ليلة سقوط عدن تحت سيطرة نظام7/ 7 .(تقرير)
الجنوب اليوم | خاص
خمسة وعشرين عاماً مضت على ليلة سقوط عدن تحت سيطرة عصابة آل الأحمر الدموية التي لاتزال تتواجد في الجنوب وتهدد مرة أخرى باجتياحها، فأمير حرب صيف عام 1994 الجنرال الدموي علي محسن الأحمر وشريكة الإصلاح التكفيري الذي إستعان بفتاوي دينيه لقتل أبناء الجنوب واحل نهب كل مقومات الحياة في الجنوب من أموال وممتلكات خاصة وعامة ، يتواجدون اليوم في الجنوب تحت ذريعة الشرعية الوهمية بل يحكمون من قصر المعاشيق ويتوعدون بعقد جلسات برلمان نظام 7/7 في عدن وهو ما يعكس الاستفزاز الذي يواجهه شعبنا الجنوبي من تلك العصابات الدموية التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق شعبنا الجنوبي الصامد في ذكرى سقوط عدن .
فقادة حرب صيف 1994 الدموية تتواجد اليوم في الجنوب بقوة التحالف بالإضافة إلى وجود أولاد عفاش في عدن والذين يديرون معسكرات كبيرة برعاية أبوظبي في تحدي واضح لكافة أبناء الجنوب، وكما يبدوا ان المحتلين الجدد والقدامى اتفقوا على إنتهاك الجنوب ومصادرة قضيته العدالة ، فالسعودية التي ساعدت القوات الجنوبية بقوات عسكرية ضخمة لمواجهة نطام 7/7 تقف اليوم مع ذات النظام ، بل دفعت بقوات ضخمة الشهر قبل الماضي إلى سيئون للترتيب لعقد جلسات برلمان 7/7 ، وهو ما يؤكد أن التحالف ونظام الاحتلال الذي يحمل اليوم شعار الشرعية كما كان في ذكرى إحتلال عدن يحمل شعار الشرعية الدستورية .
اليوم تطل علينا الذكرى الخامسة والعشرين 7/7 لتذكرنا بعدالة القضية الجنوبية وأحقية شعبنا الجنوبي بطرد كافة قوى الاحتلال السابقة واللاحقة، فباسم إستعادة الشرعية الدستورية أحتل نظام 7/7 عدن والجنوب قبل 25 عام واليوم يتم فرض استعمار من قبل الإمارات تحت ذريعة إعادة شرعية نفس النظام الذي يرأسه أحد أمراء تلك الحرب الظالمة الذي قاد المواجهات من البيضاء واسقط أبين حينذاك وقتل المئات من أبناء الجنوب .
اليوم تتواجد قوات نظام 7/7 تحت مسمي قوات هادي وجنرال الموت على محسن وحزب الفتاوي والتكفير الإصلاح في مختلف انحاء الجنوب ، وما يحدث من استعمار جديد لعدن من قبل الإمارات لم يكن سوى مؤامرة مع جنرال الحرب السابق عبدربه منصور هادي والرئيس الحالي المنفي خارج البلاد ، فهادي الذي وقف ضد الجنوب وفي صف صالح وسخر كل قدراته حينذاك لأسقاط محافظة أبين والتقدم نحو حضرموت ليقدم الجنوب بصحن من ذهب للرئيس السابق على عبدالله صالح الذي عينه لفترة مؤقته وزيراً للدفاع خلفاً للواء هيثم قاسم طاهر الذي أصبح هو الأخر اليوم قائد عسكري يقاتل من أجل إعادة الشرعية التي حاربها قبل 25 عام ، فالرئيس هادي الذي سلم رقاب الجنوبيين لقوات النظام في الشمال وأدخلهم إلى قاعدة العند الجوية الذي كان قائدا لها ومسئولا عليها ضمن صفقة أوصلته إلى سدة الحكم كوزيراً للدفاع بعد إنتهاء حرب صيف 94 واجتياح الجنوب في تاريخ 7/7 من نفس العام ليتبوأ بعدها مباشرة منصب نائب رئيس شرفي لا صلاحيات له ولا مهام بل نائباً للرئيس لم يعينه مجلس النواب كما كان يفترض وانما عينه صالح لنفسة بقرار منه ، مع وقف كافة الصلاحيات ,
وهاهم أبناء الجنوب اليوم وبعد مرور25 عام من الزمن يجدون أنفسهم تحت وصاية الجلاد نفسه والأدوات ذاتها وأن تغيرت الوجوه ، ولايزال الجنوب يتجرع منذ 25 عاماً ويلات تلك الحرب وتداعياتها من عبث وفساد ونهب واستحواذ على السلطة بالقوة من قبل نظام عفاش الذي سقط في صيف عام 2011م في الشمال، إلا أن نظام 7/7 لايزال قائماً حتى اللحظة في مختلف محافظات الجنوب فهادي وعلي محسن الأحمر وقيادات الفيد عادوا اليوم إلى الجنوب بأقنعة أخرى وتحولوا إلى أدوات لدول وحكومات أخرى كدولتي السعودية والإمارات وبذريعة الحرب على الحوثيين واستعادة شرعية نظام صنعاء، بينما الحوثيين يحكمون صنعاء وعدد من المحافظات منذ قرابة أربع سنوات.
