عدن والجنوب على كف عفريت
الجنوب اليوم | مقال
تعوم عدن والجنوب منذ 2015م في بركة آسنة من القتل والبسط على أملاك الغير وانتهاك الحرمات واقتحام المنازل والفوضى الممنهجة ، وكل ذلك الفعل السيء والقبيح يأتي من يبرره بصراع مشاريع سياسية !!!!
المشروع السياسي الذي يحرص أصحابه على الرقص فوق ركام الأوطان لا يعد مشروعا سياسيا بل هو نزوة للسيطرة والاستفراد ، فالمشروع السياسي لا يحتاج لاطقم ولا مدرعات ولادبابات ولايحتاح إلى تمزيق المجتمع لنخب مناطقية وعصابات قبلية وقوى مسلحة أجيره يعود أمرها إلى الغريب والأجنبي والدخيل ، بل يحتاج إلى رفع وعي الطبقة التي جاء هذا المشروع لخدمتها وخدمة أهدافها بحيث تتقارب أطياف المجتمع وتنتهي دعوات الكراهية على أساس العٍرق والجهة والمحافظة والمنطقة والقبيلة ويعود الأمر إلى أيدي اهله..!!
عندما تتجه في وطنك إلى تدمير كل مظاهر الحياة وتفتك بالبنية التحتية للمجتمع (اخلاقيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ) فلا أحد يستطيع قبول مبرراتك حتى وإن تحدثت عن ثورة وهدف ومشروع سياسي !!!
الثورات والمشاريع السياسية التي تأتي على أنقاض الأوطان لا تعدو كونها حالات من (صرع) الرغبة المجنونة التي تفتك ببعض العقول وتصور لها انها باتت تتميز عن غيرها وانها تحمل بوادر رسائل سماوية .!!
عدن والجنوب أصبح اليوم خاليا من التواجد الشمالي وباتت مناطق في أيدي أبناء الجنوب ، فمن يقف خلف كل مايحدث لها ومن المستفيد منه وإلى ماذا يسعى أصحاب المشروع التدميري في عدن والجنوب ..؟؟
تدمير عدن والجنوب لن ينهي الشرعية ألتي يقف خلفها المجتمع الدولي على الأقل إلى الآن ولن يزيح هادي (الجنوبي ) عن المشهد السياسي سواء جاءت الحلول القادمة يمنية أو جنوبية ولن يجبرها على التنازل عن أراضي اليمن وجزرها وحدودها البحرية والبرية لأنها ببساطة لا تملك حق التنازل فهذه أراض وسيادة يمنية سيحميها الشعب وإذا تكالبت الأمم عليه اليوم وهو في حالة ضعف فهو لن يتنازل عنها غدا وسيستعيدها وبزيادة ذات يوم لأن الزمان لا يفضل دائما مبتسما لطرف بعينه بل هي الأيام التي نداولها بين الناس وسنزرع لذلك الهدف في عقول وقلوب أجيالنا القادمة تاريخ حقبة سوداء مر بها الوطن ارتفع فيها صوت الخونة و المرتزقة والاتباع وتباهى فيها الامعات بتبعيتهم وارتزاقهم وبيعهم لكرامة وتراب الوطن.
نكرر ماحملته أطروحات سابقة لنا بأن الطريق الأقرب للوصول إلى الجنوب يأتي من بوابة المصالحة الجنوبية الجنوبية ، والتخلي عن ممارسة دور الوصاية على الجنوب ، ويمر ببوابة التقارب مع جنوبيي الشرعية الممثلة بالرئيس هادي ، ويصب في نهر القبول بالآخر والمشاركة الوطنية المتساوية لمحافظات الجنوب ، ونكرر ان الضمانة لبلوغ الهدف عبر هذا الطريق في جزءها الأول تكمن في إحالة كل قضايا الخلاف الظاهر والمسكون بها خطاب المختلفين إلى شعب الجنوب ليقول رأيه فيها من خلال استفتاء شعبي شفاف ، اما قضايا الخلاف غير المعلنة والتي يخجل من تناولها خطاب المتخاصمين فيجب أن نذهب جميعا لمعالجة انفسنا منها وتطهير تفكيرنا من رجسها إذا أردنا وطن فعلا !!