تربة تعز: ساحة صراع بقرار جمهوري
الجنوب اليوم | خاص
تحولت مدينة التربة جنوب شرق تعز إلى بؤرة صراع بين مليشيات حزب الإصلاح والقوى الموالية للإمارات في منطقة الحجرية منذ أسابيع، هذا التوتر فجره قرار جمهوري صدر من قبل الرئيس هادي في الرياض وقضى بتعيين العميد عبدالعزيز الشمساني قائداً للواء 35 مدرع المحسوب على القوى المناهضة للإصلاح في المحافظة والمدعوم من الإمارات، وعلى مدى الأيام الماضية تصاعد الشد والجذب حول قرار هادي الذي عبر ضباط وصف وجنود اللواء 35 مدرع عن رفضهم المطلق للقبول به مبررين ذلك بأن القائد المعين موالي للإصلاح وله مواقف معادية للواء، من جانب آخر اعتبرت قيادة محور تعز الموالية للإصلاح بأن رفض القرار من قبل منتسبي اللواء تمرد على الحكومة الشرعية ورفضاً لقرار رئاسي، وتوعدت بتنفيذ القرار بالقوة، وبين الرفض ومحاولة فرض القرار بالقوة تصاعد التوتر واتجه طرفا الصراع إلى التحشيد المتبادل لتفجير الوضع في مدينة التربة بمحافظة تعز.
حزب الإصلاح عبر قيادة المحور التابعة له في تعز والتي تعد المسيطر الأساسي على الملف العسكري والأمني في المحافظة، أقرت تنفيذ حملة أمنية لإزالة كافة النقاط العسكرية التابعة للقوى المناهضة للإصلاح، وباشرت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى التربة بعدما سيطرت على المناطق المرتفعة والمحيطة بمدينة التربة وهو ما يعد رسالة لرافضي تنفيذ القرار بأن الإصلاح سيلجأ إلى التنفيذ بقوة السلاح، وتنفيذاً لذلك التوجه انتشرت الشرطة العسكرية في عدد من المناطق القريبة من مواقع ومقر اللواء 35 مدرع.
وفي مقابل ذلك أرسلت القوى الموالية للإمارات العشرات من العناصر العسكرية الى التربة بلباس مدني، وأبدت استعداداتها للمواجهة.
خلال الـ 24 ساعة الماضية سُجل في التربة وفي مديرية الشمايتين حادثتين تعد مؤشراً لتطور الصراع وارتفاع مستوى التوتر بين الطرفين، فبعد قيام مليشيات مسلحة تابعة للإصلاح تنتمي للواء 22 ميكا باقتحام مكتب محافظ تعز نبيل شمسان في مدينة التربة والعبث به والسيطرة عليه حتى اللحظة، قُتل اليوم نجل ركن التدريب في اللواء 35 مدرع باشتباكات بين الطرفين في إحدى النقاط التابعة لمليشيات الإصلاح في محيط مدينة التربة، كما شن مسلحون يتبعون اللواء 35 مدرع هجوماً بالأسلحة الثقيلة فجر اليوم على منزل قائد الكتيبة الأولى في اللواء الرابع مشاة الخاضع لسيطرة الإصلاح عبده الزريقي في مديرية الشمايتين.
تلك التطورات عززتها الأخبار الواردة من مصادر مطلعة بالتربة والتي أشارت إلى أن طارق صالح المتواجد في الساحل الغربي والموالي للإمارات أرسل عشرات المسلحين لمساندة اللواء 35 مدرع ويستعد لإرسال ألوية عسكرية لاقتحام مدينة التربة والحجرية بريف تعز الجنوبي.
وقالت المصادر إن قوات طارق حشدت ما يقارب ثلاثة ألوية عسكرية بدعم إماراتي خصصت لاقتحام مدينة التربة والحجرية.
ولفتت المصادر إلى أن طارق صالح سبق وأن قام بنشر أكثر من 200 جندي إلى مدينة التربة لإشعال الفوضى والاقتتال تمهيداً لاقتحامها.
ويرى مراقبون أن الصراع القائم في منطقة الحجرية صراع قوى إقليمية تمثلها الإمارات والسعودية وقطر وتركيا عبر إشعال فتيل الصراع والاقتتال بين أدواتها المتمثلة بمليشيات الإصلاح وقوات طارق والموالين للإمارات.