بن بريك يواصل مغازلة الرياض.. “نحن الأقوى في الجنوب”
الجنوب اليوم | تقرير خاص
بين فترة واخرى يقدم نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك المزيد من العروض المغرية للسعودية في المحافظات الجنوبية على حساب القضية الجنوبية والاستقلال والسيادة.
بن بريك الذي سبق له ان قدم الانتقالي كحليف قوي للرياض عقب أحداث اغسطس الماضي التي تمكن فيها من السيطرة على عدن بعد قتال دام عدة ايام انتهى بهروب قوات هادي وسيطرته على معسكرات ألوية الحماية الرئاسية، يجدد اليوم نفس العروض، متوعداً بتحويل كل شباب الجنوب الى بنادق مأجورة للرياض.
وهو بالإضافة إلى ما سبق، يؤكد عدم تنفيذ الانتقالي لالتزاماته بشأن الشق العسكري من اتفاق الرياض والمتعلق بسحب قواته المسيطرة على عدد من المدن وتسليم سلاحها لحكومة هادي، وهو بحديثه ذاك يبدو مستنداً لدعم وضوء أخضر من السعودية التي يفترض أنها حالياً ترعى تفاهمات بين الانتقالي وهادي لإشراك الأول بالسلطة.
في آخر تصريح رسمي من قيادة الانتقالي، قال بن بريك إنهم سيسلحون كل جنوبي قادر على حمل السلاح لحماية أرضه وعرضه.
وأكد بن بريك في تغريدة على حسابه بتويتر أن ما وصفها بـ”القوات الجنوبية” ستبقى في كل الجبهات للدفاع عن الجنوب، حسب وصفه، وأضاف أن هذه القوات أيضاً ستبقى تحت قيادة السعودية “لتحرير الشمال من مليشيات إيران” حسب تعبيره، الأمر الذي يشير إلى أن الانتقالي يستخدم أبناء الجنوب كقرابين للمشروع السعودي في اليمن.
وفيما يبدو أنه تبرير لاحتفاظ الانتقالي بسلاحه وقواته بعد شراكته في سلطة هادي، قال بن بريك “وحتى لا يتكرر سيناريو 7/7 #يوم_احتلال_الجنوب سنسلح كل جنوبي قادر على حمل السلاح لحماية أرضه وعرضه وعودة وطنه حراً مستقلاً بعيداً عن مطامع إيران وتركيا وكل طامع” حسب تعبيره.
ويرى مراقبون إن تصريحات بن بريك وما سبقها من تصريحات لقيادات أخرى بالانتقالي الجنوبي تكشف حجم التقارب بينه وبين السعودية وهو ما تؤكد عليه أحداث سقطرى التي سمحت فيها السعودية لقوات الانتقالي بالسيطرة على المحافظة وطرد حكومة هادي.
ولم يعد التخادم بين الانتقالي والسعودية في الجنوب خافياً، فالشواهد على ذلك واضحة للعيان وليس أقلها سيطرة الانتقالي على عدن في أغسطس العام الماضي وما تبع ذلك مؤخراً من سيطرة على البنك المركزي والتي تمت في وقت كانت فيه السعودية وقواتها صاحبة اليد الطولى في عدن وكان بإمكانها تغيير مجريات الأحداث لصالح حكومة هادي.
وفي المقابل يبدو الانتقالي مستعداً لإكمال الدور المناط به وفق الرغبات السعودية التي بدأت تهيئ الوضع له في المهرة وتتجه لاستخدامه كأداة لضرب المقاومة الرافضة للوجود العسكري السعودي في ثاني أكبر محافظة يمنية، والدور ذاته يسري على محافظة حضرموت التي بدأت الرياض بترويض الوضع فيها تمهيداً لتسليمها للانتقالي.
ولم يتوقف الانتقالي عن تقديم عروضه منذ عام باستعداده تطويع أبناء الجنوب وتحويلهم لبنادق بيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بل اتجه لمناقسة حكومة هادي في تقديم التنازلات للرياض وأبوظبي معاً، وليس أدل على ذلك ما كشفه الزعيم القبلي البارز في محافظة المهرة الشيخ علي سالم الحريزي في إحدى المقابلات التلفزيونية والتي أكد فيها أن الانتقالي عرض على الرياض تمرير مشروع مد الأنبوب النفطي في المهرة، بل والأكثر من ذلك استعداده تسليم سقطرى للإمارات مقابل اعتماده كحليف قوي ووحيد في الجنوب لحماية مصالح الرياض وأبوظبي.