في هجر مرخة: خسائر «النخبة» غير المعلنة
الجنوب اليوم | رشيد الحداد
تحشد قوات «النخبة الشبوانية» المزيد من القوات من شبوة وأبين لاقتحام مديرية مرخة السفلي في شبوة، رداً على صفعة الجمعة الماضي التي لم تكن تتوقعها تلك القوات، وهي التي لم تُقم للقبيلة الشبوانية أي اعتبار على مدى عام من دخولها شبوة، وفق صفقة بين الجانب الإماراتي وقيادات في تنظيم «القاعدة» بوساطة قبلية.
برغم انكشاف تفاصيل الصفقة التي مكنت تلك القوات من التوغل في ثاني أكبر محافظة نفطية في اليمن، إلا أنها لا تزال تستخدم الإرهاب ذريعة لتمرير مشروعها التوسعي في المحافظة.
مصادر قبلية في هجر مرخه بشبوة، أكدت لـ«العربي» أن قائد قوات «النخبة الشبوانية الموالية للإمارات سالم البوحر، يبعث بأكثر من رسائل تهديد بين فترة وأخرى باجتياح هجر مرخه السفلي ومرخه العليا بكامل قراها ومناطقها، وفرض السيطرة بالقوة خلال الأيام المقبلة».
ووفقاً للمصدر القبلي، فإن «آل السادة المحضار يدركون ذلك، ولا يزالون في حالة استنفار استعداداً لأي مواجهة محتملة مع النخبة الشبوانية، ومطارح ال السادة تستقبل المزيد من المتضامنين معها».
خسائر معركة هجر مرخه
الشيخ أبو العز المحضار، أحد مشائح ال السادة في مرخه بشبوة، اعتبر أن «ما حدث في الهجر جاء نتيجة لانبطاح الكثير من القبائل الشبوانية أمام تلك القوات، وهي التي لا تمثل شبوة، حتى وإن كان منتسبيها من أبناء المحافظة، بل تنفذ أجندة للإمارات المحتلة على حساب المحافظة».
وكشف خلال حديثه إلى «العربي» عن مشاركة عدد من القبائل في معركة فجر الجمعة، والتي استمرت سبع ساعات من دون توقف»، مؤكداً أن «الحملة العسكرية المباغتة التي نفذتها قوات النخبة الشبوانية فجر الرابع من الشهر الجاري، كانت مكونة من 12 طقماً (آلية عسكرية) تحت ذريعة إلقاء القبض على أحد العناصر التي تتهمه بالإرهاب في المنطقة، وهو عبيد الله المحضار».
ويوضح المحضار أنه «في تمام الساعة والنصف فجراً اقتحمت القوات منطقة الهجر، وباشرت بإطلاق النار بمختلف الأسلحة تجاه منازل المواطنين في محاولة منها لإثارة الرعب في نفوس السكان وإخضاعهم لقوة السلاح»، مشيراً إلى أن القوات «حاولت اقتحام منازل المواطنين ورفضت كافة المساعي التي بذلت لإخراج الأطفال والنساء من البيوت، ووضعت الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما السماح بانتهاك الحرمات، أو المواجهة، فكانت المواجهة هي الخيار الأنسب للدفاع عن الأعراض».
ولفت إلى أن «قبائل السادة ال محسن استطاعوا في أقل من ساعة استهداف 6 أطقم بمن فيها من تلك القوات، واغتنمت أربعة أطقم أخرى بما فيها من سلاح وذخائر، ولكن قوات النخبة عززت تلك القوات بقرابة 14 طقماً مع مطلع فجر الجمعة، وبعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين لسبع ساعات متواصلة، استدعت خلالها قوات النخبة الطيران الإماراتي لنجدتها قبل أن تنسحب»، مضيفاً «قتلى تلك القوات ليس قائد الحملة وعدد من مرافقيه كما تداولت وسائل الإعلام، بل بلغ عدد قتلى وجرحى قوات النخبة الموالية للإمارات 37، هم 23 قتيلاً و14 جريحاً، كما تم أسر جنديين اثنين، أطلق سراحهما بعد تدخل وساطة قبلية لدى الساده ال محسن، كما قتل 9 من قبائل ال السادة بينهم طفل، قتلوا بطيران الأباتشي الإماراتية، كما أن هناك عدد من المصابين من أبناء القبيلة».
مرخه لا تقبل الغزاة
لم تنته حالة التوتر بين قبائل السادة ال المحضار وال محسن في قرية هجر مرخه بوصول اللجنة المشكلة من وزير الداخلية في حكومة «الشرعية» المهندس أحمد الميسري؛ فاللجنة المكونة من 3 ضباط يحملون رتباً عليا، يرافقهم فريق فني من البحث الجنائي في عدن، غادرت مطارح قبيلة السادة في هجر مرخه أمس الأول بعد لقائها بعدد من القادة القبليين، اللذين أكدوا تمسكهم بحق الدفاع عن أطفالهم ونسائهم وابنائهم، وعبروا عن رفضهم المطلق لأي محاولات قد تقوم بها أي قوات غير وطنية إلى مناطقهم، مطالبين اللجنة التي بلغت نفقات نزولها الميداني 40 مليون ريال يمني، بتوفير الحماية وضبط الأمن أو الاستقالة.
تهور غير محسوب؟
سالم بن علي، أحد أبناء قرية الهجر، اعتبر خلال حديثه إلى «العربي» أن «ما حدث جريمة منظمة ضد أبناء السادة، جاءت لنتيجة تحريض مسبق واتهامات بتقارب السادة مع الحوثيين»، مؤكداً أن «الحوثيين لم يتجرأوا على اقتحام مرخة خلال العامين 2015م ـ 2016م، ولكن النخبة الشبوانية تهورت ولم تضع لخصوصية مرخة القبلية الأصيلة أي اعتبار.
وأشار إلى أن «بريطانيا التي كانت لا تغيب عنها الشمس تجنبت اقتحام مديرية مرخة، واسبرطة الصغيرة الممثلة بدويلة الإمارات حاولت اقتحامها فحدث ما حدث، وفي حال العودة مرة أخرى ستواجه قبائل مرخة تلك القوات التي يقودها مراهقون، وقد يتوسع الأمر لمواجهة شاملة».
قتلى النخبة
«العربي» حصل على إسمي الأسيرين الذين وقعا في قبضة مسلحي قبيلة السادة ال محسن في هجر مرخة، والذين أفرج عنهما لاحقاً، وهما: صالح عوض باداس، ومحمد أحمد باقطمي الحميري. كما حصل على أسماء 14 قتيلاً من قوات «النخبة» وعلى رأسهم القائم بأعمال قائد محور بلحاف جلال صالح بن عجاج، وأحمد سعيد محمد باوزير، وخالد عبدالله بامحرز، وعلي خالد علي بارحمة، وسعد سيود المعاق الحكومي، ومحمد مبارك علي باراس، وعلي عبدالله علي الديولي، ومبارك محمد بلعيد لكسر، وصالح بوبكر السليماني المطهافي، وحميد ناصر علي باعشن، وعوض علي عوزر باعوضة، ومبروك سعيد علي النعماني، وعبد الكريم عوض، وحمودي بله .
العربي