويعاني من الحصار والقيود المشددة على دخول السفن وتراجع قدرتة الملاحية بنسبة٦٩٪ بسبب تعرضة للقضف الجوي من طيران التحالف اواخر العام ٢٠١٥م .
اما ميناء الذي لايواجة حصار ولا حرب ولا قيود مشددة من قبل التحالف ولم تتراجع قدرتة وطاقته الملاحية في إستقبال السفن الكبيرة تراجعت حركتة إلى ادنى المستويات اصبح ميناء الزيت فيه ميناء عسكري للإمارات لصالح موانئ دبي .
وضع الميناء الذي يواجه ابشع عملية تدمير بمباركة الشرعية ، ليس سوى نموذح للإحتلال الجديد الذي احكم قبضته على الجنوب وثرواتها ومنافذها وسواحلها وحول شبابها إلى ضخايا لتنفيذ اجندتة ومطامعه في البلاد .
اليوم وبعد ٥١ سنة من رحيل الميجر البريطاني داي مورغان قائد الكتيبة 42 كوماندوز التابعة لمشاة البحرية الملكية البريطانية من عدن، والذي كان تحررت فيه الجنوب من دنس آخر محتل بريطاني ، اصبح الجنوب يعاني من إستعمار سعودي في المهرة ،وإماراتي في عدن وحضرموت وشبوة وسقطرى ولحج والضالع .
، وفقاً لاتفاقيه جنيف التي عقدت بين وفدي حكومة دولة الاحتلال البريطاني والجبهة القومية كمثثل للجنوب وشعبة ، وعقدت في جنيف شهر نوفمبر 67م والتي انتزع فيها وفد الجبهة القومية أعتراف بسيادة الجنوب وهويته واستقلاله والتزم المحتل البريطاني بالانسحاب من كافة اراضي الجنوب والاعتراف بأستقلال الجنوب ، وفي صباح يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 أستقبل الشعب الجنوبي المناضل الشهيد الرئيس قحطان الشعبي والوفد العائد من جنيف بعد أن انتزع من الوفد البريطاني استقلالا كاملا على مستوى السيادتين الداخلية والخارجية، وقالت وكالات الأنباء بأن الشعب أستقبل في عدن قحطان الشعبي كبطل تاريخي، فقحطان لم يعد هذه المرة إلى مكان أخر بل عاد إلى مقر الحكم بحي التواهي الذي كان فيه مقر المندوب السامي البريطاني سابقاً ، ليعلنه مقراً لحكم الدوله الجنوبية المستقلة ، وفي مثل هذا اليوم انتخبت القيادة العامة للجبهة القومية المناضل قحطان الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة عامين وكلفته بتشكيل الحكومة واعلان الاستقلال رسمياً.
إلا أن الاحتفال اليوم في عدن وشبوة إحتفال بذكرى الإستقلال احتفاء منقوص كون تلك المحافظات قد وقعت مجدداً تحت الإحتلال الإماراتي السعودي ، فاليوم يحتفل الجنوب بذكرى إستقلاله من بريطانيا في ظل إحتلال ، وهناك من يحاول تناسي واقعه والإحتفاء بذكرى استقلال سابق سقط تحت هيمنه وجبروت وقمع وسطو وارهاب دولة الإمارات التي انشئت ٢٦ سجناً سرياً في المحافظات الجنوبية ، وتعتقل الآلاف من الجنوبية في سجونها السريه ، وتتفذ سياسة المحتل البريطاني لزرع الفرقة والشتات من خلال استقطاب قبائل متعددة، وتوظيف الخلافات والصراعات البينية في المجتمع الجنوبي لخدمة مشروعها الاستعماري في الجنوب .
في ذكرى الاستقلال من المستعمر البريطاني قبل خمسين عاماً ، يحتفل الجنوب اليوم في ظل إستعمار عربي جديد يدير عدن والمحافظات الأخرى بقبضة عسكرية وامنية ، فيتعمد افراغ الجنوب من حيويته وتدمير منشأته وبنيته التحتية الاقتصادية تدميراً ممنهجاً .
فالمحتل الإماراتي ينفذ سياسة تدمير ممنهجة في ميناء عدن وفي موانئ الجنوب ، ويسيطر على منابع النفط في حضرموت وشبوة ، وفي عهده تحولت الموانئ والمطارات إلى سجون سرية ، وتحولت جزيرة سقطرى اليمنية إلى جزيرة محتله من قبل دولة الإمارات يمنع المواطن اليمني الدخول اليها ، وهاهو المحتل الجديد يحول جزيرة ميون اليمنية إلى جزيرة محتله من قبل الإمارات العربية المتحدة .
إن الاحتفال بذكرى استقلال الجنوب بحماية قوات مواليه للمحتل الإماراتي وبحضور عملاء المستعمر الجديد الذين يسمون انفسهم برئيس واعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي الموالى للإمارات وصمة عار في جبين كل من يرى ويشاهد الانتهاكات والجرائم والاعتقالات التي يمارسها البوليس السري للمحتل الجديد ، واعمال السطو والنهب والترهيب واساليب القمع التي تمارسها الإمارات بايادي جنوبية لتوطيد سلطتها الاستعمارية بايادي اولئك العملاء الجدد الذين تحولوا إلى ادوات بيد المحتل الإماراتي وادات قمع وبطش يستخدمها المحتل ضد ابناء الجنوب .
أن الإحتفال بذكرى الأستقلال الاول من المستعمر البريطاني اليوم حقاً لكل جنوبي، ولكنه في نفس الوقت ذكرى سنوية هامة لاستلهام العضات والعبر من ثوار اكتوبر واحرار نوفمبر والعمل على خطى الشيخ المجاهد الشيخ الحر غالب راحج لبوزه ورفاقة وعبود ورفاقة والشهيد قحطان الشعبي ورفاقة ، لتحرير الجنوب بعد ٥١
فعدن التي يحتفل فيها المستعمر الإماراتي بذكرى جلاء أخر جندي مستعمر بريطاني كانت في مثل هذا اليوم قبل ٥١ عاماً مدينة ملتهبة ضد المستعمر البريطاني ولايمكن ان تبقى اليوم مستعمرة وتقبل بمستعمر اماراتي وتطرد ابنائها الذين يعيشون في ظل اوضاع ماساوية بسبب التدمير الممنهج الذي قام به المحتل الاماراتي لعدن ومؤسساتها ، فالمدينة التي كانت عاصمة لكل الجنوبيين اصبحت سجن مفتوح لابنائها وابناء الجنوب ، واصبحت اليوم بامس الحاجة إلى ثورة شعبية عارمة تكسر قيود المحتل المفروضه عليها وتحرر مينائها ومطارها وقصورها وشوارعا ومداخلها ومخارجها من السطو العسكري الإماراتي والقبضة الامنية التي تفرضها على ابناء الجنوب.
اليوم تحل الذكرى ال٥١ لعيد الإستقلال في الجنوب ، ومقابر الجنوب تستقبل المئات من القتلى ومستشفياتها لم تستوعب المزيد من الجرحى الجنوبيين الذين لم يقاتلوا المحتل ولم يسيروا على نهج ثوار واحرار اكتوبر ونوفمبر بل قتلوا وهم رافعين علم المحتل الإماراتي في معارك الشمال ، وضحو بدمائهم من آجل استعمار وطنهم وتسليمه للمستعمر الجديد ، وليس من آجل الدفاع عن وطنهم من الغزاة والطامعين بموقعة وثرواته ومكانته واهميته .