قيادي جنوبي: اخوان اليمن يستعينون باخوان الكويت ضد الجنوب !
كتب أحمد عمر بن فريد: اخوان اليمن يستعينون باخوان الكويت ضد الجنوب !
قبل الخوض في المقال .. نود التأكيد بان جماعة الأخوان المسلمين لا تمثل دولة الكويت الشقيقة , ولا تعكس رأي الشعب الكويتي العظيم , ولن تتمكن من زعزعة مكانة الكويت الكبيرة في قلوبنا كجنوبيين .. الكويت بأنور رشيدها .. وفهد شليميها .. ومجموعة الاحرار الذي وقفوا مع الحق الجنوبي هم اقرب لشعب الجنوب من مجموعة الاخوان المحتكمة لتعليمات ” المرشد الأعلى ” ..!
وجهت في مراحل سابقة بعض الانتقادات للأعلام الجنوبي على خلفية توجيه حرابه تجاه حزب التجمع اليمني للاصلاح او جماعة الاخوان المسلمين من قبل بعض الأخوة من دول التحالف مستندين في ذلك الى أننا و ” هم ” اي الأخوان نخوض حربا مشتركة ضد عدو مشترك وهو تحالف ( الحوثي – صالح ) , وانه منطقيا يفترض ان توجه الجهود مهما كان نوعيتها تجاه هذا العدو المشترك بدلا من خوض غمار حرب اعلامية ” تراشقية ” لا طائل منها مع من يفترض ان نقف معهم على ارضية مشتركة لمعركة واحدة ضد عدو واحد .
هذا القول من الناحية ” المنطقية ” وحتى من الناحية الاستراتجية يبدو مقبولا وقادرا على الصمود , لكنه من الناحية العملية يبدو عسريا وصعب المنال , خاصة وقد اثبتت هذه الجماعة – جماعة الاخوان الملسمين – او حزب التجمع اليمني للاصلاح ان موقفهم تجاه ” قضية الجنوب ” يتساوى بجميع المقاييس مع موقف تحالف قوى ( الحوثي – صالح ) , بل انهم في بعض المراحل ذهبوا الى محطات عدائية كبيرة تجاه الجنوبيين حتى ليخيل للمرء المتابع وكأنما وان المعركة الحقيقية لهم ليست تجاه الحوثي او صالح بقدر ماهي مع قوى الحراك ومقاومتها الجنوبية !
واذا ما قدر لمتابع محايد رصد مواقف الاصلاح وعناصره تجاه الحراك الجنوبي , لتوصل دون عناء يذكر الى حقيقة اكيده تقول انهم لا يرون في الحراك الا عدو اكبر بكثير من العدو ” الافتراضي ” الذي يخضون معه معارك وهمية في اكثر من تبه وساحة ! بل ان مكائدهم المنظورة سواء على الصعيد الاعلامي او حتى على صعيد العمليات العسكرية تبثت هذه الحقيقة , ناهيك عن المواقف والمخططات غير المنظورة التي تحاك ضد الجنوبيين وقضيتهم الوطنية المقدسة !
في هذا الشأن من المؤسف جدا ان ” يتعصب ” الاصلاحي الجنوبي مع هؤلاء ضد ابناء بلده , بل ان هذا التعصب الأعمى يجعل منهم ” رأس حربة ” في مواجهة المشروع الجنوبي التحرري على الرغم من ضاءلة حجمهم وقلة حيلتهم على المواجهة .
لكن ما لفت انتباهي خلال اليومين الماضيين وجود توجه اصلاحي واضح لا تخطئة عين يما يخص شن حملة اعلامية ضد من يسمونهم ب ” الانفصاليين ” مستغلين في هذا الحملة استخدام مفهوم ” واحدية المشروع الاخواني ” على المستوى العربي باعتباره تنظيم سياسي يمتلك ايدلوجيا سياسية تستند الى تسخير الدين لغرض تحقيق اهداف سياسية تتجاوز الحدود القطرية للدولة العربية ! مايعني ان حركة الاخوان المسلمين الموجودة في أي دولة عربية لا ترى في نفسها الا ” جزء لا يتجزأ ” من الحركة الاخوانية المجودة في اي بلد آخر .. فهو تنظيم واحد , يمتلك رؤية سياسية واحدة والأخطر من ذلك انه يمتلك ” مرجعية دينية ” واحدة تتمثل في شخص ” المرشد الأعلى ” لجماعة الاخوان المسلمين . وفي هذه الجزئية تحديد يمكن القول انها تتماثل تماما من حيث الوظيفة والدور مع ” المرجعية الدينية ” للمذهب الاثني عشرية الشيعي المتطرف الذي انتج الدولة الثيوقراطية في ايران ! .. بل يمكن القول – استنتاجا – ان الخميني ربما يكون قد استلهم من فكرة المرشد الاعلى فكرة ” الامام الفقية ” التي حلت لدى الشيعة حالة الانتظار للمهدي المنتظر .. فلا ادل من ذلك ان التسمية للمرجعية الدينية لهما تحمل نفس المسمى وهو ” المرشد الأعلى ” …!!! وهذا لم يأتي من فراغ .
