إندبندنت: معركة انفصال الجنوب تشعل فتيل المزيد من الصراعات باليمن
الجنوب اليوم | صحافة
أورد تقرير إندبندنت أن المعركة الفوضوية من أجل انفصال جنوب اليمن تفرخ صراعات أخرى في مناطق مختلفة من البلد الذي تمزقه الحرب منذ سنوات.
وقالت الصحيفة البريطانية -في مقال لمراسلتها بالشرق الأوسط بيل ترو- إن المساعي الانفصالية بجنوب اليمن واستيلاء الانفصاليين المدعومين من الإمارات على عدن مزق التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة الشرعية والذي كان من المفترض أن يحارب الحوثيين.
وحذرت من الإطاحة بسلطة الحكومة الشرعية من قبل الانفصاليين بعدن لا تهدد فقط بحرب جديدة بين الجنوب والشمال وإنما بحرب داخل الجنوب نفسه.
ونقلت إندبندنت خشية مصادر من مقاتلي محافظة المهرة من أن تجر معارك الانفصال إلى صراعات أخرى داخل اليمن الذي يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويواجه حوالي 13 مليون شخص من شعبه شبح المجاعة.
وأعرب علي سالم الحريزي (الحاكم السابق للمهرة وقائد القوات الحدودية) للصحيفة عن اعتقاده بأن معارك عدن ستمتد إلى منطقته متوقعا أن يحاول المجلس الانتقالي الجنوبي السيطرة على المحافظات التي تقع شرقي عدن مثل أبين وشبوة، وقال “نؤمن بيمن موحد، لذلك سيتعين على المهرة الدفاع عن نفسها، سندرب رجالنا حتى يكونوا جاهزين خلال الأسابيع القليلة القادمة”.
وقد صدقت تلك التوقعات حيث هاجمت القوات الانفصالية شبوة بعد أسبوع واحد من سيطرتها على عدن، وفقا لما تواردته الأنباء.
أولويات الرياض وأبو ظبي
وأبرزت المراسلة أن اختلاف أولويات السعودية والإمارات في اليمن هي السبب الرئيسي للفوضى التي تطبع الصراع في المشهد اليمني حاليا.
ففي حين تركز السعودية على محاربة قوات جماعة أنصار الله (الحوثيين) المدعومة من قبل إيران والتي باتت المملكة عرضة لصواريخها، فإن أولوية الإمارات هي القضاء على الإخوان المسلمين باليمن، وفق المراسلة.
وأوردت الصحيفة آراء بعض المختصين بالشأن اليمني من بينهم الباحث السياسي اليمني أحمد علي المخيني الذي يرى أن الإمارات لا ترى في الحوثيين تهديدا لها وإنما تسعى للقضاء على الإخوان المسلمين الذين يثيرون قلق أبو ظبي.
ووفقا للمراسلة فإن الخوف من سيطرة حزب الإصلاح الإسلامي اليمني على المناطق -التي كانت خاضعة لسيطرة الحوثيين- قد يكون الدافع الرئيسي وراء تسليح الإمارات للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتنقل عن إليزابيث كندال الخبيرة بالشؤون اليمنية والأستاذة بجامعة أكسفورد أن الإمارات بتدربيها القوات الانفصالية قد أطلقت ماردا تصعب السيطرة عليه، وأن سلام اليمن مستقبلا سيتطلب من الإمارات إقناع تلك القوات بالتخلي عن أهدافها الانفصالية.
انقلاب على الشرعية
ونقلت إندبندنت عن مسؤول إماراتي -لم يفصح عن اسمه- نفيه وجود أي خلافات بين السعودية والإمارات بشأن اليمن، مشيرا إلى أن قوات التحالف تقوم بكل ما في وسعها لإعادة السلام لليمن.
وفي ظل الاقتتال بين قوات التحالف التي كان من المفترض أن تقاتل الحوثيين -تقول الصحيفة- تصبح اتفاقيات السلام التي وقعتها الحكومة الشرعية مع الحوثيين ضربا من الترف.
انفصاليون ضد الانتقالي
ومما يزيد المشهد تعقيدا -تقول المراسلة- وجود مجموعة من الانفصاليين الساعين لاستقلال الجنوب لكنهم يعملون ضد المجلس الانتقالي الجنوبي نظرا لتبعيته لأبو ظبي.
ووصف فادي حسن برهوم (رئيس الحركة الثورية من أجل الجنوب) المجلس الانتقالي بأنه أداة بيد الإمارات. وقال “نحن قلقون من أن يصبح الجنوب مسرحًا لسفك الدماء وساحة معركة لمصالح الخليج وقوى أخرى (خارجية)”.
المصدر / إندبندنت