الاستغلال الإماراتي للمساعدات الإنسانية في اليمن.. صورتان تثيران سخطاً واسعاً
الجنوب اليوم | المصدر أونلاين
تهتم الإمارات وعبر الهلال الأحمر الإماراتي بصورة لافتة جداً على استغلال المساعدات الإنسانية التي تقدمها في المحافظات المحررة لكسب ولاءات المواطنين مستغلين بذلك الحاجة التي فرضتها وطال أمدها بصورة جعلتها مجال استثمار للأطراف التي بيدها القرار.
ورغم أن المساعدت الإماراتية تقتصر على جوانب رمزية إلا أنها تستغلها إعلامياً بصورة مستفزة وهذا ما فعلته صورتان تداولهما نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي خلال اليومين الفائتين.
وحيث تحضر المساعدات الإماراتية تغطي المكان أعلام الإمارات ورموز قيادتها لدرجة التغطية على كل ما يرمز للدولة اليمنية.
فعشرات المدارس الحكومية قامت الإمارات بطلائها ووضع لمسات ترميمية في المقابل ملأت جدرانها بالأعلام الإماراتية وصور وشعارات تمجيد لقادتها.
يوم أمس، تداول نشطاء على مواقع التواصل صورة لافتتاح الإمارات ثانوية بمحافظة شبوة أسمتها “ثانوية الإمارات” خلت من كل ما يدل على أنها في محافظة يمنية حيث امتلأت واجهتها بالأعلام الإماراتية ورفع علمها على قصبة العلم اليمني بوسط ساحة الثانوية.
كان من الصعب على المتابع اليمني تصديق أن هذه الثانوية بمدينة يمنية لولا حضور مسؤولين بالمحافظة لافتتاحها.
أثارت القضية سخطا كبيرا في أوساط الناشطين الذين استنكروا صمت الحكومة عن ممارسات الإمارات الهادفة لمحو الولاء للوطن اليمني.
المحلل السياسي ياسين التميمي علق في صفحته بالفيسبوك على صورة الأعلام الإماراتية بثانوية شبوة بالقول: ما هكذا تورد الإبل يا حكومة الشرعية، المساعدات التي تنطوي على نية لإلغاء الدولة اليمنية وجرف رموزها وفي مقدمتها العلم والشعار ، فلا يحتاجها الشعب اليمني، لأنها شكل من أشكال انتهاك السيادة.
وأضاف: الذين سيجتمعون كل صباح في ساحة هذه المدرسة بدون “علم” و “شعار” يربطهم ببلدهم وجمهوريتهم سيعانون من أزمة هوية.
وفي محافظة سقطرى، تداول نشطاء صورة للمندوب الإماراتي هناك المعروف ب”خلفان المزروعي” يقوم فيها بتوزيع مبلغ مالي زهيد على أطفال الجزيرة السياحية بصورة مهينة من خلال اصطفافهم بطوابير طويلة ليحصل كل منهم على ألف ريال يمني (أقل من دولارين).
مثلت الصورة أنموذجاً لسعي الإمارات للتغلل في نفوس الأطفال وتثبيت ولائهم للإمارات بعد قطعها شوطا في تشكيل مليشيا مسلحة بالمحافظات المحررة تدين بالولاء الطلق لها بعيدا عن الدولة اليمنية.
واعتبر نشطاء توزيع المال على أطفال جزيرة سقطرى في طوابير ممتدة إهانة لسكان الجزيرة وإظهارهم كمتسولين متلهفين لحفنة من الريالات. حيث شن الإعلامي أحمد بلحاف عضو لجنة الإعلام باعتصام المهرة هجوماً استهجن فيه استغلال الإمارات لظروف المواطنين في سقطرى.
وأشار بلحاف، في منشور بحسابه على فيسبوك إلى أن الإمارات أصبحت واضحة في لعبة الاستحواذ على سقطرى اليمنية مستغلة وضع المحتاجين من الأسر السقطرية.