منبر كل الاحرار

صلاح السقلدي: لهذه الأسباب كان الصدام العسكري بمدينة تعز ومحافظات يمنية أخرى بين أجنحة الطرف الذي تقوده السعودية متوقع الحدوث

الجنوب اليوم | صحافة

 

صلاح السقلدي – رأي اليوم

 

مساء الأثنين الماضي دخلتْ الحرب باليمن عامها الخامس دون أية مؤشرات تدل على وضع أوزارها أو غلبة عسكرية لطرف من طرفي الصراع ، برغم التفوّق العسكري الواضح والتأييد الدولي الهائل الذي يحظى به الطرف الذي  يمثله التحالف السعودي الإماراتي والسلطة اليمنية المعترف بها وباقي الكيانات الأخرى المنضوية تحته،على الطرف الآخر “الحركة الحوثية وقوات وحزب الرئيس اليمني السابق صالح”. فبعد أربعة أعوام حرب دامية أتت على كل شيء – تقريبا- لم يتوقف الأمر عند هذا المستوى من البؤس والدمار ومن طول أمد الحرب وتبعاتها، ولا عند مستوى انسداد أفق التسوية السياسية بين طرفي النزاع- برغم الجهود المضنية التي تقوم بها الأمم المتحدة- بل يتجاوزه  اليوم الى خلافات حادة بين أجنحة الطرف الذي يقوده التحالف السعودية والإمارات وصلت الى صدامات عسكرية دموية بعدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة أجنحة هذا المعسكر، كانت – وما تزال حتى كتابة هذه السطور- أشدها ضراوة وأكثرها قتلى وجرحى  في وسط البلاد بمدينة تعز ومحيطها، بين قوات حزب الإصلاح وبين جماعات سلفية جهادية يقودها الشيخ السلفي أبو العباس المدعوم إماراتيا وسعوديا برغم أدراجهما له قبل عامين على قائمة الإرهاب-.

فهذه الصدامات العسكرية الشرسة التي تعم كثير من المناطق هي نتيجة متوقعة الحدوث منذ بداية الحرب نظراً للخليط المتنافر لمكونات هذا المعسكر الذي سلقته السعودية على عجل عشية إعلانها عاصفة الحزم باليمن مساء 26أذار مارس 2015م، ونتيجة منطقية لما آلت إليه مؤخراً العلاقة بين أجنحة هذا المعسكر,نقصد: التحالف السعودي الإماراتي والقوى والتشكيلات الأمنية والعسكرية والجهادية السلفية الشمالية والجنوبية الموالية له من جهة،وبين حزب الإصلاح” اخوان اليمن” المسنود ‘إعلاميا من قطر من جهة أخرى من حالة انعداما للثقة واشتداد الخصومة، ومن حالة الريبة  التي تتملك هذه الأجنحة من بعضها…ضاعفتْ الأزمة الخليجية بين دولة قطر وكل من السعودية والامارات ومصر والبحرين من جهة أخرى  مِــنْ حِدة هذا الخلاف  داخل هذا المعسكر ، عكس هذا الوضع  نفسه على سير المعارك بجبهات القتال التي جرّاء ذلك  تقاعس واضح من طرف التحالف وأعوانه، استفادت منه قوات حكومة صنعاء. فالإمارات لم تعد تسعى الى بلوغ صنعاء وإسقاط المحافظات الشمالية التي تحكمها الحركة الحوثية خشية من أن يستحوذ إخوان اليمن على الوضع هناك في ظل فشل التحالف بإنشاء قوة عسكرية وسياسية موالية له على غرار ما نجح به بالجنوب… كما أن السعودية تتوجع بصمت جرّاء حرب الاستنزاف البشري والمادي باهظ  الكُــلفة في حدها الجنوبي برغم استعانتها بالمقاتل اليمني والجنوبي بالذات. وبالمقابل بدأ حزب الإصلاح يجأر بالشكوى  بصورة واضحة- قياسا بما كان قبل عامين – من نكوص التحالف  عن أهدافه المعلنة من هذه الحرب ” عاصفة الحزم”، ومن التحشيد العسكري  الإماراتي  السعودي المكثف في محافظات المهرة وسقطرة  الذي يرى فيه الإصلاح احتلالاً خليجيا وأطماع توسعية واضحة.

وعطفا على هكذا وضع مضطرب داخل هذا المعسكر الهجين، وعلى هكذا علاقة مفككة داخله وانحدار حالة الثقة داخله المعسكر الذي صار كل جناح داخله يتحيّــن للفرصة السانحة للانقضاض على الآخر انقضاضا نهائيا، وعلى حرص القوى الدولية الكبرى على تسعير الحرب التي تمثل سوق سلاح مزدهرة، وحرص هذه القوى على كبح كل المساعي الدولية لوقفها ، فلا غرو أن نرى هذا الصدام الذي بلغ مرحلة كسر العظم،كمرآةٍ يمنية عاكسة  لصورة الصراع الإقليمي والدولي بالمنطقة الذي يتخذ من اليمن ساحة له.!

رأي اليو

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com