هل يقبل الإنتقالي بتشكيل حكومة مناصفة ويتخلى عن الإدارة الذاتية للجنوب؟
الجنوب اليوم | خاص
يبدوا أن الإنتقالي أمام خيار واحد وهو رفض اتفاق الرياض أو رفض تشكيل حكومة مشتركة ، فالمعطيات تشير إلى أن القبول بذلك بينه وبين الشرعية يعني إلغاء للإدارة الذاتية قطعاً.
مراقبون يرون أن أي اتفاق من شأنه يخلق التقارب والشراكة بين الشرعية والإنتقالي يعني أن الأخير يفقد كل ما خطط له فقضية استعادة المؤسسات الإيرادية كميناء عدن ومؤسسات المياه والكهرباء ومصافي عدن ، وغيرها فستصبح مواردها المالية بيد الحكومة المشكلة ولن يستطيع الإنتقالي التحكم بمصيرها لإن الإدارة الذاتية ولجانها المختلفة ستصبح لاغية في ظل تشكيل حكومة مشركة بين الطرفين.
اقتصاديون أكدوا أن ما عمل عليه الإنتقالي لمنع تحويل الإيرادات المحلية التي قال أنها تذهب لحسابات شخصية لمسؤولي الشرعية وليس للبنك المركزي اليمني، وبالتالي لن يستطيع الإنتقالي بناء المؤسسات وفقا لأهداف الإدارة الذاتية الذي أعلنها ، وعسكريا فإن جزء كبير من هذه الموارد المالية تتحول إلى سيئون وشبوه وأبين لشراء أسلحة وتجهيز القوات العسكرية واستخدامها في الحرب ضد الإنتقالي، فهذا يعني أن أي اتفاق في إطار اتفاق الرياض سيكون المستفيد الوحيد هي الشرعية وحزب الإصلاح.
وفي النظر إلى تشكيل حكومة مناصفة بين الإنتقالي والشرعية فإنه من المستحيل أن تبقى الإدارة الذاتية التي يناضل من أجلها الانتقالي والذي يقودها إلى الاستقلال وإنشاء الدولة الجنوبية فمجرد تشكيل الحكومة بين الطرفين فسيتم إلغاء الإدارة الذاتية بشكل قطعي ، وستذهب تضحيات المئات من الجنوبيين الذين لا زالت جثثهم مرمية في جبهات أبين هباء منثورا.
مراقبون أشاروا إلى أن الانتقالي ليس أمامه خيار سوى المضي في مشروع الإدارة الذاتية وعدم القبول بأي اتفاق يفضي إلى عودة الشرعية إلى عدن.