في عدن اليمنية.. جرائم القوات الموالية للإمارات تتواصل
الجنوب اليوم | الخليج أونلاين
على مدى أشهر وسنوات من سيطرة ونفوذ القوات الموالية للإمارات في اليمن، عاشت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والمدن جنوب البلاد فصولاً مرعبة مع حوادث القتل والاغتيالات والتفجيرات والاعتقالات، راح ضحيتها المئات من الأشخاص.
وتصاعدت الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكبها قوات “الحزام الأمني”، الجناح المسلح لما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للإمارات، حيث تتهم هذه القوات بالضلوع في عمليات قتل، كان آخرها مطلع مارس الجاري، بمدينة عدن.
وتقوم هذه القوات بتلك التصفيات والتجاوزات بحق الخصوم السياسيين والعسكريين، وصولاً إلى المدنيين؛ تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ومحاولات فرض الأمن والاستقرار في البلاد، وسط تدهور أمني جنوب اليمن.
جريمة بشعة
لم يكن يعلم مواطن يمني يدعى عبد الرب علي صالح، بأن انتقاده لسرعة عربة على متنها مسلحون ينتمون للحزام الأمني ستودي بحياته.
في 7 مارس 2020، فتح مسلحون يتبعون الحزام الأمني النار على المواطن عبد الرب وأردوه قتيلاً، بعدما تحدث إليهم مطالباً بخفض السرعة.
ولعل كاميرا مراقبة في الشارع الذي وقعت فيه الحادثة قد لخصت المشهد الذي يدور في مدينة عدن من إعدامات ميدانية وقتل عشوائي، وسط تدهور أمني تشهده المدينة التي تسيطر عليها مليشيا موالية للإمارات.
وأصبح الفيديو منتشراً بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وسلطت حلقة لبرنامج “ترندينغ” على قناة “بي بي سي” البريطانية الضوء على الحادثة.
وكتب كمال الكازمي على صفحته بـ”تويتر” قائلاً: إن هذه الحادثة ” ليست الجريمة الأولى من نوعها، فقد تعرض العديد من شباب عدن للقتل وفي وضح النهار على أيدي مليشيات المجلس الانتقالي”.
وكتب مستشار وزير الإعلام اليمني، مختار الرحبي، معلقاً على الحادث بقوله: “هذه هي عصابات الإرهابي هاني بن بريك التي تحكم عدن وتريد أن تحكم كل المحافظات الجنوبية، هذه العصابات قتلت شاباً أعزل بدم بارد”.
انتهاكات موثقة
ولعل مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كانت سبباً رئيسياً في فضح جرائم القوات الموالية للإمارات باليمن، حيث تتناقل بين الحين والآخر جزءاً من تلك الجرائم.
وكان من بين تلك الجرائم التي وثقت قيام عناصر من “الحزام الأمني” بتصفية مواطنين ينتمون للمناطق الشمالية بينهم طفل، واتهامهم بأنهم ينتمون لقوات حكومية جاءت للقتال خلال المعارك التي دارت إثر انقلاب القوات الموالية للإمارات على الحكومة، في أغسطس الماضي، وسيطرتها على عدن.
كما تناقل ناشطون فيديو مصوراً لعملية سحل وقتل وتمثيل بجثة تعرض لها عقيد بالجيش اليمني، خلال أحداث أغسطس 2019.
ولعل عملية قتل المواطن الأخيرة دفعت نائب “المجلس الانتقالي الجنوبي”، هاني بن بريك، إلى الخروج للحديث عن “القبض على كل من في الطقم (المجموعة)، وكإجراء أولي من الجهة العسكرية التي يتبعها الطقم تم فصل كل من كان في الطقم، وهم قيد الحجز لمتابعة التحقيق”، لكنه حاول تحجيم القضية بأنها “قضية خلاف بين القاتل والمقتول”.
لكن القيادي في المقاومة الجنوبية، عادل الحسني، نفى ما تحدث به بن بريك، وعلق في صفحته بـ”تويتر” قائلاً: “تواصل بي أهل المغدور به وعرفوا القاتل والتفاصيل، القاتل ناصر مصطفى عبد الله عمر، تابع للواء الثالث دعم وإسناد بقيادة المدعو نبيل المشوشي التابع للمجلس الانتقالي، وقد تم تهريب القاتل، وما أورده الموتور هاني بن بريك من خلافات أسرية كذبة تضاف لسجله الدموي”.
قتل على الهوية وغياب القانون
وتعيش عدن ومدن جنوبية زيادة في العنف، وسط فشل سعودي في تحجيم دور القوات الموالية للإمارات، التي زادت من سطوتها في تلك المدن.
وعبر الناشط الحقوقي مصطفى المنصوري عن خشيته من أن تتحول تلك المدن إلى “واقع من الاقتتال بالهوية والمناطقية”.
وفي حديثه لـ”الخليج أونلاين”، توقع المنصوري أن تشهد المدن الجنوبية خلال الفترة القادمة مزيداً من الجرائم في الأسواق والساحات العامة، مشيراً إلى أن غياب الدولة والقانون أتاح لتلك المليشيا ارتكاب الجرائم دون رادع.
وأضاف: “هذه الجرائم الإرهابية والانتهاكات البشعة التي وثقتها مقاطع الفيديو تنم عن حقد دفين، وتكشف الوجه الحقيقي لمليشيا المجلس الانتقالي والمشروع التدميري الذي تحمله لأبناء المحافظات الجنوبية”، مؤكداً “أن تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم، وسيلاحق كافة المسؤولين عنها”.
وتابع: “للأسف المواطن في الجنوب حالياً، وخصوصاً في عدن، يعيش ما بين مطرقة الانتهاكات والجرائم المتواصلة، وسندان التكتم الإعلامي والحقوقي عن تلك الجرائم، حيث تتوسع الجرائم بشكل أكبر ويزداد الضحايا بشكل يومي”.