الحبيب الجفري يرد على بيان علماء الإصلاح ويتهمهم بتكرار فتاوى التكفير السابقة
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
رد المرجعية والعلامة اليمني “الحبيب على الجفري” على بيان هيئة علماء اليمن التابعة لحزب الإصلاح الصادر أمس ووصفة بالبيان السياسي الذي ألبس رداء الشريعة ، وقال الجفري جاء أن البيان الصادر عن الجهة المسماة بــــ”هيئة علماء اليمن”، وهي هيئة لا تمثل من علماء اليمن إلا من كان منتميًا إلى توجهاتهم السياسية، فوجدت البيان أبعد ما يكون عن البيان الشرعي الذي يرشّد الواقع السياسي، بل هو بيان سياسي تم إلباسه لبوس الشريعة.
واتهم الجفري بيان علماء الإصلاح بالاستشهاد بآية كريمة وحديث شريف لا صلة لهما بالواقع المراد بيانه، وجاء البيان على نحو يجعل من إيراد النصوص المعصومة مقدِّمةً لاستباحة الدماء والتحريض على الاقتتال .
وأضاف ” وما هذا البيان إلا إعادة لفتاوى الدم التي استباح بها بعضهم دماء أهل الجنوب في حرب 94، حين اتهموا من يحاربونهم بالكفر والشيوعية، وخاطبوا الناس في المساجد بقتالهم، ونسجوا القصص عن كرامات جهادهم المزعوم، ووصل الأمر بهم حينئذ إلى استباحة ما حرّم الله من قتل المدنيين الأبرياء من أهل مدينة “عدن” ملصقين باطلهم بفتوى التترس، ناقلين في ذلك نص فتوى سلطان العلماء العز بن عبد السلام -رحمه الله- على غير هدى ولا بصيرة ولا صواب “.
واتهم الجبيب الجفري علماء الإصلاح الذين استشهدجوا بالآية {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} التي نزلت في قتال المشركين الذين يقاتلون المسلمين على دينهم، بمثابة الحكم بكفر خصومهم من أهل الجنوب ليجعلوا قتالهم جهادًا في سبيل الله .
وأشار إلى أن استشهاد هيئة علماء الإصلاح بالحديث (من أتاكم وأمركم جميعٌ على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه) استشهاد أبعد ما يكون عن حال من استشهد به فضلًا عن صلته بموضوع البيان.
واتهم الحبيب الجفري علماء الإصلاح بالعمل على تشجيع التفرقة أيام الثورات على الحكام وأصدروا الفتاوى بمشروعيتها ، وأجازوا الاستعانة بالدول الأجنبية على دولهم ، ومنهم من أثنى على رئيس الولايات المتحدة السابق لدعمه هذه الثورات ، بل إن منهم من رحب بغارات حلف الناتو .
وأما الاستشهاد به في التحريض على القتال الجاري فهو باطل ظاهر البطلان لطالب العلم المبتدئ حال اطلاعه على الواقع.
وأكد الحبيب الجفري أن القتال الدائر اليوم ليس قتالا في سبيل الله، ولا هو شق لعصا الطاعة، ولا تفريق لجماعة كانت على قلب واحد، بل هو قتال على نسق الحكم وتشكيل الحكومات، وفيه من يشتكي ظلما رآه، وفيه من يدّعي شرعية في معترك بين الفريقين على دولة لا وجود لحقيقتها على الأرض ولا بسط لسلطانها على الرَعِيّة.
ولو أراد طالب علم أن يسلك مسلك هذا البيان في الرد عليه لنقل له من كتب الشريعة المطهرة ما يستشهد به لتأييد رأيه السياسي أمثال عبارة إمام الحرمين في الحُكم بخلع الحاكم الذي فقد القدرة على بسط سلطانه, وغيرها من النقولات المعتبرة لدى أهل السنة، ولكن مثل هذا الواقع الذي نحن فيه لم يقم أصلًا على أساس الرجوع إلى أمر الله والوقوف عند حكمه، بقدر ما هو معترك تقوده الأهواء وتؤثر فيه الصراعات الإقليمية والتوازنات الدولية، فلا ينبغي أن نلوث به ثوب الجهاد الطاهر، ولا نلوي أعناق النصوص الشريفة لتبرير التنازع على السلطة.