الجنوب اليوم يكشف خفايا ثورة حضرموت القائمة وأسباب منع البحسني تصدير النفط(تقرير )
الجنوب اليوم | خاص
منع محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني تصدير شحنه نفطية من خام المسيلة الثقيل للأسواق الخارجية احتجاجا على رفض محافظ البنك السابق حافظ معياد وحكومة هادي صرف النفقات التشغيلية للمؤسسات الخدمية والكهرباء في المحافظة.
قرار المحافظ المعين من قبل هادي والذي لايزال يتمسك بمنصبة كقائد للمنطقة العسكرية الثانية في حضرموت قوبل بتأييد شعبي واسع النطاق ، ومازدا البحسني إصرارا على منع نقل النفط من ميناء الضبة النفطي في المكلا قيام حكومة هادي بوقف رواتب منتسبي المنطقة العسكرية الثانية منذ خمسة أشهر دون مبرر .
يوم أمس وصلت موجة التأييد الشعبي أعلى مستوياتها ، حيث توافد عشرات الآلاف من أبناء حضرموت من وادي وساحل وصحراء حضرموت إلى مدينة المكلا لتأييد القرار ، والتأكيد على وقوفهم وراء المحافظ لانتزاع حقوق حضرموت من عائدات النفط ، تلك المطالب التي استطاع البحسني أن يحولها إلى مطالب شعبية وضعت حكومة هادي في هامش ضيق ، فتلك الحكومة التي خرج البنك عن سيطرتها تماماً في العاشر من أغسطس من العام الجاري ، لم يعد لديها أي موارد بعد سيطرت الإنتقالي على كافة الموارد العامة في عدن ، حتى الإيرادات العامة لمبيعات النفط والغاز في مأرب تذهب لصالح مليشيات حزب الإصلاح ، ولذلك أصبحت عاجزة عن تلك المطالب المشروعة لأبناء حضرموت .
حكومة هادي ناقشت مطالب حضرموت الأسبوع الماضي وتبين أن الإمارات التي وقفت وراء إخراج عشرات المظاهرات المناهضة للسلطة المحلية خلال الأشهر الماضية بسبب تدهور خدمات الكهرباء في المحافظة ، كان لها دور بارز في رفض كافة توجيهات حكومة هادي التي قضت بصرف مئات الملايين من البنك المركزي في عدن ، إلا أن الإمارات عبر حافظ معياد نجحت في إفشال محاولات البحسني لتحسين الخدمات بهدف تصعيد السخط على حكومة هادي وتلميع أبوظبي.
وبناء على ذلك أفادت المصادر أن حكومة معين عبدالملك رفعت إلى الرئيس هادي بتقرير مفصل أكدت فيه قيام محافظ البنك المركزي حافظ معياد بمعاقبة حضرموت بتوجيهات إماراتية ورفضة صرف مستحقات المحافظة وصرف رواتب منتسبي المنطقة العسكرية الثانية بقيادة البحسني بهدف تقوية شوكة المجلس الانتقالي الجنوبي ، وبعد أن تبينت المؤامرة الإماراتية في القضية والدور البارز والأساسي لحافظ معياد ، أطاح الرئيس هادي بمحافظ البنك المركزي حافظ معياد ـ وعين أحمد عبيد الفضلي بديلاً له .
معاناة حضرموت وأهلها ارتفعت إلى أعلى المستويات خلال الأشهر الماضية نتيجة مؤامرة معياد والإمارات وغباء حكومة هادي ، فنجحت أبو ظبي من النيل من حكومة هادي وشرعيتها في المحافظة ، عبر وقوفها وراء تدهور الخدمات وماضاعف فرص الامارات للتوغل في حضرموت ،الإهمال واللامبالاة من قبل حكومة هادي لتردي الأوضاع الخدمية في المحافظة ، خصوصاً ما تعانيه من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في ظل أجواء حارة ورطوبة عالية وارتباط الكهرباء بالكثير من مصالح المواطنين وأنشطتهم الحياتية الضرورية، بمختلف مستوياتهم واهتماماتهم، وهذا ما ضاعف المأساة وزاد المعاناة ، وضاعف ذلك توقف صرف مرتبات منتسبي قوات الجيش في المنطقة العسكرية الثانية ، ومع تصاعد السخط الشعبي خلال الأيام الماضية سارعت الإمارات بتزويد كهرباء حضرموت بشحنه ديزل بهدف تثبيت وجودها في المحافظة.
قرار البحسني الذي أيده المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة بشدة ووصفة بالقرار الصائب في طريق تحرير حضرموت من براثن الاخوان المسلمين ، واعتبر منع سفينه اسبانية من الرسو في ميناء الضبة النفطي الخطوة الاولي في طريق استعادة ثروات حضرموت المنهوبة من قبل حكومة هادي ، أيده ايضاً فرع حزب الإصلاح في حضرموت السلطة المحلية ومختلف المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المختلفة ، ودعا فرع الحزب في حضرموت أبناء المحافظة إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة خلف المطالب العادلة والمشروعة لقيادة المحافظة “واكد وقوفه في صف أبناء حضرموت ومطالبهم المشروعة والعادلة، بما في ذلك إيقاف ضخ النفط وغيره من مصادر الإيراد للخزينة العامة للدولة، إذا كانت حضرموت لن تنال حقوقها إلا باللجوء إلى ذلك التصرف “.
المطالب التي لاتزال في سياقها الحقوقي المشروع لا يستبعد مراقبون أن تكون بداية لمشروع سياسي حضرمي لتشكيل دولة حضرموت كما كانت تخطط الرياض منذ عقود زمنية ، فجحم التأييد لقرار المحافظ بإيقاف تصدير النفط الخام حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم التي وصفوها بالمشروعة مخيف ، وفي حال عجز حكومة هادي في مواجهة تلك المطالب وهو ما يعتقده الكثيرين خصوصاً وان الرياض لها مطامع وتسعى لتنفيذ مشروع تأمري في حضرموت ، فقد تنفصل حضرموت التي تبلغ مساحتها ثلث اليمن وتعد من المحافظات اليمنية الغنية بالثروة النفطية وتعمل بها عدد من الشركات أهمها الشركة الحكومية بترومسيلة وتمتلك أربعة قطاعات نفطية ، وتنتج حقول المسيلة بحضرموت حاليا 40 ألف برميل من النفط الخام يوميا، إلى دولة مستقلة بدعم سعودي وإماراتي وذلك في اطار مؤامرة تفتيت اليمني وتقسيمة إلى ثلاث دويلات .