“الإمارة الثامنة”.. سقطرى اليمنية تحت الاحتلال الإماراتي
الجنوب اليوم | متابعات
دفعت أبو ظبي بتعزيزات عسكرية إلى محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية في بحر العرب، في تصعيد جديد للسيطرة على الحزيرة الاستراتيجية. ودفعت ب300 مقاتل ضمن ما تسمى بوحدة “الحزام الأمني”، وسط تنديد من الحكومة اليمنية التي اعتبرته محاولة إماراتية لاحتلالها والسيطرة عليها. ووفق سكان ومراقبين فإن قوات الإمارات تتصرف في سقطرى كما لو أنها جزء من أراضيها، مما يعتبر إهانة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا. ودخلت أبوظبي في بادئ الأمر تحت العمل الإغاثة الإنسانية، لكن ذلك استخدم كغطاء من أجل بسط نفوذها، وباتت تمتلك معسكراً ضخماً وميناء عسكري خاص إلى جانب سجون سرية. الأهمية الإستراتيجية للجزيرة، التي تقع في نهاية خليج عدن وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي، وبالقرب من خطوط التجارة العالمية، جعلها محل أطماع القوى الخارجية، كما شكلت عُمقاً إستراتيجياً عسكرياً واقتصادياً للعديد من القوى الدولية، خلال التاريخ القديم والحديث. وبحسب العقيدة العسكرية الأمريكية، فإن من يسيطر على هذه النقطة على وجه الخصوص يحكم قبضته بصورة كبيرة على البحار السبع الرئيسية في العالم، انطلاقًا من المحيط الهندي ومن باب المندب وبحر العرب، لذا كانت الجزيرة محط أنظار القوى الدولية منذ عشرات القرون وحتى الوقت الراهن، ففي 1893 احتلت القوات البريطانية أرخبيل سقطرى لضمان تجارتها حول العالم، كذلك البرتغاليون في عام 1507 لاستمرار نفوذهم البحري في المحيط الهندي وشرق آسيا بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح عام 1488. بداية الوجود في فبراير/شباط 2016 عقد خالد بحاح رئيس الحكومة نائب الرئيس -في ذلك الوقت- مؤتمراً صحفياً في الجزيرة إلى جانب الهلال الأحمر الإماراتي؛ مُعلناً عن توقيع عقود مع الجهة الإماراتية لإعادة إعمار جزيرة سقطرى؛ بعد حوالي 40 يوماً من هذا المؤتمر الصحافي تم إقالة “بحاح” من منصبيه؛ وكانت تلك الإقالة سبب توتر العلاقات بين أبوظبي والرئيس عبدربه منصور هادي. وفي مايو/أيار2018 مع تصاعد الأزمة بشأن الجزيرة بين الإمارات والحكومة اليمنية، نفى خالد بحاح أنّ يكون قام بتأجير الجزيرة للإمارات لمدة (99) عاماً. قبل شهر من توقيع الاتفاقية مع الهلال الأحمر الإماراتي تحدث وزير السياحة- آنذاك- معمر الإرياني عن رغبة الحكومة في إيجاد شركة سياحية خاصة بسقطرى بالتعاون مع رجال أعمال من دول مجلس التعاون الخليجي، احتفت الإمارات على غير العادة بتلك التصريحات. لجأت أبوظبي لشراء الأراضي بعد أنّ تمت إقالة “بحاح”، وعينت الإمارات بعد ذلك أحد قادتها يدعى أبو مبارك المزروعي حاكماً على الجزيرة، وكان المزروعي يقوم بدفع مبالغ طائلة للسكان الفقراء لشراء أراضي في الجزيرة من أجل الاستثمار، وكان بعض السكان طمعاً في المال والخروج من دائرة الفقر يقوم ببيع أراضي في الجزيرة مع أن الحكومة حظرت بيع أراضي الجزيرة واعتبرتها غير قانونية. وأظهر مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مسؤولاً إماراتياً، يتحدث خلال اجتماع مع وجهاء وشخصيات من أبناء محافظة سقطرى اليمنية، وخلفه ترتفع صور قادة بلاده بما فيها صورة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. ووعد المسؤول الإماراتي الحاضرين بأن تكون سقطرى جزءاً من الإمارات، وقال إن أبناءها يستحقون الجنسية الإماراتية، بدون طلب منهم. جزيرة للشيوخ واستثمار يقوم المطورون العقاريون التابعون للإمارات ببناء الأسس لفنادق وشقق في الجزيرة، ويقوم مقاولون بالتعدي على المحمية الطبيعية في الجزيرة وتدمير البيئة الطبيعية لبناء فنادق وسط تلك المحمية الوطنية. في منحى لاستبدال الطبيعة الساحرة للجزيرة بكُتل الاسمنت ما قد يخرجها من قائمة التراث العالمي، إذ أن التوقعات في حال استمرار البناء بتدمير الجزيرة خلال 10 سنوات. وفق لائحة لاهاي 1907 فإن وجود قوات لدولة في أرض دولة أجنبية بدون إذن رسمي يعتبر إحتلال لتلك المنطقة بغض النظر عن سبب الوجود أو طريقته، ما دام أن أبوظبي سلبت القوة الشرعية لتمارس سلطتها ونفوذها. علاقة أسرية واندلعت أزمة بين الحكومة اليمنية وأبوظبي في مايو/أيار2018 عندما قامت الحكومة بزيارة الجزيرة ودفعت الإمارات بتعزيزات عسكرية تشمل دبابات ومصفحات للجزيرة في ظل وجود الحكومة ما استثارها واندلعت أزمة وصلت إلى مجلس الأمن وتدخلت السعودية التي توسطت إلى أن تتواجد قوات سعودية في الجزيرة، مقابل خروج القوات الإماراتية المستحدثة. الإمارات اعتبرت وجودها في سقطرى مشروعاً وقالت إنها علاقات أسرية! حيث كثر الحديث عن الأصول الإماراتية في سقطرى اليمنية، أحدثها ما تضمنته تصريحات مثيرة للجدل، أطلقها الباحث جمعة الجنيبي، يؤكد فيها على الأصول الإماراتية لسكان الجزيرة: “علاقتنا الاجتماعية بسقطرى، كعلاقة الأب بالابن، فهناك الكثير من القبائل الإماراتية التي سكنت الجزيرة، منها قبائل الشامسي والمزارع والرميثي والجنيبي والحميراني والناصري والعوامر والشحي والشعفار والسويدي، وغيرها من القبائل التي لاتزال مساكنها وأبناؤها، موجودين بسقطرى حتى اليوم”. وكان وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش قد نشر منشورا على حسابه في موقع تويتر قائلا: «البعض مؤخرا تذكر جزيرة سقطرى للطعن في التحالف العربي بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة .. لدينا علاقات تاريخية مع أسر وشعب سقطرى.» لم تمر دون تعليق العاصمة العمانية “مسقط” عليها، فبحسب تقارير إعلامية، دافع الدكتور إسماعيل الأغبري عضو مجلس الدولة العماني عن الوجود العماني القديم في الجزيرة، من خلال حديث له لإحدى الإذاعات المحلية:”إن العمانيين في سقطرى متواجدون منذ ما قبل القرن السادس الهجري، ولا يمكن الجدل بشأن الجذور الضاربة للقبائل العمانية في الجزيرة، عمان واليمن كانتا دولتين أصليتين في الجزيرة العربية، وما عداهما يعد محدثاً”.
اليمن نت