على هذه الخلفية شاهدنا خلال الأيام الماضية نشاطا ” اخوانيا ” موجها تجاه الجنوبيين قامت به الجماعة بشكل عام في دولة الكويت الشقيقة , حيث ظهر لنا النائب الاخواني وليد الطبطبائي في البرلمان الكويتي محتجا على وزير الاعلام الكويتي تجاه ما اسماه بالسماح للعناصر الانفصالية التي تريد ان تمزق اليمن – على حد قوله – بأن تقيم احتفالا لها في احد القاعات بالكويت وبشكل رسمي رافعة علم الجنوب الذي اغاض النائب الاخواني فذهب به غيه الى ذلك المدى الأخرق الذي جعله ينسى ان هذا العلم كان موحدا لأكبر قوة عسكرية على مستوى المعارك البرية لعاصفة الحزم , وان هذا العلم هو الذي تحته ومن اجله تحققت جميع الانتصارات العسكرية ضد قوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي , في حين ان ” علم الوحدة ” الذي تتكدس تحت رايته امكانيات عسكرية هائلة لم تستطع ان تحقق ربع ما حققته المقاومة الجنوبية ! لكنه التعصب الأعمى المستند الى تسخير الدين في السياسية اعمت هذا النائب واخرجته من طوره في بلد الحريات دولة الكويت الشقيقه , ولا عجب بعد ذلك – والمشروع واحد – والتوجه يأتي من المرشد الأعلى ان نشاهد قناة حميد الأحمر ” قناة سهيل ” تصاب بالاسهال في اعادة وتكرار كلام الطباطبائي وكأنه كلام قراني مقدس او وكأنما وانه النصر المؤزر الذي لها ان تفتخر به .
ايام قليلة بعدها , فاذا بدكتور / من دكاترة الاخوان يسمى فايز النشوان يظهر بنفس الخطاب ” الطبطبائي – الاخواني ” مهاجما الجنوبيين ومشروعهم الوطني مستخدما نفس المنطق الأعوج الذي تم اعتماده من قبل مرشدهم الأعلى ! بل ان الأخير الذي تمثل بدور ” الخبير الاستراتيجي ” ذهب الى حد القول ان كل من يتبنى مشروع الانفصال هو ” حوثي ” باعتبار ان مشروع الانفصال على حد قوله هو مشروع ( ايراني – اسرائيلي ) !! …
لكن خبير الاخوان لم يخطر بباله تفسير حقيقة غزو جماعة الحوثي للجنوب بشكل عام قبل ان تخرج من ترابنا الوطني مذمومة مدحورة تجر ذيول الخزي والعار والهزيمة ! فان كان الانفصال مشروع ايراني يا فايز فلماذا اذا تسوق ايران مليشياتها الى الجنوب كي تتكبد كل تلك الخسائر والدم والموت والدمار في مواجهة المقاومة الجنوبية ؟! .. ولماذا في الاساس كان لنا نحن في الجنوب ان نقاومهم ان كانوا يقرون لنا بالانفصال كما تسميه انت باعتباره مشروعا ايرانيا ؟! .. هذه الهستيريا الاخوانية التي تصاعدت لهجتها خلال الأيام القليلة الماضية تعكس حالة الافلاس السياسي والعسكري الذي يحيط بهذه الجماعة والذي جعلها تتخبط في سلوكياتها في محاولة لابعاد الانظار عن حالة الفشل الكبيرة التي تعيشها في مواجهة المشروع لايراني الحقيقي على مستوى ساحة الحرب في الشمال .