شبوة : الإمارات تتجة للإستعانة بواشنطن لإعادة حضورها العسكري
الجنوب اليوم | خاص
تبددت أمال المجلس الانتقالي الجنوبي وفشلت حسابات أبو ظبي مجدداً في العودة إلى محافظة شبوة عبر بساط اتفاق الرياض الموقع بين الانتقالي وحكومة هادي في الخامس من نوفمبر الماضي والذي انتهى فعليا في الخامس من فبراير الجاري، فالاتفاق الذي حصد فيه الانتقالي عدد من المكاسب منها إزاحة المليشيات الموالية للجنرال علي محسن الأحمر من كافة المحافظات الجنوبية واحلالها بقوات موالية للانتقالي وأخرى جنوبية موالية لهادي سقطت محاولات تنفيذه من قبل الجانب السعودي في حدود محافظة شبوة الشهر الماضي بتواطئو سعودي .
تلك الرهانات الخاسرة للإمارات والانتقالي ببسط النفوذ عبر السلام اكثر منه في الحرب، دفعت أبوظبي إلى البحث عن بدائل للعودة إلى شبوة فقد حاولت إعادة نسخ تجربة طارق عفاش ونقلها من المخا في الساحل الغربي للبلاد إلى شبوة لإعادة حضورها بطريقة أخرى وبتشكيلات عسكرية اكثر ولاء لشبوة، وعلى مدى اشهر عملت على إعادة ترتيب اوراقها بعد ان سقطت كافة معسكرات النخبة الشبوانية الموالية لها تحت سيطرة مليشيات الإصلاح في أغسطس الماضي لتفقد السيطرة على 90% من المحافظة النفطية والغازية الغنية ، لكنها فشلت في صنع مليشيات جديدة تحت مسمى حراس الجمهورية في شبوة ولم تساعدها مكانه الأمين العام لحزب المتمر الشعبي العام عارف الزوكا ولا المال الإماراتي في انشاء عدد من المعسكرات من أبناء قبائل المحافظة تحت قيادة عوض عارف الزوكا المقيم في الإمارات .
لكن هذه الخطة التي لجأ إليها الانتقالي بعد فشل اتفاق الرياض هي الأخرى فشلت ايضاً في ظل السياسة القمعية التي اتخذتها المليشيات الاخوانية في شبوة خلال الفترة الأخيرة في مواجهة كافة التيارات المعارضة لها ، فلجئت النخبة الشبوانية إلى خلق عدد من الكيانات والحركات المناهضة لحزب الإصلاح وسط استقطاب اخواني حاد ، وعلم الجنوب اليوم ان محافظ شبوة الموالي لعلي محسن الأحمر محمد بن صالح بن عديوا ، تعرض لثلاث محاولات اغتيال في ظل وجود عشرات الآلاف من المليشيات الموالية للإصلاح في المحافظة ، لكن الوجود العسكري الاخواني لم يحمي منزل بن عديو من هجمات الانتقالي المباغته التي تكررت اكثر من مرة ، وهو ما يعده الانتقالي اختراق امني هام يكشف ضعف تلك المليشيات وإمكانية ضربها عبر تنفيذ سلسلة عمليات عسكرية محدودة ومتفرقة وتحديدا بعد سقوط جبهة نهم تحت سيطرة قوات صنعاء أواخر يناير الماضي وهزيمة مليشيات الإصلاح في مأرب والجوف .
مواجهات نهم التي حسمت لصالح قوات الحوثيين فتحت شهية الانتقالي في العودة إلى شبوة لكنه اصطدم بوجود قوات كبيرة تابعة لهادي تساندها مليشيات الإصلاح في شقرة بمحافظة أبين ، يضاف إلى ان الإصلاح هزم في نهم وفي مأرب والجوف ولم يسحب عنصرا واحد من ميلشياته من شبوة بل بدأ منذ أسابيع يهيئ نفسة لنقل العاصمة من مأرب إلى شبوة وبدأت قياداته تتقاطر إلى مدينة عتق ,
إزاء تلك التطورات أقدمت الإمارات على انزال العشرات من المدرعات إلى مقرها في ميناء بلحاف خشية تعرض الميناء للإقتحام من قبل مليشيات الإصلاح ، لكنها مؤخراً في ظل الاهتمام الأمريكي الكبير بتنظيم القاعدة في اليمن بعد اعلان البيت الأبيض مقتل زعيم تنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي بغارة أمريكية في القرب من مدينة مأرب ، وقفت وراء اتهام الإصلاح بانشاء معسكرات للقاعدة في شبوة ، ونظرا لقربها من أمريكا كثفت اتهاماتها للإصلاح بتبني القاعدة وبدأت تعزف على ذات الوتر الذي عزفت علية قبل عامين ومكنها من السيطرة على 60% من شبوة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ,
ووفقا لمصادر سياسة فأن أبوظبي عملت مؤخراً على رفع تقارير للبنتاجون الأمريكي هولت فيه من حجم تواجد القاعدة في شبوة وعزت ذلك إلى طرد مليشيات الإصلاح قوات موالية لها شنت قبل عامين حملة عسكرية على شبوة ولاحقت القاعدة في عدد من مديريات المحافظة , وتحت ذات الذريعة تعمل الإمارات على إقناع واشنطن بدعمها جواً وتنفيذ عمليات انزال بري عسكري امريكي بالتعاون معها لضرب بؤر القاعدة في شبوة ، وهو ما يعني ان الإمارات تعد لضرب مليشيات الإصلاح تحت ذريعة محاربة القاعدة في شبوة .
وفي إطار ذلك يأتي دور السعودية هنا في مساندة حزب الإصلاح للسيطرة على محافظة شبوة وثروتها النفطية، كون الإصلاح الأقرب لها من الانتقالي ذات الشعارات التحررية، فمصالح الرياض تلتقي مع مصالح واجندة الإصلاح الخفية في شبوة ، ولذلك كانت السعودية الأقرب للإصلاح في شبوة والأكثر مساندة للحزب بالمال والسلاح في معاركة المتعددة التي خاضها مؤخراً مع مليشيات موالية للانتقالي .