تيار عفاش يعودون للسلطة على حساب الإصلاح وأبناء الجنوب برعاية التحالف
الجنوب اليوم | خاص
بدأت الإمارات والسعودية بتهيئة الأوضاع على الأرض للتخلص من حزب الإصلاح وتمكين تيار عفاش في حكومة هادي من السيطرة على مفاصل القرار العسكري من مأرب وحتى الساحل الغربي ، المؤامرة التي بدأت فصولها تتضح سوف تنتهي بالإطاحة بعلي محسن الأحمر ومن بعده عبده ربه منصور هادي وإعادة أحمد علي عبدالله صالح إلى المشهد تنفيذا لتوجيهات امريكية ، فالإمارات استغلت سقوط جبهات نهم وتقدم قوات صنعاء نحو الجوف ومأرب الشهر الماضي لتفكيك منظومة حزب الإصلاح العسكرية في مأرب وتسليم القيادة لموالين للنظام السابق نظام عفاش بقيادة اللواء صغير بن عزيز وهو شيخ قبلي موالي للرئيس السابق على عبدالله صالح ونجله أحمد ومقرب جداً من الإمارات، بن عزيز الذي ظهر بصورة مفاجئة كقائد عسكري وسحب الستار من تحت اللواء هاشم الأحمر الذي كان يشغل قائد المنطقة العسكرية السادسة الموالية لهادي ، وتم تعينه قائدا للقوات المشتركة الموالية للإمارات والسعودية في مأرب والساحل الغربي ، وكافة المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة هادي ، وبالتزامن مع تلك الترتيبات التي كان الإصلاح يراها منذ الوهلة الأولى إنها تهدف إلى تقليص نفوذه العسكري في مأرب ومعظم الجبهات ، تصاعد عمليات الاغتيال لوزير دفاع هادي الفريق محمد المقدشي وتعرضت منطقة صحن الجن لأكثر من عملية هجوم مدبرة كانت تستهدف قيادات عسكرية كبيرة تابعة لحزب الإصلاح .
تلك الهجمات التي دفعت قيادات الإصلاح لنقل أماكن اجتماعاتهم من مقر وزارة الدفاع بصحن الجن إلى فنادق مأرب الشهر قبل الماضي، احتدمت الشهر الماضي وتسببت بمقتل أكثر من 170 جندي من الجنود الموالين لهادي والمنتسبين للواء الرابع حماية رئاسية، لتندلع بعدها معركة نهم والتي انتهت بسقوط نهم ووصول قوات الحوثيين إلى مشارف محافظتي مأرب والجوف ، ورغم وقع الخسارة الكبيرة على التحالف ، إلا ان تيار أبو ظبي في قوات هادي استغل الفرصة لتفكيك منظومة الاخوان العسكرية في مأرب ، ليتم اقالة 8 من القيادات العسكرية التابعة للإصلاح وتعيين اخرين بدلا عنهم من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في مأرب من قبل اللواء بن عزيز قائد القوات المشتركة ، ورغم حالة التوجس والاتهامات المتبادلة بين فريق ابوظبي وفريق الرياض والإصلاح في مأرب ، تمكن فريق الإمارات من استغلال المواجهات العسكرية التي تجري منذ عدة أيام في محافظة الجوف للإطاحة برئيس اركان الجيش الموالي لهادي النخعي وتعيين صفير بن عزيز رئيسا للأركان وتخويله قيادة المعركة وتحريك القوات في مختلف المعارك ، وهو ما اثار سخط الإصلاح .
تعيين بن عزيز رئيس لأركان قوات هادي إلى جانب كونه قائد القوات المشتركة قوبل بترحيب كبير من قبل القوات التابعة لطارق عفاش في الساحل الغربي واعتبرت القرار انتصار لجناح الإمارات في قوات حكومة هادي وهو بداية للسيطرة الكاملة على كافة مواقع صنع القرار في القوات الموالية لحكومة هادي وهي كما يرى مراقبون بداية النهاية لحزب الإصلاح من جانب ،وبداية النهاية ايضاً لمليشيات الانتقالي الجنوبي التي ستتحول من كيانات مستقلة إلى كيانات تابعة يقودها طارق عفاش ، ورغم أن ألوية العمالقة الجنوبية الموالية للإمارات في الساحل الغربي، رفضت ذلك التوجه وطالبت منتسبيها بعدم التعامل مع طارق عفاش كقائد للقوات المشتركة ، أو العمل تحت إمرته رغم إغراءات التحالف ، وقالت الأسبوع قبل الماضي ان رفض ذلك التوجه جاء من قبل أبو زرعة المحرمي، القائد العام لألوية العمالقة الموالية للإمارات والتي أصبحت منذ عدة اشهر تحت القيادة السعودية ، ويتهم المحرمي طارق عفاش بالتأمر على الوية العمالقة والسعي إلى اخضاعها لسيطرته محاولا اغراء بعض القيادات بالانضمام اليه مقابل رفع الاعتمادات المالية والتسليح ، ومع ذلك لم يبدي هاني بن بريك نائي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي حرجاً من ان يكون طارق عفاش قائد لكافة القوات الموالية للانتقالي بما فيها الاحزمة الأمنية والوية الدعم والاسناد وقوات النخبة .
وجاء ذلك بعد أن قام التحالف بجمع قيادة العمالقة مع طارق عفاش في المخا الشهر الجاري ودعت الوية العمالقة لتسليم القيادة العامة باسم القوات المشتركة لطارق عفاش بشكل رسمي، وإلغاء اسم العمالقة وهو ما قوبل برفض العمالقة بقوة، وهددت قياداتها بالانسحاب من الساحل الغربي في حال تشديد الضغوط عليهم من قبل التحالف الذي لايزال حتى اليوم يرفض انسحاب العمالقة وعودتها للجنوب ويصر على ضرورة تسليم القيادة لطارق عفاش
الموقف ذاته أعلنته عدد من الألوية التهامية التي رفضت قيادة طارق لها منذ أسابيع ولكنها حتى اليوم تواجه ضغوط من قيل التحالف في الرياض ، ومن المتوقع في حال استمرار الرفض ان يوقف التحالف رواتب كافة الوية العمالقة والوية المقاومة التهامية حتى تستجيب لقرار التحالف بتسليم قيادتها لطارق عفاش .
التوجه الجديد للتحالف في تمكين قيادات موالية لعفاش ونجلة أحمد يأتي في ظل توجة اماراتي امريكي الإطاحة بعلي محس الأحمر وعبد ربه منصور هادي وإعادة العميد أحمد علي عبدالله صالح للمشهد مرة أخرى برعاية أمريكية .