حكومة هادي تغادر عدن وتترك المدينة لاوجاعها
الجنوب اليوم | خاص
غادر رئيس حكومة هادي معين عبدالملك مدينة عدن بعد قرابة ثلاثة اشهر من عودته اليها بموجب اتفاق الرياض دون أي انجاز يخلفه في المدينة التي تركت تواجه اوجاعها ، فحكومة هادي التي عادت بعد أسابيع من اتفاق الرياض الموقع بين طرفي الصراع في الجنوب برعاية سعودية في الخامس من نوفمبر الماضي وعدت بتحسين الخدمات ، لكنها غادرت عدن دون أي تحسن ملحوظ للخدمات ودون أي تجاوب مع نداءات سكان المدينة الحزينة ، اليوم انقطعت الكهرباء عن عدن وقالت مؤسسة الكهرباء ان الانقطاع ناتج عن خلل فني سيتم إصلاحه ، ولكن لاتزال مياه الصرف الصحي تطفح في عدد من احياء المدينة دون تدخل ولاتزال حالة الانفلات الأمني سائدة دون تحسن في مجال الأمن رغم أن السعودية عززت تواجدها العسكري بالمئات من المدرعات وحولت عدن إلى معسكر مفتوح لها خلال الأشهر الثلاثة الماضية .
فعدن التي كانت مدينة المدائن وكان ينظر إليها قبل عقود زمنية على انها درة باسمة في جنوب البلاد، تحولت إلى سجن كبير لأبنائها الذين يعانون نقص حاد في الخدمات، ويعيشون حالة رعب مع الجماعات المسلحة المختلفة الولاءات، فبعد أن أعلنت من قبل حكومة هادي عاصمة مؤقته تحولت الى ساحة مفتوحة للنهب والسلب والاعتقالات والاختطافات وممارسة الجريمة بمختلف أنواعها، فالعصابات المسلحة تتقاسم المدينة مربعات وكل طرف يفرض نفوذه فيها.
فعدن التي تعيش اسواء أوضاعها وتعاني من أزمات متعددة ، يصل متوسط إيراداتها المالية 400 مليار ريال سنويا من رسوم جمركية وضرائب كبار المكلفين وصغارهم، شركة نفط عدن ومؤسسة موانئ خليج عدن والاتصالات وطيران اليمنية والنقل الثقيل والخفيف ورسوم تأجير خزانات مصفاة عدن وعفارة بكالتكس ، ولكن تلك الأموال تذهب بعيداً عن الخدمات العامة ويتقاسمها النهابون الجدد وشركاء اتفاق الرياض الذين يختلفون في السياسة ويتفقون على النهب المنظم لمدينة عدن لكي ينعموا بخيرات المدينة في فللهم الفارهة في مصر والأمارات التي أصبحت مقراً دائم لنهابي عدن وأكلي حقوق أبنائها .