مستجدات في سقطرى تكشف تفاصيل الصفقة السرية بين الرياض وأبوظبي
الجنوب اليوم | خاص
علم الجنوب اليوم من مصدر سياسي رفيع في جزيرة سقطرى أن ضباطاً إماراتيين وصلوا أمس الإثنين إلى الجزيرة على متن طائرة إماراتية كانت تقل أموالاً تعتزم أبوظبي توزيعها على قوات الانتقالي.
وقال المصدر إن وصول الضباط الإماراتيين تزامن مع إرسال الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات كتائب جديدة تم تشكيلها من أبناء لحج والضالع وتم إرسالهم إلى سقطرى يوم أمس، وفي الوقت ذاته وصلت سفينة إماراتية إلى ميناء سقطرى يقول المصدر إن المعلومات حولها تفيد بأنها محملة بالأسلحة لتعزيز القدرات التسليحية لقوات الانتقالي.
وأكد المصدر أن تعزيز التواجد الإماراتي يوم أمس صاحبه تعزيز بالسلاح أيضاً، مشيراً إن إرسال الانتقالي كتائب من قواته الجديدة إلى سقطرى كان بسبب تأمين نقل الأسلحة والأموال من جانب وفرض السيطرة على الميناء والمطار من جانب آخر.
يأتي ذلك وسط أنباء تفيد بأن أبوظبي هي من تدخلت ومنعت من إدخال الوضع بجزيرة سقطرى ضمن اتفاق الرياض.
ووفقاً لمصادر مطلعة فإن الرياض كانت قد أوعزت للجنة تم تشكيلها برئاسة وزير الثروة السمكية بحكومة هادي فهد كفاين للإشراف على التفاوض بشأن سقطرى بهدف إعادة الوضع فيها إلى ماقبل سيطرة الانتقالي عليها، وأضافت المصادر أنه لولا تدخل الإمارات التي أفشلت عمل اللجنة لكان الأمر قد تم ولكانت سقطرى قد دخلت ضمن اتفاق الرياض.
وأضافت المصادر أن الرياض ضغطت على الرئيس هادي للتنازل عن مسألة التفاوض بشأن جزيرة سقطرى والاكتفاء فقط بالتفاوض بشأن عدن ووقف المواجهات في أبين.
ومن وجهة نظر مراقبين فإن هذه المعلومات تعزز صحة ما سبق ونشرناه بشأن اتفاق الرياض الذي لم يصب إلا في مصلحة المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات والذي انتزع لنفسه ولسيطرته على بعض المناطق في المحافظات الجنوبية صفة الشرعية بينما لم تحصل حكومة هادي على شيء بالمقابل سوى تعيين رئيس للحكومة محسوب في ولائه على الرياض وتبعيته للسفير السعودي لدى اليمن محمد سعيد آل جابر، بالإضافة إلى انتزاع قرار التراجع عن الإدارة الذاتية من قبل الانتقالي والذي لا يبدو أنه سيتم تنفيذه على أرض الواقع وفق المعطيات الحالية.
وكانت تسريبات انتشرت في وقت سابق اليوم تفيد بأن الضباط الإماراتيين الذين وصلوا أمس سيشرفون على إنشاء معسكرات وقواعد عسكرية تديرها أبوظبي في سقطرى
ويرى المراقبون إن عودة الإمارات إلى سقطرى تشير إلى أن ما تم بشأن الجزيرة بين الرياض وأبوظبي كانت صفقة بين الطرفين تمخض عنها استعادة الإمارات السيطرة على سقطرى من جديد بعد أن كانت قد خرجت منها في مايو 2018 في عهد رئيس حكومة هادي السابق، أحمد عبيد بن دغر، بمقابل حصول الرياض على مكاسب أخرى منها فرض السيطرة الكلية على عدن بعد إخراج قوات الانتقالي بموجب الاتفاق الأخير وكذا تمرير مشروعها بمد أنبوب النفط عبر المهرة الواصل إلى البحر العربي.