السعودية تفخخ مستقبل الجنوب بإنشاء عدد كبير من المراكز الدينية المتطرفة
الجنوب اليوم | تقرير خاص
لم تكتفي السعودية والإمارات باستغلال التيارات الدينية التي صنعتها منذ عقود في حربها على اليمن، فالسلفية الجهادية التي استعانت بها الرياض وأبوظبي في اليمن لم تكن صدفة بل كانت نتيجة لإعداد وتنظيم سابق للحرب بسنوات وكانت تلك الحركات التي تتخذ من الدين شعاراً جاذباً للاستقطاب وغطاءً للتدريب والتغذية الفكرية المتطرفة.
في أخر فصول صناعة التطرف في اليمن أقدمت السعودية خلال الفترة الماضية على تدشين ودعم عدد كبير من مراكز السلفية تحت مسميات مراكز السنة ، وتبرر الرياض انشاء تلك المراكز المتطرفة في المحافظات الجنوبية وتحديداً في المناطق الكثيفة السكان بأنها من تمثل المذهب السني لكنها في نفس الوقت تخفي أكبر من مؤامرة لتفخيخ المحافظات الجنوبية بالتطرف وتبرير وجودها العسكري الاستعماري في جنوب اليمن أمام العالم بمكافحة الإرهاب .
وبعد أن قامت السعودية بدعم وتمويل انشاء أربعة مراكز سلفية في مناطق متعددة من الصبيحة كبرى مديريات محافظة لحج الواقعة بين مديرات تعز ولحج الكثيفة بالسكان خلال الفترة الماضية من العام الجاري ، تسعى الرياض عبر قيادات سلفية في محافظة أبين إلى تأسيس مركز سلفي ذات طابع ديني ليكون مركز تدريب عسكري للمتطرفين ومركز للتعبئة العقائدية الخاطئة في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بعد اندثار مركز السلفي خالد عبدالنبي الذي تحول معظم منتسبيه على مدى العقود الماضية الى عناصر متطرفة وارهابية والذي كان مقره زنجبار وأقيم في سينما زنجبار منذ عام 1994م
ووفقا للمصادر فإن القيادي السلفي الموالي للرياض وقائد لواء الأماجد الذي يتبع السعودية في لودر صالح الشاجري يقوم بتأسيس مركز سلفي جديد في زنجبار وبتمويل سعودي وإشراف أيضاً اشترى الشاجري أرض واسعة بالقرب من ملعب 22 مايو بزنجبار وبدأ عملية المسح لتشييد مايسمى بمركز السنه الجديد ليكون مركز سلفي توعوي تنظيمي ومركز استقطاب جديد في أبين.
وتفيد المصادر إلى أن السعودية تسعى لإنشاء عدد كبير من المراكز الوهابية والسلفية في لحج وأبين وشبوة وحضرموت، وقد أنشأت مركز للسلفين في المهرة بتمويل ودعم كبير منها رغم معاضة أبناء المهرة لذلك التوجه .
وكانت السعودية قد وقفت وراء انشاء ثلاثة مراكز سلفيه دينية في عدد من مناطق الصبيحة بمحافظة لحج لتكون بديل لمركز الفيوش السلفي الذي تخرج منه الآلاف من المقاتلين العقائديين في الساحل الغربي وتفيد المصادر أن تلك المركز السلفية المستحدثة استقطبت الآلاف من الشباب خلال الأشهر الماضية واستقبلت عشرات الأجانب من جنسيات متعددة الذين وصلوا اليها تحت ذريعة التعليم الديني..
وقالت المصادر أن السعودية تمول بسخاء تلك المراكز التي تتوزع في منطقة المضاربة والتي أنشأ فيها مؤخراً مركز ديني سلفي بقيادة الشيخ بسام الحبيشي والذي استطاع حشد أكثر من ٤٠٠٠ طالب خلال أشهر محدودة، ويقع المركز الثاني في منطقة طور الباحة ويقوده الشيخ خليل الحمادي، وتم انشاء مركز سلفي ثالث منطقة المحاولة ويديره الشيخ جميل الصلوي.
ووفقا لمراقبون فإن إنشاء وزرع مراكز سلفية دينية جديدة في الصبيحة التي تتوسط محافظتي لحج وتعز وتقع في منطقة قريبة من باب المندب، أصبحت ظاهرة ملفته ومثيرة للقلق في ضل توافد العشرات من الأجانب لتلك المراكز تحت مبرر الدراسة ، وتفيد المصادر أن هناك طلاب يتواجدون في تلك المراكز من عدة دول أجنبية وعربية وأن معدلات انفاق تلك المراكز كبير يدل على امتلاكهم دعم مالي أجنبي مفتوح .
وتأتي تلك المراكز الدينية الثلاثة في الصبيحة إضافة إلى المركز الديني الواقع في تربة أبو الأسرار في الصبيحة الذي يعد رابع مركز سلفي ، وتستهدف مراكز السنه كما تصف نفسها تنشئة النساء والأطفال والشباب عقائديا.