الإمارات وداعش زواج كاثلوكي في اليمن
الجنوب اليوم | صحافة
يستمر الحديث عن العلاقات التي تربط الإمارات مع تنظيم القاعدة في اليمن في الوكالات والصحف الأجنبية مستدلة بالكثير من الوقائع والتصريحات الرسمية للتأكيد على هذه العلاقة، حيث ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في مقال حول التحالفات الإماراتية مع تنظيم القاعدة.
ونشرت “الغارديان” مقال للكاتبة بيثان ماكيرنان، بعنوان “ثلاثة صراعات في واحد، تحالفات عدن المتغيرة وجبهة انفصالية جديدة”.
وأشارت الكاتبة في المقال إلى التحالفات الموجودة في عدن وما تشهده المدينة اليوم من صراعات بين الانتقالي الجنوب المدعوم من الإمارات وقوات هادي وسعي الإمارات الوصول إلى هدفها عن طريق هذه التحالفات.
وكتبت بيثان أن “كل جندي في مدينة عدن غير متأكد من طبيعة عدوه وشكله وكيف يبدو؛ فمنذ استيلاء المجلس الانتقالي على محافظة عدن وطرده للجنود والجيش التابع للرئيس هادي، استفاد تنظيم القاعدة -الحليف الرئيسي للمجلس الانتقالي- من الفوضى الحاصلة ونفذ عمليات قتل ونهب في معظم أرجاء المدينة”.
واستدلت الكاتبة بيثان العلاقة الفعلية بين الإمارات وداعش والقاعدة من خلال اتهام رسمي وجهه وزير النقل اليمني صالح الجبواني في تغريدة له على صفحته بـ”تويتر”، إن حكومته لديها “كل الدلائل على علاقة الإمارات بتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن وبالأسماء”، مضيفا : “هي (الإمارات) تستخدم هؤلاء الإرهابيين في ضرب تعزيزات الجيش اليمني بطريق محافظتي شبوة- أبين (جنوب)”.
كما تطرقت الكاتبة إلى تحقيق أجرته محطة “سي إن إن” الأمريكية عن وصول أسلحة أمريكية، زودت بها واشنطن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، إلى مقاتلين مرتبطين بالقاعدة، وأشار التحقيق إلى أن الرياض وأبوظبي نقلتا أسلحة أمريكية الصنع إلى القاعدة ومليشيات متشددة في اليمن، لافتاً إلى أنهما استخدمتا الأسلحة الأمريكية لشراء ولاءات المليشيات أو القبائل اليمنية، وحينها طالب مسؤولاً في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” طالب بفتح تحقيق في تسريب السعودية والإمارات أسلحة أمريكية باليمن.
وأشارت الكاتبية بيثان إلى أنه في ديسمبر 2018 خلص محققون إلى أن أسلحة بريطانية وأمريكية وصلت إلى مجموعات منشقة ولها علاقة مع تنظيم داعش والقاعدة في اليمن، في إشارة إلى كتائب أبو العباس المدعومن من إمارات والمصنف في قائمة الإرهاب، بحسب التقرير الأممي الذي أكد أن الإمارات الداعم الرئيس للأبو العباس في تعز.
صحيفة الغارديان في مقال بيثان استرجعت تحقيق أجرته وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، في أغسطس 2018، والذي أكدت فيه أن الإمارات أبرمت اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة في اليمن تم بموجبها دفع أموال لمقاتلي القاعدة مقابل مغادرة مدن وبلدات في الجنوب، وهو ما يخالف تصريحات التحالف بأنه ألحق هزائم في صفوف هذه الجماعات الإرهابية.
ولتقريب العلاقة بين الإمارات وتنظيم القاعدة وداعش قال مقال صحيفة “الغارديان” أن خمسة مسؤولين أمنيين وحكوميين يمنيين، وأربعة وسطاء قبليين بمحافظة أبين، كشفوا أن هناك اتفاقاً أبرم في أوائل عام 2016، قضى بدمج عشرة آلاف مسلح قبلي -منهم 250 من تنظيم القاعدة- في قوات الحزام الأمني في أبين المدعومة من الإمارات.
وقالت الكاتبة “بيثان” أن اتفاق أخر أبرم في فبراير 2016، قضى بانسحاب القاعدة من مدينة الصعيد بمحافظة شبوة مقابل أموال لمقاتلي التنظيم، بحسب ما تصريحات مدير أمن شبوة، عوض الدهبول، ووسيط ومسؤولون حكوميون يمنيون، في حين عقدت اتفاقية أخرها في منتصف عام 2016 بين الإمارات والقاعدة تم بموجبها انسحاب الآلاف من مسلحي القاعدة من المكلا بحضرموت ، وتم ذلك في عدن مع المسؤوليين الإماراتيين.
الغارديان أضافت إلى الدلائل السابقة لتورط الإمارات بالعلاقة مع داعش والقاعدة بتصريح مسؤول إماراتي بحسب ما نقلته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، في أغسطس 2018، عن لواء بعمليات مكافحة الإرهاب الإماراتية يدعى علي، ولم ينشر اسمه كاملاً لأسباب أمنية: “نجند مقاتلين، بعضهم كانوا يقاتلون سابقاً مع القاعدة، فالمقاتلون كانوا متحمسين للانضمام لنا، ونحن نُخضعهم لفحص نفسي شامل؛ لضمان ألا يكونوا من المتطرفين”.
وكانت المستشارة الأمريكية بمجلس الأمن الدولي لشؤون الشرق الأوسط، ماريان جون قالت : “إنه أصبح واضحاً بما لا يدع مجالاً للشك أن الإمارات باتت تؤدي دوراً تخريبياً في اليمن أصبح مكشوفاً أمام الرأي العام”.