الإنتقالي وحكومة هادي« شركاء في الرياض أعداء في عدن»
الجنوب اليوم | خاص
لن تعود المياه إلى مجاريها بعد اتفاق الرياض وان عادت بقوة المال السعودي ستعود ملوثة غير صالحة للاستخدام، هذا ما تشير إلية المؤشرات في عدن وأبين وشبوة وباقي محافظات الجنوب، فاتفاق الرياض كان ولايزال حبراً على ورق في ظل العلاقة الصراعية المزمنة بين طرفيه، فحالة التوجس الذي كانت سائدة قبيل الاتفاق زادت بعد الاتفاق فحكومة هادي بدت تتعامل بمنطق المنتصر لا المهزوم والخاسر قراره السياسي والأمني والعسكري في الاتفاق، بينما المجلس الانتقالي الجنوبي بدأ يعيد حساباته في مرحلة التنفيذ، فالمجلس الانتقالي في اجتماعه الدوري الاحد كشف عن مخاوفة من انقلاب حكومة هادي على الاتفاق على الأرض وبدأ يوزع تحذيراته من انهيار الاتفاق الذي لم يجف حبر ورقة ، متهما حكومة هادي بالقيام باستفزاز قواته في أبين وشبوة ، وفي الاتجاه الاخر اعترض المجلس الانتقالي الموالي للإمارات على تصريح لوزير خارجية هادي محمد عبدالله الحضرمي الذي كشف السبت فيه عن نيته بالعودة الى مدينة عدن، ورفض الانتقالي أي عودة لحكومة هادي عقب إعلان الأخير استئناف نشاطه من عدن حسب اتفاق الرياض ، وأوضحت المصادر، أن الحضرمي طلب من السفير السعودي لدى اليمن محمد آل الجابر التنسيق مع الانتقالي لعودته إلى عدن لتدشين العمل بوزارة الخارجية بناء على اتفاق الرياض، غير أن الانتقالي رفض.
وأشترط الانتقالي عودة رئيس الحكومة معين عبدالملك ووزير المالية ومحافظ البنك المركزي فقط , للعودة من اجل صرف المرتبات، حسب المصدر ، ويرى مراقبون أن بقية وزراء هادي أجمعوا عن اتخاذ أي خطوة مماثلة، خشية من منعهم، خاصة وأن الحضرمي هو الوزير الوحيد الذي أعلن استئناف عمله من عدن.
على الأرض لاتزال حالة التوتر بين الانتقالي وقوات موالية لحكومة هادي على اشدها فالطرفين لايطيقان بعض وحالة العداء بينهما تشير إلى استحالة دمج قوات الطرفين، وفي طل تدهور الخدمات الأساسية في عدن وتهرب طرفي الصراع شركاء اتفاق الرياض من تحمل المسئولية قالت مصادر محلية أن وفد أمني سعودي عقد الأحد، اجتماعا مع قيادات شركة النفط في عدن، لبحث إجراءات تأمين الشركة ، وبحث الوفد السعودي، خلال زيارته، لمقر شركة النفط في عدن، إجراءات التأمين المشترك، للشركة ومنشآتها الحيوية بعد اندلاع حريق امس التهم قرابة 7000 برميل نفط ، وأفادت المصادر أن الوفد السعودي زار مكان الحريق واطلع على الاضرار التي طالت الشركة .
وأشارت مصادر محلية إلى أن القيادات السعودية بدت تتعامل مع السلطات المحلية في عدن كسلطة كامله الصلاحيات ووفقاً للمصادر فأن قيادة قوات التحالف، اجتمعت الخميس الماضي، مع ممثلي المؤسسات الحكومية الحيوية كالنفط والكهرباء والمياه، لبحث خططا ، ولم تعد اياً من تلك المكاتب بتقديم أي دعم مادي ، ولم تتحرك لإنقاذ كهرباء عدن من التوقف بعد أن قالت مصادر متطابقة بكهرباء عدن ان خروج وشيك ينتظر المنظومة خلال 24 الساعة القادمة بسبب نفاد وقود الديزل ، وبحسب تلك المصادر ان منتصف امس شهدت الشبكة تخفيض بالأحمال بخطوة ستلجئ لها كهرباء عدن لتمديد اكبر وقت في إبقاء المنظومة بالخدمة إلا أنها وبحسب المصادر لن تصمد طويل اذا لم يتم تزويد المحطات بوقود الديزل على وجه السرعة.
الى ذلك لا تزال محطة الحسوة خارج الخدمة بسبب نفاد المازوت وعدم تزويد المحطة احرم الشبكة قرابة 60 ميجاوات فيما الخوف من أن يكون مصير محطات التوليد بالديزل مماثلا لمصير محطة الحسوة مما يؤدي إلى خروج المنظومة.
ووسط مناشدة كهرباء عدن لحكومة هادي و دول التحالف والمجلس الانتقالي بسرعة التدخل و تزويد المحطات بوقود المازوت والديزل حتى تواصل خدمتها وتجنيب المواطنين أي صراعات او حسابات لم يستجب أي طرف لتلك النداءات .