رئيس مجلس إنقاذ اليمن الجنوبي يكشف أهدافه ومسار عمله
الجنوب اليوم | الخليج أونلاين
يشهد شرق اليمن حراكاً جديداً بعد إعلان تشكيل مجلس إنقاذ يمني جنوبي، بهدف السعي لوقف الحرب بالبلاد، ورفع الحصار المفروض من قبل التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وإنقاذ اليمن من حالة الانقسام والتشظي.
واختار المجلس، الذي أعلن عنه في الـ19 من شهر أكتوبر الجاري، هيئة رئاسية تمثله تنتمي لعدة محافظات جنوبية، كان من ضمنها اللواء أحمد قحطان، عضو مجلس الشورى اليمني ومدير أمن المهرة سابقاً، والذي اختير لرئاسة المجلس.
وفي تصريح لـ”الخليج أونلاين”، يكشف قحطان عن علاقة المجلس بالشرعية اليمنية، والاتهامات بتمويل المكون الجديد من قبل أطراف خارجية، إضافة إلى أهم أهداف هذا المجلس.
الوحدة اليمنية والاتحادية
يقول اللواء قحطان إن موضوع الوحدة والدولة الاتحادية، إضافة إلى مشروع استعادة الدولة الجنوبية (انفصال جنوب اليمن عن الشمال)، “كلها مشاريع يجب أن تعالج بالطرق السلمية الشرعية”.
وأوضح أن هذه الخلافات لا يمكن حلها إلا من خلال طرحه على الشعب اليمني، “بحيث تطرح على الشعب وهو من يقرر، إما بالانتخابات أو بالاستفتاءات، باعتبار أنه صاحب السلطة في كل القضايا الوطنية السيادية المصيرية”.
وأشار إلى أن أحد الحلول من أجل وقف الخلافات فيما يتعلق بالوحدة والدولة الاتحادية، يتمثل من خلال “الإجماع الوطني من جميع الأطراف السياسية”، مضيفاً: “لا يجوز لأي طرف فرض مشروعه بقوة السلاح أو بالاستعانة بالأجنبي، مهما حدث”.
وعن المشاركين في تأسيس المكون الجديد، قال قحطان لـ”الخليج أونلاين”، إنهم يمثلون كل المحافظات الجنوبية، مع إعطاء دور لأرخبيل سقطرى، موضحاً أنه خلال الفترة المقبلة سيدشن المجلس فروعه في تلك المحافظات.
أهداف المجلس والتواصل مع الشرعية
ويؤكد اللواء اليمني قحطان وجود ما أسماه بـ”مسارين للمجلس”، الأول يتمثل في استكمال البناء التنظيمي، والآخر يتمثل في المسار السياسي لتحقيق الأهداف المعلنة.
وجدد تأكيده أن المسار السياسي يتمثل في سعي المجلس إلى تحقيق أهدافه المتمثلة في “وقف الحرب وخروج كل القوات الأجنبية من البلاد”، مؤكداً أن هذه الخطوات تم إعداد خارطة طريق لتحقيقها.
وعما إذا كان هناك تواصل مع قيادة الشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، قال اللواء قحطان لـ”الخليج أونلاين”: “لدينا تواصل مستمر مع الشرعية، سواء قبل أو بعد إشهار مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي، وهي لم تنقطع قط”.
كما أوضح أن ذلك التواصل ليس فقط مع الشرعية، بل أيضاً مع “بقية المكونات الفاعلة على الساحة، مشيراً إلى أن المجلس ينوي خلال المرحلة المقبلة الجلوس مع جميع الأطراف اليمنية، “من أجل التوصل إلى حل في مواجهة الدول التي تحتل أجزاءً واسعة من بلدنا، وتفرض حصاراً على الشعب فاقم المأساة الإنسانية في الجنوب والشمال”.
وأضاف: “كما نسعى إلى إنهاء الانقسام والاقتتال الداخلي، لأنه لا أحد مستفيد من هذا الاقتتال غير الدول التي لها مصلحة في إضعاف الجميع من أجل السيطرة على البلاد”.
اتهام بالعمالة!
وفي سؤالنا حول الاتهامات الموجهة من قبل أطراف يمنية للمجلس بأنه ممول من دول خارجية، وفي مقدمتها سلطنة عمان، قال اللواء قحطان لـ”الخليج أونلاين”: إن “مثل تلك التهم هدفها لا الإساءة لنا فحسب، وإنما لكل الشرفاء بتصوير أنه لا يوجد مستقلون في الجنوب يمتلكون قرارهم الوطني المستقل”.
وأضاف: “هم يعتقدون أن كل الناس مجرد أتباع لأجندات خارجية، إضافة إلى محاولاتهم جر الدول الشقيقة التي نأت بنفسها عن التدخل في شؤون الدول المجاورة إلى الصراع في اليمن بعد فشل تحالف الاحتلال الإماراتي السعودي”.
كما أكد رفضه اتهام مسقط بدعمها للمجلس، واستطرد قائلاً: “كيمنيين وليس كمجلس إنقاذ، لا ننكر ما تقدمه لنا السلطنة الشقيقة؛ من خلال فتح حدودها وعلاج المرضى والسماح لكل الفرقاء السياسين بالإقامة فيها، وكذا محاولاتها للتوفيق بينهم ولوقف الحرب أيضاً ورفع الحصار الجائر، وما إلى ذلك من أعمال خير استفاد منها كل الفرقاء السياسيين دون استثناء لطرف”.
ويشهد اليمن أزمة مستمرة منذ مارس 2015، بعدما تدخلت السعودية والإمارات في تحالف من عدة دول لقتال الحوثيين الذين انقلبوا على الشرعية اليمنية في سبتمبر 2014، لتتسبب الحرب في أزمة عسكرية وإنسانية، تمثلت في استمرار عمليات القصف التي تحصد أرواح المدنيين، وظهور أوبئة وأمراض، وفقر زاد من معاناة اليمنيين، قبل أن تزيد الإمارات من تلك الأزمة بعد دعمها لانقلاب عبر “المجلس الانتقالي الجنوبي” في عدن في أغسطس 2019.