عدن في الذكرى الخامسة لتحريرها .. مدينة مستبدة تحت رحمة الإحتلال والأوبئة
الجنوب اليوم | خاص
خمس سنوات منذ تحرير عدن من قبضة الحوثيين وتسليمها لقبضة دول التحالف لم تمضي بعد في قاموس سكان المدينة ، فالحياة توقفت هناك والموت أحاط بالسكان من كل جانب اغتيالات وأوبئة وقتل وحروب متعدده بين أطراف الصراع.
بعد خمس سنوات تغيرت عدن وأصبحت مدينة طارده لا بناءها رغم سلميتهم وثقافتهم المدنية ، فالمدينة الحضرية التي سبقت أبو ظبي بعشرات العقود الزمنية بالتطور والنماء وكانت قبل 70 عاماً مركز تجاري إقليمي قبل ان توجد الرياض ، أصبحت تحت سيطرة المليشيات المسلحة التابعة للإمارات وتحت رحمة قوات سعودية خلفت قوات الإمارات في السيطرة والنفوذ على عدن .
خمس سنوات مرت منذ تحرير عدن من الحوثيين تحت مبرر استعادة حكومة الشرعية، لكن الوقائع ومنذ يوليو 2015 تشير إلى أنه لم يعد للشرعية مكاناً سوى أنها كانت جسر عبور للاحتلال الإماراتي والسعودي، فالمدينة في ظل الاحتلال تحولت إلى ساحة قتل وجماعات إرهابية وسجون سرية لأبنائها ، ورغم أن وجودها اتسم بالشكلي طيلة السنوات الماضية ، تمكنت الإمارات عبر ذراعها العسكري من إسقاط وهم الشرعية وفرض الإرادة الذاتية في عدن كسلطة أمر واقع وسيطرة على الإيرادات العامة في المدينة .
خمس سنوات ولا تزال الإمارات تستحوذ على الملف الأمني في عدن رغم انسحابها الشكلي العام المنصرم وتسليم قيادة التحالف للسعودية، وحتى اليوم لم تكن يوما عاصمة مؤقته بقدر ما كانت ساحة للنهب والسالب والتقاتل والصراعات المسلحة ونهب الأراضي والسطو على الممتلكات واغتيال الأبرياء واختطاف الاحرار من المدينة .
ما قبل إحتلال دول التحالف السعودية والإمارات كانت عدن لا تحمل أي الملفات الشائكة التي تتداولها المنظمات والتقارير الدولية في الوقت الحالي، من سجون سرية لاتزال حتى اليوم تحتفظ بالمئات من المعتقلين ،
على مدى الأعوام الماضية شهدت عدن سلسلة اغتيالات واسعة ولا زالت مستمرة حتى اليوم ، حيث سجلت الاحصائيات المحلية والدولية أن العشرات من رجال الدين تم إغتيالهم في عدن ،وأشارت تقارير إعلامية هروب ما يقارب أكثر من 100 رجل دين بعد أن عجزت حكومة الشرعية عن تأمينهم، وتشير أصابع الاتهام إلى تنفيذ الإمارات والقوات التابعة لها بحسب تقارير دولية.
وخلال هذه الفترة أشارت تقارير منظمات محلية في عدن إلى أن الاغتيالات طالت 1250 مواطنا وعسكريا وأكثر من إماما وخطيب مسجد في عدن، إضافة إلى اغتيال 20 إمام وخطيب جامع وأكثر من 40 عملية تفجير وعشرات العمليات للسطو المسلح على ممتلكات المواطنين، إضافة إلى عشرات الاختطافات للأطفال والنساء، وسط تساؤل أبناء عدن ما هو شكل التحرير الذي جاءت به الإمارات إلى المحافظة الأمنة؟.
إقتصاديا تسببت الإمارات بهروب الاستثمارات وتدهور بيئة الأعمال وتوقف التنمية وتراجع حركة موانئ عدن وسيطرة الإمارات على الميناء وتقلص فرص الأعمال وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
خلال خمس سنوات تدهورت الخدمات العامة من صحة ومياه وكهرباء وانعدام المشتقات النفطية، ومؤخرا تصاعد الغضب الجنوبي الرافض لتدهور الخدمات والمطالب برحيل القوات الأجنبية ، وبرزت دعوات جنوبية إلى ثورة تطالب بطرد القوات الإماراتية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من عدن والجنوب بشكل عام سيما بعد أن باتت عدن بموانئها ومطارها ومداخلها ومخارجها تحت السطو السعودي والإماراتي وخارجة عن حكومة هادي.
إجمالا يشير الوضع الراهن في مدينة عدن بعد خمس سنوات من مزاعم التحرير الذي أطلقته الإمارات والسعودية أنه مجرد هدف لاحتلالها لعدن ليكتشف الجنوبيين الوجه الخفي الذي جاءت من أجله دول التحالف إلى الجنوب، فالرياض وأبوظبي يتبادلا الأدوار في عدن وتركا المدينة تواجهه اوجاعها وحيدة دون نصير ، فالمئات من أبناء المدينة قضوا نحبهم بالأوبئة المتعددة مؤخراً ، ولم تقف السعودية رغم ما تمتلك من قدرات اقتصادية هائلة إلى جانب سكان عدن الذين يموتون يوميا بالعشرات ، ولم تقف الإمارات مع المدينة التي استبدت بسكانها لسنوات.