بن دغر وبن حبتور ضدان لا يلتقيان !!!
أنور الصوفي
لا أكاد أصدق ما أراه بأم عيني ، فلا تزال ابتسامة بن دغر بجانب علي عبدالله صالح وهو يتحدث عن حرب 94 والمخارج التي حددها للانفصاليين حسب زعمه ، وبن دغر ابتسامته تكاد تمزق وجهه ، وكأنه ليس معنياً بالكلام بالرغم أنه كان أحد جماعة 94 الذين يقصدهم صالح ، إلا إذا كان الرجل يمكر بصالح الذي لطالما مكر بالكثير ، فكانت هذه الابتسامة مجرد جواز عبور حدود الشمال نحو الجنوب ، وبالفعل فبهذه الابتسامة عبر بن دغر نحو الجنوب وأصبح رئيساً لحكومة الشرعية ، وترك صالح وهذيانه ، فهل هذه هي الحقيقة أم أن الرجل له غرض آخر ؟
المعنى في بطن بن دغر ، ومما أصابني بالحيرة كذلك ، موقف بن حبتور الذي كان يطل علينا من على شاشات التلفزة ، ويمجد هادي ، وينعت صالح بالمدعو والمخلوع ، وبين عشية وضحاها تحول بن حبتور إلى صفوف الانقلابيين وأصبح رئيساً لحكومة الانقلابيين ، فهل كانت تصريحات بن حبتور بمثابة تحرير شيك لشفط الملايين من خزينة هادي ، وهذا ما حصل بالفعل ، أم أن الروح الوطنية قد استفاقت بداخل بن حبتور نتيجة للغزو السعودي لليمن ، كما قال عبدالعزيز صالح بن حبتور ؟
المعنى كذلك في بطن بن حبتور .
لقد ذكرتني مواقف المبتسم بن دغر ، والمكشر بن حبتور بحال النجوم الكبار الذين يلعبون مع أحد الأندية الأوربية ويخلصون لها ثم ينتقلون إلى نادٍ آخر ويخلصون له أيضاً ، فبن دغر كان مخلصاً لصالح حتى تلقى عرضاً أفضل في فريق هادي ، فترك صالح الذي لطالما تركه على دكة البدلاء ، وانتقل إلى فريق هادي الذي جعله اللاعب رقم واحد في فريقه ، وعندما تلقى بن حبتور عرضاً مغرياً من نادي صالح والحوثي للاحتراف معهم ، اشترط أن يقود الفريق في دوري المحترفين ، فجاءت المواففة ، وترك بن حبتور فريق هادي وانتقل نحو الشمال ليقود فريق صالح والحوثي ، فهل يا ترى سيعود بن دغر لعشه الأول ، ويترك بن حبتور عشه الثاني ؟
هذا ما سنشاهده في مرحلة الانتقالات القادمة لنجوم السياسة اليمنية .
لقد أثبتت الأيام أن بن دغر وبن حبتور ضدان لا يلتقيان فعندما جاء بن دغر إلى عدن تركها بن حبتور ، وكذلك عندما جاء بن حبتور إلى صنعاء كرهها بن دغر ، وعندما لعن بن حبتور الزعيم الصالح ابتسم له بن دغر ، وعندما خذل بن حبتور هادي ، نصره بن دغر ، ولا يلتقي الرجلان إلا في نقطة واحدة وهي أن كل واحد منهما قد غدر بصاحبه ، فبن دغر غدر بصالح ، وبن حبتور قد غدر بهادي ، ولكن غدر بن دغر كان أهون من غدر بن حبتور لأنه كان يبتسم لصالح فقط ، أما بن حبتور فقد كان يمني هادي بالانتصار ، وفي الأخير حاول اغتيال هادي كما صرح بذلك هادي نفسه ، فبن دغر أليف يبتسم – فحسب – وبن حبتور ، والرجلان أصبحا رئيسا وزراء لدولة تتلاطمها المناكفات فصنعاء عاصمة سياسية وعدن عاصمة مؤقتة ، والبنك في عدن ، وقاعدة البيانات في صنعاء ، والرؤساء جماعة الكل يعرفهم ، والحوار في جانب والقضايا الرئيسة في حانب آخر ، فأم القضايا قضية الجنوب تُناقش على استحياء ، وبن دغر مبتسم ، وبن حبتور مكشر ، والرجلان ضدان لا يلتقيان إلا في الغدر .