خبير اقتصادي لا علاقة لإتفاق جدة بانخفاض الدولار امام الريال اليمني مؤخراً ؟
الجنوب اليوم | خاص
أكد الصحفي والخبير الاقتصادي رشيد الحداد أن تراجع سعر صرف الدولار والريال السعودي امام العملة الوطنية في السوق المحلي خلال الايام القليلة الماضية من 600 ريال للدولار الواحد إلى 560 ريال للدولار في السوق المحلي في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية ليس ناتجاً عن أي اتفاقات سياسية في الرياض أو عن أي أجواء سياسية أخرى، بل نتيجة عن حالة ركود حاد يشهدها السوق اليمني منذ أشهر أدت إلى تراجع الطلب على الدولار من قبل التجار في السوق المحلي، وأشار إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية وتحديداً عدن أدت إلى عزوف التجار من الشمال عن الاستيراد بعد ان تعرضت بضائعهم اثناء خروجها من موانئ عدن للمصادرة والسطو من قبل عصابات مسلحة في المدينة ، ولفت إلى البنك المركزي في صنعاء ساهم هو الأخر من رفع العرض النقدي من الدولار في السوق المحلي مؤخراً بعد أن تمكن من إعادة كتلة مالية لابأس بها من الطبعات القديمة للدولار وتحديداً طبعات 2003ـ 2006 إلى التداول في السوق المصرفي بعد أن كان هناك عزوف كبير عن التداول بها ، مما ادى إلى ارتفاع العرض من العملات الاجنبية ليخلق استقرار نسبي في سعر الصرف في ظل سياسة التعويم المتبعة من قبل مركزي عدن منذ يوليو 2017 .
وقال الحداد في منشور له على صفحته في الفيس بوك ، أن التحسن الملحوظ في سعر صرف العملة اليمنية مؤخرا ليس ناتج عن اي متغيرات سياسية او اتفاق الرياض بين الانتقالي وحكومة هادي ، مشيرا ان الاتفاق الذي قد يعلن عنه رسميا اليوم الخميس في العاصمة السعودية الرياض سقط منه الملف الاقتصادي بشكل متعمد من قبل راعية السعودية التي رعت الاتفاق، حتى لا تلتزم باي استحقاقات اقتصادية او مالية من جانب ، بالإضافة إلى أن الرياض تدرك أن أي تحسن في هذا الملف الهام سيكون له اثر إيجابي على حياة اليمنيين في كافة المحافظات اليمنية بما فيها المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين ، وهو ما لا تريده الرياض التي تتخذ الورقة الاقتصادية أداة من أدوات الحرب ضد اليمنيين بشكل عام .
وأوضح رشيد الحداد إلى أن الأسباب الحقيقة وراء انخفاض الدولار والسعودي تكمن في تراجع طلب التجار للدولار تراجع من السوق ، وهو ما زاد العرض من الدولار ، مما أدى إلى تراجع سعر الصرف، ولفت إلى أن تحسن الدولار او ارتفاعه في السوق امام العملة الوطنية مرهونة بالتفاعل بين الطلب من العملات الصعبة والعرض منها في السوق وفق سياسة التعويم المتبعة من قبل البنك المركزي في عدن .
ولم يستبعد أن يعود الدولار مرة أخرى للارتفاع في حال ارتفاع الطلب عليه في السوق ، مشيراً انه من المعتاد سنويا أن يقبل التجار على شراء الدولار لغرض تغطية وارداتهم من الأسواق الخارجية قبل شهر رمضان الذي يعد موسم سنوي استهلاكي قبل شهرين ، إلا أذا حدث تدخل عرضي وحصل البنك المركزي على وديعة جديدة تغذي الرصيد الأجنبي ، وقال “حتى الآن لاتزال عائدات النفط والغاز يكتنفها الغموض رغم انها تعد أحد أهم مصادر الدخل الوطني من العملات الصعبة تليها تحويلات المغتربين اليمنيين “، وحول دور البنك المركزي في عدن بتحسن سعر صرف العملة اليمنية في السوق ، نفى الحداد أي دور للبنك في عدن واكد ان البنك منذ ان تم اقالة المحافظ السابق حافظ معياد وتعيين أحمد عبيد الفضلي كمحافظ بديل ، لم يعلن البنك عن اي عملية سحب من الوديعة السعودية أو عن قيامه بتغطية اي طلبات جديدة من قبل التجار بالعملة الصعبة ، وكذلك لم يعلن عن اي سياسات نقدية جديدة , فمحافظ البنك المعين الفضلي لم يتسلم البنك حتى اللحظة ، يضاف إلى أن كل المؤشرات تفيد بأن موقف النقد الاجنبي لدي البنك المركزي في عدن حرج جداً في ظل سحب قرابة الـ 70% من الوديعة السعودية في 31 عملية خلال اقل من عام ، ولم يتبقى سوى مبلغ طفيف من الوديعة لم يسحب منه منذ أكثر من أكثر من شهر أي مبالغ لتغطية واردات التجار .
ولفت إلى أن توقف معظم تجار المحافظات الشمالية عن الاستيراد عبر ميناء عدن باستثناء القلة خلال الفترة الماضية اسهم في تراجع سعر صرف الدولار ايضاً ، وكشف الحداد عن عزوف الكثير من تجار المحافظات الشمالية عن الاستيراد عبر ميناء عدن منذ قرابة الشهرين بسبب تصاعد الانتهاكات التي طالت عدداً منهم من قبل مليشيات مسلحة في مدينة عدن التي تصل سفن الحاويات إليها ، وذلك بعد سقوط المدينة بيد الانتقالي وارتفاع الانتهاكات العنصرية ضد أبناء الشمال والتي تباينت بين مصادرة بضائع التجار اثناء خروجها من الميناء من قبل مسلحين بقوة السلاح واختطاف وقتل سائقي القاطرات ونهب البضائع المستوردة ، وسبق للغرفة الصناعية والتجارية بالعاصمة صنعاء أن قدمت رسالة للأمم المتحدة عبر الممثلة المقيمة بصنعاء ليز غراندي الشهر الماضي اعلنت فيه التوقف عن الاستيراد عبر ميناء عدن بسبب المخاطر الأمنية وطالبت برفع الحصار على ميناء الحديدة ,وحذرت من حدوث ازمة تموينية في السوق اليمني .