2018.. عام تزايد الاغتيالات في عدن
الجنوب اليوم | صحافة
سجون الإمارات السرية أصبحت قضية رأي عام عالمي
المواجهات الدامية بين مليشيات أبوظبي والشرعية أبرز الأحداث
ودعت العاصمة المؤقتة عدن عام 2018 بوضع لا يختلف كثيراً عن سابقيه بالرغم من كونها عاصمة مؤقتة للبلاد ومقراً للحكومة منذ اندلاع الحرب في اليمن، وتدخل دول تحالف السعودية والامارات لدعم الحكومة الشرعية التي انقلبت عليها جماعة الحوثي في صنعاء.
كان عام 2018 حافلاً بالأحداث الساخنة، ابتداءً بالتوترات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في يناير، وصولاً إلى استمرار مسلسل الاغتيالات، وانتهاءً بالأزمة الاقتصادية التي استفحلت كثيراً وفقدت العملة المحلية الكثير من قيمتها، وبين كل تلك الملفات والأزمات يبقى وضع المواطن العدني هو ذاته بين خوفٍ مما هو قادم وقلقٍ مما هو حاصل، فمدينته لم تخرج بعد من دائرة الصراعات والأزمات بالرغم من كونها محررةً منذ نحو أربعة أعوام.
الحكومة اليمنية والإمارات
وفي تقرير نشره “الموقع بوست” اليمني، مثّل عام 2018 مرحلة متقدمة من الصراع الذي تخوضه دولة الإمارات للتضييق على الحكومة الشرعية، ففي السابع والعشرين من يناير تحولت عدن إلى ساحة لمعارك عنيفة بين قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات وغيرها من التشكيلات العسكرية الموالية للانتقالي الجنوبي، والتي هاجمت معسكرات الشرعية ومقارها الرئيسية. وتمكنت القوات الموالية للانتقالي والمدعومة إماراتياً، من اقتحام اثنين من أبرز معسكرات ألوية الحماية الرئاسية وهما اللوائين الثالث والرابع حماية رئاسية وقامت بنهب ما فيهما من عتاد عسكري، ومثلها عملت ونهبت بعد سيطرتها على مقر الأمانة العامة لمجلس الوزراء ومجلس القضاء الأعلى. وظلت رحى تلك المواجهات مستمرة لثلاثة أيامٍ متوالية واستخدمت خلالها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وكذا المدفعية الثقيلة في بعض الأماكن، وكانت حصيلتها نحو 150 قتيلاً وجريحاً من الطرفين.
وقد جاءت تلك المواجهات عقب بيانٍ للمجلس الانتقالي الجنوبي دعا فيه ما أسماها قوات المقاومة الجنوبية للتصعيد وإسقاط الحكومة التي كان يرأسها آنذاك أحمد عبيد بن دغر. وقد توقفت تلك المواجهات عقب تدخل قيادات سلفية من ألوية العمالقة المُقاتلة في الساحل الغربي، وبهذا توقفت تلك المواجهات وعادت القوات العسكرية لثكناتها، لكن آثار تلك المواجهات لم تنتهِ، فقد غادر رئيس الوزراء -آنذاك- بن دغر للعاصمة السعودية الرياض وبقي فيها لأسابيع قبل أن يعود مجدداً للعاصمة المؤقتة، والتي لم تخرج من وضع التوتر بعد. وفي 15 من أكتوبر صدر قرار جمهوري بإقالة أحمد عُبيد بن دغر من رئاسة الوزراء وتعيين وزير الأشغال العامة والطرق مُعين عبد الملك بدلاً عنه، وهو قرارٌ ظل المجلس الانتقالي الجنوبي ينتظره ومن خلفه دولة الإمارات والتي لاقت مواجهة شرسة من بن دغر، والذي أبدى مواقف شجاعة فيما يختص بتجاوزات دولة الامارات في عدن وإنشائها تشكيلات عسكرية بعيداً عن الحكومة، وكذا تجاوزاتها في جزيرة سقطرى وتمددها عسكرياً هناك.
انتهاكات حقوق الإنسان
منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير من عام 2018 واصلت رابطة أمهات المختطفين وقفاتها الاحتجاجية والمتنقلة بين مقرات الحكومة والتحالف ومنازل القيادات الأمنية، لكنها لم تُجد في الكشف عن مصير كل المخفيين قسراً. لكن تلك الوقفات استطاعت الضغط للإفراج على نحو 200 معتقل كانوا مخفيين ومن ثم نُقلوا لسجن بئر أحمد، والذي شهد منذ بداية العام خمسة إضرابات عن الطعام، نفذها المعتقلون لأجل الضغط على إدارة السجن لتفرج عمن صدرت بحقهم أوامر إفراج من النيابة العامة وكذا التحقيق مع من لم يُحقق معهم. وما يزال هناك قرابة 100 معتقل تعسفي في سجن بئر أحمد بينهم جنود في الجيش الوطني وقيادات ميدانية كالعقيد عبد الله الطيري ومرافقه بلال المقطري وهما محسوبان ضمن اللواء 83 بجبهة مريس في الضالع ومثلهما العديد من الجنود، والمعتقلون جنباً إلى جنب مع 70 أسيراً من ميليشيا الحوثيين، وهي مُفارقة عجيبة لم تحصل سوى في سجون عدن التي تُشرف عليها دولة الإمارات. ونتيجة للضغوط الدولية والتقارير التي أصدرتها المنظمات الحقوقية الدولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية ووسائل الإعلام الدولية والعربية قبل المحلية شهد عام 2018 انخفاضاً في مستوى المداهمات والاعتقالات العشوائية والإخفاء القسري، مقارنةً بالعامين السابقين، بعد أن أصبحت قضية السجون والمعتقلات السرية والانتهاكات قضية رأي عام سمع بها العالم أجمع.
تزايد الاغتيالات
وحصدت آلة القتل عشرات الشخصيات الاجتماعية والأئمة والدعاة، وكان لحزب الإصلاح نصيب الأسد منها، حيث تعرضت كوادره لتسع محاولات اغتيال، وكان أبرزها خطف واغتيال القيادي بالإصلاح ومدير عام جمعية الإصلاح الخيرية بعدن محمد الشجينة واغتيال التربوي والداعية شوقي كُمادي. وكان لباقي التيارات نصيب من تلك الاستهدافات والتي تركزت في 2018 لتحصد أرواح أئمة المساجد الذين تعرضوا لـ 12 محاولة اغتيال فشلت أربع محاولات منها في حين نجحت المحاولات الأخرى.
بوابة الشرق