السقلدي يرد على فتوى بن بريك التي أحلت سفك الدماء بفتوى وطنية
الجنوب اليوم | خاص
يشد التطرف الديني هاني بن بريك للعودة إلى شخصيته السابقة كرجل دين متشدد لا يقل تطرفاً عن قيادات القاعدة وداعش الذين يبيحون قتل النفس المحرمة، فبن بريك تناسى أيضاً أنه لم يعد خطيب جامع وأصبح بقدرة قادر نائب رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، من خلال إصداره فتوى بقتال القوات الموالية لهادي وتحديداً كل شمالي يشارك في المواجهات التي تدور في محافظة أبين منذ أيام ، وقال بن بريك في تغريدة على حسابه بتويتر، “أفتيت كل جنوبي في جبهات القتال بأن له الفطر يشرب ويأكل وله الأجر وعليه القضاء بعدها، وأفتيت أن كل إخونجي وذيله من قاعدي وداعشي وغيرهم من المرتزقة المشاركين في العدوان على الجنوب دمهم دم حنش إلا المستسلم، والمقتول منهم إلى جهنم والمقتول منا مدافع عن وطنه وعرضه وبيته وماله فهو شهيد”.
بن بريك استدل لفرض تلك الفتوى بقوله في تغريدة أخرى “أفتيت وأنا عالم بالفتيا وضوابطها بفضل الله 30 سنة طالب علم على كبار علماء الأمة وعندي الإجازات العلمية والإذن بالفتيا من كبار العلماء ولا أتفاخر ولكن أقول هذا إرغاما للإخونج كلاب أهل النار مفرخين داعش والقاعدة وسأفتي ترامب وبوتين والعالم كله إنكم ضد البشرية ولا تمثلون الإسلام أبدا”.
في أول رد عبر الكاتب السياسي الجنوبي صلاح السقلدي عبر عن استيائه من فتوى بن بريك وقال في منشور له على الفيس بوك أن الجنوب اليوم وفي المستقبل بحاجة إلى أن يبث رسائل تحمل القيم المدنية وليس الى بث رسائل ثالوث: الإسلام السياسي والعسكري والقبلي.
ورد السقلدي على فتوى هاني بن بريك، في منشور له على الفيس بوك فتوى أخرى ،قائلاً أن فتوانا الوطنية المنتقاة من شوائب الطائفية والمذهبية وكولسترول الإسلام السياسي الذي اثبتت المراحل أنه كان كارثة على الدين وعبئا ثقيلاً على الأوطان هي (وطن لا نحميه لا نستحقه )، مشير إلى أن هذه الفتوى التي أطلقها العقل والقلب الوطني بسجيته التلقائية ،والتي دافعنا من روحها عن وطننا، وصددنا الغزاة والطامعين طيلة عقود من الزمن حتى قضى الله أمرا كان مفعولا ..
واكد أن جنوب اليوم – والغد- ليس بحاجة إلى مخلب ديني ينشب بجسده النازف أصلا، ولا بناب قبلي جهوي يدمي ظهر وينكئ جراحه الغائرة، وهو الوطن الذي عانى كثيرا من عنف وعنفوان تيار الإسلام المؤدلج وغيرها من تيارات السياسي المتلبسة بثوب الدين والفكر والنظرية منذ مطلع التسعينات، بل ومن قبل ذلك وحتى اللحظة، وظل حتى اليوم يتوجع جرّائها في مفازة الضياع والتشظي.
فالشعوب المقموعة التواقة لنيل حقوقها ومقاومة عسف الطغاة والغاصبين ليست بحاجة الى محفزات ومنشطات من خارج جسدها ، فالوعي الحقوقي المقاومة الكامن فيها كفيل بأن يوقظ الجموع المسحوقة ويبث فيها روح المقاومة والرفض وانتزاع الحقوق.
وأضاف أن ” القوى والشخصيات التي تتقدم صفوف الانتصار القضية الجنوبية ومنها المجلس الانتقالي الجنوبي هي بحاجة الى بعث رسالة الدولة المدنية للداخل وللخارج، وليس الى دولة القوى الراديكالية العنيفة بقطبيها الديني والقومي، وبمسيس الحاجة إلى أن لغة تبشّــر لا تنفر، والى روح الحياة المدنية المعاصرة الخالية من الترويكا المدمرة للأوطان والمفككة لعرى الشعوب ونسيجها الاجتماعي ، تلك الترويكا العنيفة بأضلاعها الثلاثة : الإسلام السياسي وفتاويه الموجهة وهيمنة العسكر، وسطوة القبيلة على قيم الدولة المدنية المنشودة.