شر البلية ما يضحك…أنظروا
الجنوب اليوم | صلاح السقلدي
هذه ليست المرة الأولى التي يذكّـــرنا فيها مستشار وزير إعلام شرعية برع “مختار الرحبي” وجماعته بأن أي قوات عسكرية لا تخضع لجيشه الوطني المزعوم هي مليشيات متمردة وأن القوات الجنوبية هي مليشيات متمردة على الدولة. مع أن الرحبي وجماعته لا ينفكوا بترديد عبارة: ( الشرعية تسعى لاستعادة الدولة من يد الانقلابين)،مما يعني هذا القول ليس فقط أنهم ليسوا دولة ولا يمتلكونها ،وليس فقط ايضاً أن الانقلابين هم من يمتلكون دولة باعتراف خصوصهم ، بل أن التشكيلات العسكرية التي تحت أمرت شرعية برع هي بالضرورة مليشيات خارج عن مظلة الدولة ومتمردة- هذا بحسب حُـــجتهم طبعا وتعريفهم للملشنة. فمن فمك أيدنك أيها المتحذلق.. فكيف تطالب بالانضواء تحت مظلة دولة في المشمس؟. يا لهُ من زمنٍ مضرج بالخداع والأكاذيب.
الطريف بالأمر أن هؤلاء وأحزابهم الذين كانوا سببا بتسريح الجنوبيين من الجيش والأمن خلال ربع قرن من الزمان يطالبونهم اليوم بأن يبقوا ضمن الجيش اليمني النظامي… فعلاً شر البلية ما يضحك.
على كل حال نعلم جيدا أن سخطكم ليس على عدم انضواء القوات الجنوبية تحت لواء دولتكم الضائعة بل الخلاف هو خلاف سياسي جذري, والهلع من فقدان الضرع الجنوبي, وإلا ماذا تسمي قوات الحشد الشعبي في تعز؟ وماذا بشأن مقاتلي حزب الإصلاح الذي تفاخرون بأنهم في الجبهات؟، فهل حزب يمتلك مقاتلين خاصين به فضلا عن اسلحة مختلفة العيار ليس مليشيات؟؟ هذا فوق ما كان وربما ما زال يمتلكه الحزب من عناصر مقاتلة باسم المجاهدين؟.لا تقول لي أن حزبكم لا يمتلك مليشيات، وإلّا فعليك تفسير قول رئيس الحزب محمد اليدومي غداة دخول الحوثيين صنعاء أن الإصلاح لن ينجر الى حرب وأنه سيحافظ على العاصمة صنعاء، أن كان هذا الحزب لا يمتلك قوات ومقاتلين يهتري بهم؟.
ثم هل جيشكم الوطني فعلاً وطنيا وهو ذات الصبغة الحزبية الواحدة؟ ويتلقى دعمه بالكامل من الخارج ويستلم توجيهاته ومرتباته واسلحته من خارج الحدود؟ – نعلم وتعلمون جيدا أن مسمى الجيش الوطني -وأن كان يحظى باعتراف خليجي وبدعم لا بأس به من الخليجيين- ليس أكثر من قوات تابعة لحزب الإصلاح، ويستخدم الخليجيون صفته و أسمه لغرض آني ولحاجة هي في نفوسهم كما يستخدموا مسمى الشرعية برمتها ، فالخليجيين يتوجسون ريبة من هذا المسمى بالجيش الوطني لمعرفتهم بولائه الحزبي المطلق, وخير دليل هو إحجامهم عن تسليحه بأسلحة ثقيلة ،باعتراف قيادات بهذا الجيش المزعوم. فهو جيش لا يعترف به المؤتمري ولا الاشتراكي ولا الناصري ولا غيرهم ، هذا فضلا عن عدم إعتراف الجنوبي والحوثي به. إذاً بأمارة ماذا يكون هذا الجيش وطنيا؟. مع العلم أن المؤتمر الشعبي العام وهو واحد من أكبر أحزاب الشمال يمتلك جيش خاص به أسمه قوات حراس الجمهورية، ولا يعترف بجيشكم الوطني الهلامي هذا، ولا بشرعيتكم من أساسه، ومع ذلك لم نسمع منكم توصيفا لهذه القوات بأنها مليشيات ومتمردة على دولتكم التي تبحثون عنها في جيب الحوثي، والسبب معروف.
نقرُّ بأن تأسيس القوات الجنوبية لم يكن تشكيلا مثاليا، وشابته أخطاء جسيمة لكنها تظل أفضل من غيرها من التشكيلات الأخرى, فهي أن أردت القول: أفضل السيئين، وقد انتقدنا هذا في آنه وسنظل نفعل ذلك حتى تسقيم الأمور جيدا، بعكس انسياقكم الأعمى وراء قياداتكم الحزبية، مع أنها أي القوات الجنوبية قوات تقوم بمهام عظيمة في ظل غياب النموذج المثالي والفراغ الناشئ وفي ظل بقاء العنصر الجنوبي مقصيٌ من المؤسستين العسكرية والأمنية منذ ربع قرن، فكيفي أنكم تسرقون انتصاراتها بالجبهات باسم جيشكم الكسيح, وأنها كانت وما تزال السد المنيع بوجه الجماعات الإرهابية، وقدّمتْ وما تزال في مضمار محاربة هذه الجماعات المتطرفة قوافل من التضحيات. أما مسألة أنها تتبع الإمارات، فهل بالضرورة أن تتبع قطر أو السعودية حتى ترضون عنها وتكون في نظركم وطنية عيار 24 قيراط؟، فلو افترضنا جدلا صحة أنها تتبع الإمارات تبعية عمياء بالمطلق، و أن هذا هو عيبها، فماذا بشأن الذي يتلقى الدعم من قطر والسعودية وتركيا وغيرها من الدول؟،فهل تلقي الدعم من الإمارات نقصيه وتلقيه من قطر والسعودية فضيلة؟. ثم لماذا لم نسمع منكم تصريحا حكوميا رسميا يعيب على الإمارات ذلك؟ بل على العكس من ذلك فما نسمعه من تصريحات رسيمة هي إشادات ومدائح وتملق مقزز للإمارات وللتحالف ككل، وأسأل وزير إعلامك الإرياني خبير المدح والقدح، و الذي انت مستشاره – بحسب علمي- ,ليس هذا فحسب بل أن شرعيتكم الفندقية لا تتورع بمعاقبة كل من يتعرض للتحالف وللأمارات بالذات باي نقد. وما اللواء خصروف عنا ببعيد. فإما أنكم بهكذا تصرف مضطرب ومرتعش جبناء أو كاذبون, والخيرة لك…
باختصار يا هذا، أنتم وجيشكم الكرتوني وشرعيتكم الشاردة لستم أكثر من خنثى سياسية بائسة، مثقّــلة بالخيبات والفشل تبحث عن شماعات لتعلقوا فوقها بلائكم وبلاويكم .!
(ومهما تـكن عند امْرِئٍ من خليقـةٍ× وَإِن خالها تُخفى على الناسِ تعلـمِ)
– صلاح السقلدي