شبوة.. سلطة هادي تترنح وخصومها يتكاثرون
الجنوب اليوم | تقرير خاص
لا يبدو الوضع في محافظة شبوة مطمئناً بالنسبة لمليشيات الإصلاح التي تحاول إحكام قبضتها على المحافظة ومديرياتها تحت غطاء حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.
إذ تفيد معلومات حصل عليها الجنوب اليوم من مصادر متطابقة “مسؤولة وقبلية” بأن خصوم الإصلاح في شبوة يتكاثرون، فبالأمس أخمدت قوات الإصلاح تمرد قبائل مديرية نصاب، وها هي اليوم تواجه قوات الإصلاح تمرداً آخر في كل من مديريتي ميفعة وحبان.
ميفعة.. رفض قبلي لمحاولة الإصلاح فرض قبضته العسكرية والأمنية
ففي ميفعة رفضت قبائل المديرية القرارات الأخيرة التي أصدرتها سلطة هادي بشأن تعيين مدير جديد للأمن وآخر للبحث الجنائي في المديرية.
وأصدرت القبائل بياناً رفضت فيه إصدار مدير أمن شبوة عوض الدحبول قراراً بتغيير مدير أمن ميفعة ومدير البحث الجنائي.
وحسب البيان فإن القبائل أرجأت رفضها لهذا القرار إلى عدم التزامه بقانون هيئة الشرطة والذي يقضي بتعيين مدير أمن برتبة مقدم فما فوق، في حين أتى القرار بتعيين شخص برتبة ملازم أول.
حبان.. تهديد جديد تواجهه حكومة هادي
وفي حبان جنوب مدينة عتق عاصمة المحافظة، هاجمت مجاميع قبلية مواقع لقوات الإصلاح في المواقع التي تتمركز فيها بمنطقة العرم.
وحسب مصادر قبلية فإن المسلحين القبليين أطلقوا عدة قذائف هاون على مواقع قوات الإصلاح، في حين تفيد أنباء لا تزال غير مؤكدة بأن الهجمات أسفرت عن مقتل أحد قوات الإصلاح.
وبالمقابل رد الإصلاح بالقصف على القرى القريبة من مواقع قواته مستخدماً أسلحة ثقيلة حسب وصف المصادر القبلية.
ويأتي هجوم قبائل حبان على قوات الإصلاح بعد يوم واحد من تعرض الأخيرة لكمين نصبته قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات استهدف تعزيزات عسكرية أرسلها الإصلاح من مديرية بيحان شمال شبوة إلى مدينة شقرة جنوب أبين، حيث استهدف الكمين الذي نُصب لقوات الإصلاح بالقرب من منطقة العرم قبل وصولوها إلى أبين، تدمير دبابة وعدد من الأطقم العسكرية.
وحتى لحظة كتابة التقارير أفادت مصادر الجنوب اليوم إن منطقة العرم تشهد حملة اعتقالات ضد المواطنين من قبل قوات الإصلاح، مشيرة إن الاعتقالات تتم بتهمة التورط بقتل أحد عناصرها في الهجوم الذي تعرضت له من قبل المسلحين القبليين.
كما أفادت المصادر إن قوات الإصلاح اختطفت عدداً من المواطنين أبرزهم “خالد ياسر جميل القميشي ومحمد مهدي القميشي أثناء عودتهما إلى حبان، بالتزامن مع تناقل ناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اغتيال الشيخ علي أحمد القميشي، ولم يتسنَ للجنوب اليوم التحقق من صحة ما تناقله الناشطون.
توسع التمرد
التمرد الذي تواجهه حكومة هادي وقوات الإصلاح في شبوة لم يقتصر على الجانب القبلي فقط، بل توسع ليشمل أيضاً الجانب الإداري، إذ هدد موظفوا الكهرباء بشبوة بإيقاف العمل وإعلان الإضراب بسبب استمرار حكومة هادي تجاهل صرف رواتبهم.
تهديد موظفي الكهرباء بالإضراب جاء بعد أن أصدر محافظ شبوة المحسوب على الإصلاح محمد بن عديو مذكرة لإدارة فرع البنك المركزي بالمحافظة وجه فيها بإيقاف صرف أي شيكات مالية خاصة بالدوائر الحكومية في المحافظة.
وكانت اتهامات سابقة قد وُجهت للمحافظ بن عديو بتخصيص جزء كبير من ميزانية محافظة شبوة لصالح دعم قوات الإصلاح التي تم التعزيز بها من شبوة إلى أبين لمواجهة قوات الانتقالي في يونيو الماضي، حيث استخدمت الأموال كمجهود حربي لتمويل بقاء تعزيزات قوات الإصلاح متواجدة في أبين.
وحسب مراقبين فإن المعطيات على الأرض تنبئ بأن التوتر في شبوة سيتصاعد وأن المحافظة قد تشهد موجة جديدة من المواجهات العسكرية بين القبائل والإصلاح، وأن من المتوقع أن يتمكن الانتقالي الموالي للإمارات من إطباق سيطرته على المحافظة هذه المرة في ظل تكاثر خصوم الإصلاح من القبائل الذين يرصهم الانتقالي إلى جانبه في المواجهة القادمة.