الساحل الغربي يلتهب.. مؤشرات الانفجار العسكري بين طارق والتهامية وتأثير ذلك على الجنوب
الجنوب اليوم | خاص
تشهد مناطق جنوب تهامة غرب اليمن توتراً لم يسبق أن شهدته المنطقة منذ أن سيطر عليها التحالف السعودي الإماراتي في 2017.
التحركات العسكرية والاحتجاجات لكل من قوات طارق صالح والمقاومة التهامية تنذر وفق مراقبين بانفجار عسكري وشيك بين الطرفين، إضافة إلى توسع نطاق خصوم طارق صالح بالساحل الغربي من خلال استعدائه لقوات ألوية العمالقة التي يشكل معظم أفرادها أبناء الصبيحة التابعة لمحافظة لحج.
قوات ما تسمى “المقاومة التهامية” تتهم طارق صالح وقواته بانتهاكات جسيمة بحق أبناء تهامة وأنها تنشئ سجوناً سرية يتم فيها اختطاف واعتقال المئات من أبناء تهامة الرافضين لوجود قوات طارق في مناطقهم ولانتهاكاتها بحق أبنائهم.
ولليوم الثاني شهدت تهامة تظاهرات ضد طارق صالح فبالأمس شهد الخوخة جنوب مدينة الحديدة تظاهرات لقوات المقاومة التهامية تطالب بتسليم المؤسسات الحكومية بما فيها إدارة الأمن لأبناء تهامة وتطالب بخروج قوات طارق، واليوم شهدت مدينة المخا جنوب غرب تعز ومعقل تواجد قوات طارق صالح احتجاجات شعبية ضد طارق صالح وقواته.
ورفع متظاهرون محليون تجمعوا أمام بوابة أمن مدينة المخا لافتات تطالب بتسليم المدينة لأبناء تهامة، مرددين هتافات “لا طارق ولا عفاش عاش الشعب اليمني عاش”، وحمل المتظاهرون بأيديهم علم إقليم تهامة.
وكان طارق صالح قد تمكن من فرض أحد الموالين له يدعى نجيب ورق مديراً لأمن المخا.
ووفقاً لمصادر خاصة بالجنوب اليوم فإن الترتيبات الأمنية التي تتم في الساحل الغربي على حساب أبناء تهامة، تتم بإشراف مباشر من عمار صالح شقيق طارق والذي يتواجد حالياً في قاعدة بير أحمد بعدن.
كما تؤكد المصادر إن الأوضاع في مدينة الخوخة لا تبدو مطمئنة إذ تشير المعلومات المتوفرة إلى احتمال انفجار الوضع العسكري خلال الفترة القليلة المقبلة.
وحسب المعلومات فإن قوة كبيرة تتبع اللواء الأول مقاومة تهامية التي يقودها العميد أحمد الكوكباني، كانت تتمركز في منطقة الطور شمال مديرية التحيتا، عادت إلى مدينة الخوخة.
وقالت المصادر إن عناصر المقاومة التهامية بدأت بالعودة إلى مدينة الخوخة منذ عصر يوم أمس.
بالمقابل قامت قوات من خفر السواحل من المتواجدة في ميناء الحيمة بترك مواقعها وعودة أفرادها إلى منازلهم في مدينة الخوخة.
هذا التحشيد والتحشيد المتبادل إلى مدينة الخوخة ينبئ بانفجار الوضع عسكرياً عمّا قريب.
يأتي ذلك بالتزامن مع انسحاب معظم قوات اللواء التاسع عمالقة من شرق مديرية الخوخة وعودتها إلى قلب المدينة، حيث بدأ أفراد اللواء بالتوافد إلى داخل المدينة منذ يوم أمس.
ويربط مراقبون بين صراع طارق صالح مع القوات التهامية بما تشهده تعز من تطورات عسكرية بين اللواء 35 مدرع وقوات الإصلاح في الحجرية غرب تعز، خاصة مع تسريب معلومات خلال الأيام الماضية تفيد بأن طارق صالح قد يساند، بتوجيهات إماراتية، قوات اللواء 35 في الحجرية ضد الإصلاح، وذلك لمنع قوات الإصلاح من السيطرة على مديريات الحجرية التي ينتشر فيها اللواء 35 مدرع.
وفي هذا الشأن وصف ناطق قوات طارق صالح في الساحل الغربي، قوات هادي بالمليشيات.
وقال صادق دويد في تغريدة رصدها الجنوب اليوم على حسابه بتويتر إن “الحجرية لا مشكلة فيها سوى سعي المليشيا لتقويض أمن المنطقة فقط لأجل السيطرة عليها”.
وكان محور تعز العسكري المحسوب على الإصلاح قد اتهم طارق صالح بإرسال مقاتلين ومجموعات من القناصة إلى الحجرية استعداداً “لتفجير الوضع عسكرياً” حسب وصف المحور.
ويضيف المراقبون بأن الإصلاح إذا ما سيطر على الريف الغربي لتعز فإن ذلك سيقوده إلى تعزيز موقعه العسكري في المحافظات الجنوبية والساحل الغربي وهو ما لا تريده الإمارات التي تسعى لإيقاف الخطة من بدايتها عبر منع الإصلاح من الحصول على مكاسب عسكرية في الحجرية.
ومن شأن سيطرة الإصلاح على الحجرية ومن ثم السيطرة النارية على الساحل الغربي، أن تقلب الموازين العسكرية في المحافظات الجنوبية خاصة في لحج وشبوة وأبين التي تشهد توتراً بين الإمارات والإصلاح المدعوم قطرياً وتركياً، حيث سيؤمن الإصلاح مؤخرة قواته في الجنوب من ناحية وسيبقي على خط الإمداد والتعزيزات العسكرية مفتوحاً بين تعز ومسارح العمليات العسكرية في الجنوب وهو ما يمكنه من الصمود عسكرياً أطول فترة ممكنة أثناء مواجهة الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، إذا ما قرر الإصلاح اجتياح باقي المناطق الجنوبية الغربية الخاضعة لسيطرة الانتقالي.