استوكهولم وأبوظبي في مرمى سهام تولر «الشرعية»
الجنوب اليوم | العربي
دخل السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، على خطّ السجال الحاصل بين طرفي اتفاق السويد، معلناً انحيازه إلى جانب «الشرعية»، محمّلاً «أنصار الله» مسؤولية المماطلة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في استوكولهم.
سهام تولر التي طالت صنعاء، لم توفّر استوكهولم وبنوده، كما أنها طالت أيضاً أبوظبي وفريقها السياسي والعسكري – الأمني في عدن.
اعتراض في صنعاء
تصريحات تولر الأخيرة، وضعتها صنعاء في إطار الانحياز الكامل لفريق السعدودية في اليمن. وقالت مصادر سياسية في صنعاء لـ «العربي» إن «تصريحات تولر الأخيرة من عدن لا تنفصل عن المسار الذي افتتحه وزير الخارجية البريطاني جيريي هانت من عدن نفسها، محمّلاً صنعاء مسؤولية عدم تنفيذ اتفاق استوكهولم المتعلق بالحديدة».
وبعد نحو 3 أشهر على الإعلان عن اتفاق السويد، ترى مصادر صنعاء أن التوجّه لدى الإجارة الأمريكية وفريقها الإقليمي والداخلي، واضح لجهة «إعادة التصعيد من جديد لخلق الأوراق تمهيداً لفرض وقائع جديدة».
وتؤكد هذه المصادر على أن «ما لم تستطع قوى العدوان تحصيله عبر المواجهات الميدانية في الجبهات، لن يُسمح للضغوطات السياسية في تحصيله».
وفي السياق، علّق عضو المكتب السياسيّ لـ«أنصار الله»، علي القحوم، على تصريحات تولر، وقال في تصريح إنَّ «تصريحات السفير الأمريكي من عدن مؤشر واضح على التوجه الأمريكي للتصعيد في الحديدة، في الوقت الذي سبقه موقف البريطاني في هذا الاتجاه».
وأشار إلى أن تصريحات تولر «تعتبر دليلاً واضحاً على أن الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي هم رأس حربة في العدوان على اليمن، وما الإماراتي والسعودي إلا أدوات قذرة تنفذ المشروع في اليمن والمنطقة وهي ضوء أخضر على التصعيد».
واعتبر القحوم أن السفير الأمريكي «يسوق الافتراءات والأكاذيب حول اتفاق الحديدة على الرغم من أن الاتفاق واضح وموقف القوى الوطنية جلي ومعلن في الحرص على السلام وقد نفذت خطوات أحادية على الأرض، ما يثبت أن قوى العدوان هي من تعرقل وتماطل في تنفيذه وتخترق وقف إطلاق النار وتصعد عسكرياً».
… وترحيب في عدن
في المقابل، تقول عدن إن مواقف السفير الأمريكي الداعمة لـ«الشرعية» ورؤيتها لتنفيذ اتفاق السويد «أتت منسجمة مع المواقف المعتادة للإدارة الأمريكية، ودول التحالف وعلى رأسها السعودية، في دعم الموقف اليمني الرسمي والشرعي والمستند على قرارات مجلس الأمن وتوصيات المؤتمرات الدولية الخاصة بأزمة اليمن».
تتهم مصادر في «الشرعية» حركة «أنصار الله» بـ«التخلي عن اتفاق استوكهولم والسعي لمواصلة القتال عبر التعزيزات العسكرية التي تستقدمها الحركة إلى الحديدة».
وكان المتحدث باسم «الشرعية» راجح بادي، قال إن «أنصار الله» تتنصّل من اتفاق وقف إطلاق النار، وتدفع الوضع باتجاه القتال مجدداً.
وقال إن «الحوثيين تخلوا رسمياً عن اتفاق ستوكهولم من خلال التعزيزات العسكرية وشن الحروب».
تفسيرات متناقضة
وتأتي مواقف السفير الأمريكي الأخيرة بعد إعلان المبعوث الأممي مارتن جريفيث، نيته تقديم خطة جديدة في شأن عملية إعادة الانتشار في مدينة الحديدة، والتي لا تزال متعثرة إلى الآن. إذ أشار إلى أنه «عقب مناقشات بنّاءة مع الجانبين، تم إحراز تقدم باتجاه التوصل إلى اتفاق لتطبيق المرحلة الأولى من عمليات الانسحاب»، مضيفاً إنه «سيتم تقديم التفاصيل العملانية إلى الأطراف في لجنة تنسيق الانسحاب للمصادقة عليها قريباً»، متابعاً أنه «يتطلع إلى المصادقة السريعة على الخطة».
إلا أن إعلان جريفيث هذا، واجهته «الشرعية» بموقف لعضو وفدها المفاوض عسكر زعيل، قال فيه «إنكم كمن يحرث في البحر… وما سمّيتموه تقدماً ملموساً في تنفيذ الاتفاق أصبح سراباً».
التناقض في المواقف بين «الشرعية» وجريفيث، سببه الأساسي التناقض الفاضح بين «الشرعية» و«الإنقاذ» في تفسير بعض بنود الاتفاق، خاصة ما يتعلق بإعادة انتشار القوات في الحديدة.
فقد نصّ الاتفاق على أن تدير «قوات محلية» ميناء الحديدة الرئيس وميناءي الصليف ورأس عيسى، وهو ما تؤكد «الشرعية» على أن تلك القوات يجب أن تتبع لها، فيما ترى صنعاء أن القوات الموجودة بالفعل على الأرض الآن هي قوات تتبع لها.
شمال وجنوب؟
مواقف تولر لم تطل فقط ما يتعلق بالحديدة والصراع القائم بين «الشرعية» و«الإنقاذ».
مصادر جنوبية قالت لـ«العربي» إن «ما يتعلّق بالجنوب في الموقف الأمريكي الأخير أتى ليدعم الشرعية المدعومة من السعودية على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي وباقي الفصائل الداعية لانفصال الجنوب، والمدعومين من الإمارات».
وشدّد السفير الأمريكي من عدم بالأمس على حرص بلاده على وحدة اليمن واستقراره، مؤكداً على أن بلاده لا تدعم الجماعات التي تسعى إلى تقسيم اليمن.
وفي هذا السياق، قالت المصادر الجنوبية إن «مواقف تولر فُهمت هنا في الجنوب على أنها دعم مطلق لقراءة السعودية للملف اليمني، خصوصاً وأن الرياض وأبوظبي ليستا على وفاق كامل في ما يتعلّق بكثير من التفاصيل اليمنية، ومنها ما يختصّ بوضع حدّ للحرب الدائرة في اليمن».
(العربي)