الملفت أن التحالف العربي الذي يدعي دخوله اليمن لمساعدة اليمنيين وكذلك الإمارات التي إستخدمت الهمز واللمز ، ووعدت خلف الكواليس بمساعدة أبناء الجنوب على تحقيق مطالبهم العادلة، تقف اليوم موقف مضاد لأبناء الجنوب وقضيته العادلة ، ولعل الأدلة على ذلك كثيرة ومتمثلة بتأكيد الإمارات مراراً وتكراراً على التزامها بالحفاظ على الوحدة اليمنية ، ولم تذكر في أي لقاءات مع المبعوث الدولي لدى اليمن القضية الجنوبية من قريب أو بعيد ، وعوضاً عن ذلك سعت إلى تنصيب موالين لها والدفع بهم امام الرأي العام والمنظمات الدولية كممثلين للقضية الجنوبية ، وتحديداً رئيس وأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وأحمد بن بريك وغيرهم من القيادات الموالية لأبو ظبي والذي أثبتوا ولاء مطلق للجانب الإماراتي ، ويكشف ذلك الاتجاه الإماراتي لصناعة كيانات جديدة وتلميع شخصيات جديدة باسم الجنوب لتوجيه تلك القيادات التي لا ثقل لها في الجنوب ولأتمثل الجنوب وقضيته العادلة واي اتفاقات تصدر عنها لم تكن ملزمة لأبناء الجنوب ، لتمرير مخطط عبرها كالقبول باي حلول جزئية وتمريرها بقوة الإمارات العسكرية في الجنوب .
وبذلك الاتجاه عملت أبو ظبي على شق الصف الجنوبي وتحويل مكونات الحراك الجنوبي إلى مكونات متصارعة ومختلفة في الاتجاهات والأولويات، وهو ما حذرت منه قيادات جنوبية ودعت إلى توحيد الصف والكلمة لفرض حل القضية الجنوبية على المستويين المحلي والدولي.
وفي اتجاه مضاد تعمل الإمارات على تقديم الدعم السياسي والمالي والعسكري لأولاد الرئيس السابق على صالح الذين يعتبرون الحفاظ على الوحدة وصية لا يمكن التنازل عنه أوصى بها رئيس نظام 7/7 الذي رفع شعار الموت أو الوحدة، فمواقف الإمارات السياسية والدبلوماسية مع نجل الرئيس صالح أحمد علي عبدالله صالح أقوى من مواقفها تجاه الجنوب وقضيته في المحافل الدولية، حيث تقدم أبو ظبي دعمها بشكل علني لنجل صالح ونظام 7/7 بعكس الدعم الذي تقدمة للقضية الجنوبية والذي خفياً ودعماً عدمياً في الواقع.
في سبيل التحرر من استبداد نظام صنعاء ضحى الجنوب بخيرة أبنائه وقاوموا صالح ونظامه وواجهوا الظلم والتعسف والانتهاكات والقتل والاعتقالات بعدالة قضيتهم، ومنذ 2007م سقط المئات من شهداء الجنوب في سبيل القضية الجنوبية، ونجحو بسلمتيهم في إيصال رسالتهم إلى الأمم المتحدة وإلى مختلف اصقاع العالم، ورغم محاولات عفاش جر الحراك الجنوبي للعنف ليتسنى له الإجهاز علية بالقوة بذرائع متعددة، وعجز عنه صالح في انهاء سلمية الحراك الجنوبية وتفكيكه من الداخل تنفذه الإمارات اليوم لتستهدف بذلك القضية الجنوبية برمتها.
فما يجب أن تدركه الإمارات أن القضية الجنوبية جاءت من رحم المعاناة والظلم والإقصاء والتهميش الذي تعرض له أبناء الجنوب من نظام 7/7 ، وخرجت حركات التحرر في الجنوب المناهضة لذلك النظام المحتل من رحم الظلم والاستبداد ، ولكنها عادلة فقد التف الشعب الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه مقدماً الشهداء والجرحى في سبيل قضيته ولم يأتي بها الزبيدي وشلال وبن بريك ، فأي محاولات لوأد القضية الجنوبية ستفشل حتماً ، واي محاولات لإخضاع الجنوب للسيطرة الإماراتية المطلقة ستواجه بغضب الشعب الجنوبي الذي طرد بأراداته الصلبة المحتل البريطاني في ستينات القرن الماضي ,
فما تمارسه أبو ظبي اليوم في عدن لا يقل فداحة عنما مارسه نظام 7/7 ضد أبناء الجنوب بعد حرب صيف 94م ، وكما وقف الجنوب بأسرة ضد نظام صنعاء سيقف حتماً ضد الوجود الإماراتي .